جند الأقصى يخلي مدينة مورك بحماة ويدعو أهلها للعودة


4e16c3fa-c89c-444a-9248-989abe7f0759

عبد الرزاق الصبيح:

دعا فصيل جند الأقصى الذي يسيطر على مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، أهالي المدينة للعودة إلى مدينتهم واستصلاح منازلهم والسكن فيها، بعد أن أزال جند الأقصى كافة المظاهر المسلحة من المدينة وأخلى كافة مقراته من المدينة، وذلك بعد أن قام بإزالة القنابل العنقودية التي ألقتها طائرات النظام وروسيا، وفككوا الألغام التي زرعتها قوات النظام قبيل انسحابها من المدينة.

وكان سيطر فصيل جند الأقصى على مدينة مورك في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، وتمكنت من التقدم أيضاً إلى جنوب المدينة وشرقها، وسيطرت على حاجز العبود على الطريق الدولي الواصل بين حماة وحلب.

وتلقت آلاف العائلات من أبناء المدينة الخبر بالفرح الممزوج بشيء من الخوف والحذر، فعادت بضع عائلات إلى المدينة، وبدأت بالفعل بإزالة الركام والأنقاض من داخل المنازل، ولكن القسم الأكبر من المدنيين ينتظر قادم الأيام، ورفض قسم آخر العودة إلى مدينة مورك خوفاً من الغارات الجوّية الرّوسيّة وطائرات النظام.

وكان توجه قسم كبير من نازحي المدينة إلى مخيمات اللجوء شمال سوريا، والقسم الأكبر بقي في ريف إدلب، وذلك بعد سيطرة قوات الأسد على المدينة قبل أكثر من عامين، ويدفعون أموالاً كثيرة لقاء سكنهم في مساكن متواضعة، ويعاني الكثير منهم من ظروفاً معاشيّة صعبة جداً في أماكن النزوح.

وتعتبر حواجز قوات النظام في كل من تل بزام ومعان ومزارع مدينة طيبة الإمام والنقاط العسكرية التابعة لقوات النظام في منطقة لحايا القريبة جداً من مورك، مصدر خطر ورعب للكثير من المدنيين، فرصاص الرشاشات الثقيلة من قوات النظام في تل بزام، يمكن أن يصل إلى مدينة مورك.

ويعتبر الحي الشرقي والحي الجنوبي من مدينة مورك، من أخطر أحياء المدينة، كون الحيين مكشوفين على حواجز قوات النظام، فالحي الشرقي مكشوف على قوات النظام من جهة قرية معان الموالية للنظام، أما الحي الجنوبي فمكشوف على حاجز السيريتل.

“أبو مسلم” أحد الإداريين في فصيل جند الأقصى، وفي حديثه لـ “ ” قال، لقد طلبنا من الأهالي العودة إلى المدينة، واستصلاح منازلهم من أجل السكن، وطالبنا كافة المقرات بالخروج من المدينة، وإزالة المظاهر المسلّحة فيها من أجل سلامة المدنيين، وخوفاً على أرواحهم.

وعلل سبب تأخرهم في الطلب من الأهالي العودة إلى المدينة بعدة أسباب، منها إزالة الألغام التي زرعتها قوات النظام في المدينة قبيل انسحابها من المدينة، وكذلك انتشار القنابل العنقوديّة، والتي قام عناصر جند الأقصى بتفكيكها، إضافة إلى غارات الطّائرات الحربية الروسيّة والسورية.

وبلغت نسبة الدمار في مدينة مورك أكثر من 90 في المئة من منازل وممتلكات المدنيين والمرافق العامة فيها، حيث تعرضت المدينة خلال العام الماضي إلى مئات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة، وقذائف المدفعية الميدانية الثقيلة، وكانت هدفاً لحواجز قوات النظام المتمركزة في كل من قاعدة جبل زين العابدين شمال حماة، وحواجز معردس ومعسكر دير محردة وحواجز بريديج والشيخ حديد شمال حماة، وبعد دخول الطائرات الحربية الرّوسيّة خط المواجهة ضد الثوّار، تعرضت المدينة أيضاً لغارات جوية روسيّة بالقنابل شديدة الانفجار، بالإضافة إلى أن قوات النظام عندما كانت تسيطر على المدينة في العام الماضي قامت بحرق معظم المنازل والمحال التجارية في المدينة، وذلك بعد نهب محتوياتها.

وتعتبر مدينة مورك من المدن التجارية والزراعية، فهي المدينة الأولى في إنتاج الفستق الحلبي على مستوى سوريا، ويقدر مردود الفستق الحلبي على المدينة بعشرات ملايين الدولارات سنوياً.

أخبار سوريا ميكرو سيريا