حكومة وحدة وطنية: هذا ما تريده موسكو من مفاوضات جنيف السوري


حكومة وحدة وطنية: هذا ما تريده موسكو من مفاوضات جنيف السوري

المصدر | عبد الوهاب عاصي

الحل السياسي الذي تريده روسيا هو منح المعارضة السورية بعض الصلاحيات ضمن حكومة وطنية يقودها النظام ويسيطر عليها، وهي تجهد لتحقيق ذلك عسكرياً بعد أن أخفقت فيه سياسياً في موسكو1 وموسكو2.

من المفترض أن تستأنف الأمم المتحدة مباحثات السلام السورية بجنيف في 9 من شهر آذار/ مارس الجاري، أي بعد انقضاء مدة تقارب الأسبوعين على سريان وقف إطلاق النار الجزئي (وقف العمليات العدائية)، وهو القرار الذي أتى بعد تصعيد عسكري واسع النطاق شنه النظام السوري على حلب ودرعا واللاذقية، بدعم من الميليشيات الأجنبية الشيعية وإسناد جوي روسي، خلال فترة تعليق المفاوضات قبل شهر من الآن.

واستطاعت روسيا خلال الفترة التي تعطلت فيها المفاوضات، تعزيز قوة النظام في محافظة حلب بعد عزل مدن الشمال “أعزاز، مارع وتل رفعت” وقربها من محاصرة مدينة حلب الاستراتيجية بالنسبة للمعارضة السورية، وكانت الأخيرة ممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات عزت تعطيل المفاوضات بسبب إصرار موسكو على عدم وقف إطلاق النار وهو أحد شروط انطلاق عملية السلام وفقاً للفقرة (13) من القرار الأممي 2254؛ فروسيا تعتبر أن “الغارات في سوريا لن تتوقف قبل إلحاق الهزيمة بداعش والنصرة”، ما اعتبره الأمين العام للائتلاف الوطني السوري محمد يحيى مكتبي، بأنه ذريعة كي تفرض روسيا من خلاله حلها السياسي بالقوة العسكرية.

وخلال حديثه مع شبكة “المصدر” أكد مكتبي، أن غاية روسيا جعل مفاوضات جنيف3، تصب لصالح إعادة تعويم النظام السوري بما فيه بشار الأسد؛ فموسكو تقر بموافقتها على وقف إطلاق النار، لكن بالشكل الذي لا يمنع النظام السوري من توسيع نفوذه عسكرياً؛ وبالتالي فإن أي استئناف للمفاوضات سيكون مترافقاً مع مطالبة من قبل وفد النظام بتشكيل ما يسمونه حكومة وحدة وطنية تتقاسم فيها المعارضة معه الوزارات لكن بإبقاء السيادية بيده، فيما تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالية لإدراكها ذلك.

وحول إشراك طرف ثالث في المفاوضات ممثلاً بمجلس قوات سوريا الديمقراطية، أكد مكتبي أن “المعارضة السورية لن تغيير موقفها السياسي من أي إشراك لحزب الاتحاد الديمقراطي معها”. ويبدو أن عزل مدن شمال حلب الذي وضع فصائل المعارضة فيها بمأزق كبير لا سيما مع تمدد الوحدات الكردية من جهة الشرق وقربها من أعزاز بعد سيطرتها على تل رفعت وخطر تقدم تنظيم الدولة باتجاه مارع من جهة الغرب، لم يدفع الفصائل العسكرية في الشمال رغم انقطاع طريق إمدادها إلى عقد اتفاقيات مع قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها الوحدات، ويقول القائد العسكري في تجمع “فاسقتم كما أمرت “طارق محرم” خلال حديثه مع “المصدر”، غالباً كانت موسكو تريد دفع الأمور باتجاهين، الأول منح الوحدات مساحات جغرافية واسعة قبيل انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات جنيف3، بعد عزل المدن الشمالية، وأما الثاني فيكمن بالاستفادة من هذا الواقع لدفع فصائل المعارضة لعقد اتفاقيات مع الوحدات، بالشكل الذي ينعكس على مجلس قوات سوريا الديمقراطية ويجعل دخوله كطرف ثالث بالمفاوضات مفروضاً على المعارضة السياسية.

من جانبه قال الأمين العام لحزب التضامن الدكتور “عماد الدين الخطيب” في حديث مع “المصدر”، إن استمرت روسيا بخرقها لاتفاق الهدنة الذي أقره بيان ميونخ، بغرض فرض حلّها السياسي بالقوة العسكرية، فإن الرادع الوحيد لمنعها، هو قيام المملكة العربية السعودية ومن خلفها تركيا بتقديم سلاح متطور للمعارضة مثل مضاد للطائرات الروسية، وهذا من شأنه أن يحدث تغييراً نوعياً في قواعد اللعبة والاشتباك، ويبدو ذلك قريباً من خلال تحركات الرياض العسكرية التي نشهدها مؤخراً. مشدداً أن “الحل السياسي يحدد على قاعدة التفوق العسكري فالخاسر على الارض لا يستطيع ولا يحق له إملاء أي شروط وخير دليل خسارة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية فأذعنت لشروط الحلفاء ومثلها اليابان”.

حكومة وحدة وطنية: هذا ما تريده موسكو من مفاوضات جنيف السوري المصدر.


المصدر : الإتحاد برس