"أردوغان" يدعو قادة العالم الإسلامي للتعاون من أجل تحقيق العدالة


أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أن "المنظمات الإرهابية التي تعتدي على المظلومين، وتقتل وتنهب باسم الإسلام، لا تمثل الدين الإسلامي الحنيف، الذي هو دين سلام".

جاء ذلك خلال إلقاء "أردوغان"، اليوم الخميس، الكلمة الافتتاحية للقمة الـ13 لـ"منظمة التعاون الإسلامي"، المنعقدة في إسطنبول. 

وشكر "أردوغان" في كلمته، مصر على جهودها خلال رئاستها للدورة السابقة، كما أعرب عن أمله في أن تمثل القمة وسيلة لمستقبل يتصف بالأمن والرفاه للمسلمين ولجميع مواطني العالم.

وأعرب "أردوغان" عن اعتقاده أن الطائفية هي أكبر فتنة يواجهها العالم الإسلامي حاليّاً، قائلاً إن الطائفية والعنصرية، تأتيان على رأس المشاكل التي يجب أن يتغلب عليها المسلمون، مضيفاً: "أقول دائماً إن ديني ليس سنياً ولا شيعياً، وإنما ديني هو الإسلام، فأنا مسلم فقط، مثل مليار و700 مليون من إخوتي ".

وأكد "أردوغان" على ضرورة الإسراع في تحقيق مفهومي العدالة والسلام، "اللذين يمثّلان محور القمة"، قائلاً: إن العالم الإسلامي بأكمله ينتظر ما ستسفر عنه هذه القمة.

وفيما يتعلق بالإرهاب ومكافحته، قال "أردوغان": "نذكر جيداً كيف دُمرت أفغانستان، وقُتل مئات آلاف المسلمين، وظُلم الملايين منهم بسبب القاعدة، والآن يعمل داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، الذي يسيطر على مناطق بالعراق وسورية ويسعى للتحرك في ليبيا، لخدمة الغاية القذرة ذاتها (..)، باستثناء بعض العمليات، فإن ظلم وضرر التنظيمات الإرهابية كله لحق بالمسلمين".

ودعا "أردوغان"، المجتمع الدولي، إلى إعادة النظر في طريقة مواجهته للمنظمات الإرهابية، قائلاً: إنه لابد من العمل على تجفيف المصادر المالية والبشرية للإرهاب، بالإضافة إلى مواجهة تهديده على الأرض، مؤكداً على ضرورة التعاون الدولي في هذا الإطار.

وأضاف "أردوغان": "سيكون من الملائم تأسيس هيكلية لتقوية التعاون بين دول منظمة التعاون الإسلامي، لمواجهة الإرهاب، وغيره من الجرائم. وقد حصل الاقتراح التركي بإنشاء مركز للتعاون والتنسيق بين شرطة دول منظمة التعاون الإسلامي يكون مركزه إسطنبول، على القبول، وأشكركم على الدعم الذي قدمتوه بهذا الخصوص".

وأكد "أردوغان" أن "علينا إيجاد الحلول للإرهاب والأزمات الأخرى القائمة في الدول الإسلامية بأنفسنا، وذلك من خلال التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، بدل انتظار تدخل القوى الأخرى"، مضيفاً: "لماذا ننتظر المساعدة من غيرنا على حل مشاكلنا وتخليصنا من الإرهاب، علينا أن نحلّ مشاكلنا بأنفسنا، وعندما نمتنع عن التدخل لحل أزماتنا، يقوم غيرنا بالتدخل نيابةً عنّا، والآخرون عندما يتدخلون، إنما يتدخلون من أجل النفط وليس من أجل إحلال الرفاهية والسلام بيننا".

وأعرب "أردوغان" عن أسفه حيال المواقف المتناقضة التي تشير إلى ضحايا هجمات باريس وبروكسل، ولا تأتي على ذكر ضحايا هجمات أنقرة وإسطنبول ولاهور، قائلاً: إن "موت إنسان واحد فقط، مثل موت الناس جميعاً"، مؤكداً على ضرورة مكافحة جميع التنظيمات الإرهابية بنفس العزيمة. 

وقال "أردوغان": "الدول الإسلامية مستاءة من التمثيل غير العادل في آليات اتخاذ القرار الدولي. فالآلية القائمة على الظلم لا يمكن أن تسهم في تأسيس العدالة الدولية".

وأشار "أردوغان" في هذا الإطار لعدم وجود دولة مسلمة بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، مؤكداً على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة.

ودعا "أردوغان" الدول الإسلامية إلى إنشاء نظام تحكيم فيما بينها، بدلاً من اللجوء إلى هيئات تحكيم خارج العالم الإسلامي، وعرض في هذا الإطار إنشاء مؤسسة تحكيم دولية في إسطنبول.

كما عرض الرئيس التركي، إنشاء مؤتمر للمرأة في إسطنبول، ضمن منظمة التعاون الإسلامي، يعقد اجتماعاته بشكل دوري، ودعا إلى استخدام البنك الإسلامي للتنمية بشكل أكثر فعالية في استثمارات المساعدة والتضامن.

وفيما يتعلق بفلسطين قال "أردوغان": "بكاء فلسطين تحت الظلم الإسرائيلي جرح غائر في صدر العالم الإسلامي، ولابد من قيام دولة فلسطين المستقلة من أجل حل القضية في المنطقة".

وبخصوص المجتمعات المسلمة خارج الدول الإسلامية قال "أردوغان": "علينا في منظمة التعاون الإسلامي، رفع مستوى الدعم للمجتمعات الإسلامية التي تكافح من أجل نيل حقوقها ومستقبلها، في المناطق البعيدة عنّا جغرافياً، علينا جميعاً كسر العزلة المفروضة منذ عشرات السنين، على إخوتنا في قبرص الشمالية، وأعتقد أنّ أزمة جزيرة قبرص، مشكلة مشتركة لجميع المسلمين".

ومضى قائلاً: "إن كافة المجتمعات الإسلامية سواء في البلقان، أو في جنوب شرق آسيا، أو في افريقيا، بحاجة إلى دعم قوي من قِبل العالم الإسلامي، فهل يمكننا أن نلتزم الصمت حيال ما تتعرض لها جزيرة القرم من احتلال؟".

وتطرق "أدروغان" إلى أزمة اللاجئين، فقال: "جُلّ من يحاولون الوصول إلى أوروبا، عبر بحر إيجة والمتوسط، بقوارب وزوارق غير صالحة، هم من المسلمين، وهذا مدعاة للخجل بالنسبة لنا، وإذا كان الملايين من هؤلاء الناس، قد أُرغموا على المجازفة بحياتهم من أجل مستقبلهم، فإنّ علينا الجلوس والتفكير بهذا الوضع".