ضابط في الجيش الحر يقع بأسر (حزب الله) وينجو بأعجوبة


555

الأثاربي:

“عبد الاله سليمان” شاب من ريف حلب الغربي، وتحديداً من بلدة “إبين سمعان” التي تتبع لمنطقة “الأتارب”، ضابط منشق، لم يتخيل يوماً أن يكون السلاح الذي درّب عليه عناصره أداةً لقتل السوريين بعد أن استقدم النظام شذاذ الآفاق الى سوريا تحت ذريعة محاربة الارهاب مع أنه مبدع في صناعة الإرهاب.

خلال معركةٍ قبل أشهر كان يقود سليمان عناصره على جبهات القتال ضد ميليشيا “حزب الله” في بلدة باشكوي بريف حلب الشمالي، وتعرض هناك لإصابة أفقدته القدرة على المشي، فوقع أسيراً في قبضة عناصر الحزب، إلا أن فترة أسره لم تتجاوز خمس ساعات، نجا بعدها من قبضة من أسره، وكانت كاميرات إعلام النظام التقطت له صوراً وهو في قبضة عناصر الحزب.

“ ” زارت عبد الإله سليمان في مكان إقامته بحلب وتحدث كيف تمت إصابته، وعملية أسره، وروى قصته الكاملة:

طُلبنا للمؤازرة على جبهة “باشكوي” في ريف حلب الشمالي، ونحن، وجيش النظام على نفس الساتر تقريباً، وكان موقعنا في الخاصرة بين “باشكوي”، و”رتيان”، حيث كان هناك مجموعة من النظام تتقدم بتجاه بلدة “رتيان” بعد أن مهد لهم الطيران الروسي باتباعه سياسة الأرض المحروقة.

إن جيش النظام كان متقدماً كثيراً، ومعظم من هم على خطوط التماس من رفاقي إما مصاب أو شهيد، ومن خلال لكنتهم التي يتحدثون بها تبين أنهم من ميلشيات حزب الله اللبناني، والذي يبلغ عددهم أكثر من 75 مرتزق، قاومناهم بما لدينا من ذخيرة وسلاح حتى بقينا ثلاثة أنا و”أحمد عبد الرحمن”، و”ناجي قعي” الذي أصيب، وبدأنا بعملية انقاذه حتى وصلنا إلى مرحلة كاد جيش النظام يطبق علينا، فكانت من نصيبي الطلقة الأولى.

أصبت في فخذي، ومن ثم في ظهري، لم أعد أستطيع أن أسحب “ناجي” المصاب، وتقدم الجيش قرب الساتر قال لي أبو عبد الرحمن “لن أترككم سوف أسحبكم رغم اصابتي”، فقلت له يا أخي أنقذ نفسك، نحن مصابون، ولم نعد نستطيع المتابعة، اذهب أنت واطلب مؤازرة لكي ينقذوننا.

وبعد سجال بيني وبينه اقتنع أن يذهب لطلب المؤازرة وإنقاذنا، ويضيف سليمان، بدأ أبو عبد الرحمن بالانسحاب وعيناه باتجاهنا، وكان لسان حاله يقول “هذه هي النظرات الأخيرة بيننا”، وشعرت الحرقة في قلبه، والدمعة في عينيه، طلبت منه الاستعجال لأن الجيش قد يطبق علينا في أي لحظة لم يعد بيننا وبينه إلا القليل.

نظرت في طرف عيني فوجدت عنصراً من حزب الله موجهاً فوهة سلاحه في وجهي ينادوه بـ “الحاج علي” قال لي مباشرة هل أنت من جبهة النصرة؟ أشرت له بعيوني لا، قال ” جيش حر”، أشرت له نعم، فقال لي “ارفع يداك للخلف”، وقال: “خلي عائشة تبعك تفيدك، نحن أحفاد علي، وحيدر الكرار لقد وقعت في الأسر، ونريدك حياً، نحن لنا أسرى عند جبهة النصرة نريد أن نبادلك عليهم”، توجهت إلى الله وقلت في نفسي: يا رب أرني عجائب قدرتك فيهم، وبدأ ينهال عليَّ بالشتم والسباب، واللعان على سيدنا عمر، وأبو بكر رضي الله عنهما.

حضر الطبيب الميداني المرافق معهم، وسألني عن إصابتي، فوضع لي لصاقات مانع نزف لإنقاذي، كان عندي إحساس أنني سأفلت من قبضتهم، وبدأ الفرج يقترب مني، وذلك عندما تقدمت مدرعة “بي ام بي ” تابعة لمجموعاتنا، واقتربت أكثر، شعروا بالخطر، فولوا مدبرين كالأرانب تاركين خلفهم الأسلحة التي اغتنموها منا، مع أن المجموعة التي دخلت عددها سبعة أبطال من المجاهدين الصادقين هزموا أكثر من 75 مرتزق من ميليشيات حزب الله اللبناني.

تم إسعافي إلى أحد المشافي الميدانية القريبة بعد أن وقعت في الأسر حوالي خمس ساعات فقط، سألت عن المجاهد ناجي فقالوا إنه بخير، وهو في نقاهة صحية، صدق من قال (من له عمر لا تقتله شدة).

أخبار سوريا ميكرو سيريا