مهمة القوات الأمريكية الجديدة تجنيد مقاتلين عرب لحرب “داعش”


أن قرار إرسال قوات أمريكية إضافية إلى سوريا يأتي في وقت التزم فيه الرئيس الأمريكية بموقفه الرافض لإرسال قوات برية لقتال “تنظيم الدولة”.

ونقل الموقع عن مسؤول دفاعي قوله إن 250 جندياً لن يكونوا آخر دفعة تذهب إلى سوريا. وستبدأ طلائع القوات الأمريكية بالوصول إلى سوريا في الأسابيع المقبلة باعتبارها جزءا من عملية “حشد بطيء”، وفقا لما قاله المسؤول.

ولاحظ الموقع أن عملية نشر القوات أصبحت أمرا اعتياديا رغم تصريحات الإدارة الرافضة لنشر قوات برية في مناطق الحرب خاصة سوريا.

ويعترف المسؤولون بوزارة الدفاع (البنتاغون) بإمكانية إرسال قوات أخرى مع تزايد الحشود لاستعادة مدينة الموصل والرقة. وعلق مسؤول دفاعي قائلاً: “هذه هي الخطة وفي حالة لم تنجح فسنرسل قوات إضافية”، في تصريح يعكس إمكانية تورط الولايات المتحدة في الحرب وبشكل أعمق.

ويرى النقاد أن زيادة القوات بهذا المستوى ليس كافياً لهزيمة الجهاديين، ولكنها محاولة لاحتواء التنظيم بأقل عدد ممكن من القوات الأمريكية.

ونقلت الكاتبة عن كريستوفر هارمر، المحلل في الشؤون البحرية في معهد دراسات الحرب في واشنطن قوله: “المهمة هي نفسها ولم تكن المصادر كافية بشكل كامل. ولا تزال تراوح مكانها ونحن بحاجة لإنجاز المهمة”. وأضاف: “من أجل هزيمة داعش في الموصل والرقة فنحن في حاجة إلى قوات برية تعمل مع الطيران الحربي بشكل قريب بالإضافة لنظام متناسق بين المعلومات الالكترونية والبشرية بشكل يسمح للقيام بغارات جوية حساسة. ولا تتوفر هذه القدرات لأي من حلفاء الولايات المتحدة”.

وستكون مهمة القوات الجديدة في سوريا تجنيد قوات جديدة من المقاتلين العرب، خاصة وأن المسؤولين الأمريكيين مترددون في الاعتماد بشكل كامل على الأكراد لاستعادة المدن الرئيسة التي يسيطر عليها الجهاديون وتحديداً الموصل والرقة.

وقال مدير الأمن القومي، جيمس كلابر، يوم الإثنين إن القوات الجديدة ستساعد في جمع المعلومات الأمنية “في أي وقت تستطيع فيه وضع عيون وآذان على الأرض فهو أمر جيد”. ورفض المسؤول الأمني الأبرز التوضيح فيما إن كان إرسال قوات برية سيؤدي إلى تغيير مسار الحرب ويعجل بهزيمة الجهاديين.

وستتولى القوات الخاصة التي انطلقت نحو سوريا بتنسيق عمل قوات سوريا الديمقراطية، وهي التي تتكون بشكل كبير من المقاتلين الأكراد ومقاتلين عرب وتجهيزها للتقدم غرباً نحو مدينة الرقة.

وتضيف الكاتبة أن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت استعادة مناطق من “داعش” في الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى زيادة قواتها والاستفادة من الزخم. فالزيادة هي جزء من خطة أعلنت عنها البنتاغون من جزأين.

ففي الأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع، آشتون كارتر، إن الجيش سيرسل 217 جندياً إضافياً إلى العراق. ووقع المسؤولون الدفاعيون أوامر بإرسال وحدات (أم 142 لأنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة) وسوف تُنشر قوات أخرى من المستشارين الأمريكيين وعدد آخر من قوات البحرية.

وكانت أول طليعة للقوات الأمريكية تصل إلى خطوط القتال ضد داعش هي 200 من جنود المارينز وصلوا بلدة مخمور التي تبعد 70 ميلاً جنوبي مدينة الموصل. وساعدت قوات المارينز القوات العراقية تحقيق تقدم بطيء. ولم تعلن الولايات المتحدة عن هذه التطورات إلا بعد مقتل الملازم لويس كاردين في 19 مارس.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” عن ميليسا دالتون، الموظفة السابقة في وكالة الاستخبارات الدفاعية قولها إن قرار أوباما زيادة القوات في سوريا هو محاولة “لإثبات مفهوم من نوع ما”.

ويبدو أن هذا المفهوم نجح حسبما تقول: “فقد كان هناك زخم إيجابي مع فكرة تقول: حسنا لو توسعنا قليلاً وضاعفنا من عدد المدربين في البلاد فربما ضاعفنا الأثر”.

ولكن الصحيفة تتساءل عن السبب الذي تزيد فيه الولايات المتحدة من جهودها العسكرية في وقت تنهار فيه الجهود الدبلوماسية. وتقول دالتون: “إلى أين نحن ذاهبون. وهل هذه بداية زيادات أخرى وإلى أين ستنتهي؟”، إلا أن آخرين يعتقدون أن بناء القوات خطوة بعد أخرى معقول، وتمنح الولايات المتحدة القدرة على تقوية القوى المضادة لتنظيم الدولة الإسلامية من دون أن تورط نفسها في حرب في الشرق الأوسط.

ويقول نيكولاس هيراس، المحلل لشؤون الشرق الأوسط بمركز الأمن الأمريكي الجديد إن “التدرج هو المدخل الصحيح”. ومن هنا ينظر لقرار إرسال أوباما إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط بأنها مقامرة ولكن بمخاطر قليلة. وهي ليست كبيرة مقارنة مع الخطط الكبيرة التي حاولت الإدارة تطبيقها في سوريا سابقاً. فقد أعلنت عن مشروع بقيمة 500 مليون دولار لتدريب المعارضة السورية.

ولم يثمر البرنامج حسب قائد القيادة المركزية أوستن لويد “سوى أربعة أو خمسة جنود شاركوا في القتال”، مع أن مسؤول السياسة في البنتاغون أخبر الكونغرس “كانوا يتلقون تدريبا رهيبا”.

ويشير هيراس إلى أن المسؤولين الأمريكيين شرحوا فوائد إرسال القوات الأمريكية في البداية- أي عندما نشروا 50 جندياً- وهي تدريب المعارضة ودعم الغارات الجوية الأمريكية والدعم اللوجيستي والتأكيد على أن استهداف تنظيم الدولة هو الأولوية، إلا أن أمريكا لن تعترض لو قامت هذه القوات بضرب نظام الأسد. وأضاف أن المدربين الأمريكيين استطاعوا زيادة عد المقاتلين العرب ضمن وحدات قوات سوريا الديمقراطية.

وهذا تطور مهم لأن بناء الثقة بين القوى المعادية لتنظيم الدولة مهم، فالولايات المتحدة تثق في الأكراد لكن العرب لا يثقون فيهم وتهرب عائلاتهم إلى المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة خوفاً من المقاتلين الأكراد. ويُتهم هؤلاء بعمليات تطهير عرقي ضد السكان العرب وإجبارهم على الرحيل من بيوتهم. وتعلق جيني كافريلا من معهد دراسات الحرب أن الأكراد يهدفون في النهاية لإقامة منطقة حكم ذاتي في مناطقهم السورية وهو ما يعارضه السنة العرب.

وتشير الصحيفة إلى أن برامج التدريب السابقة كانت تركز على المقاتلين الذي رشحتهم الجماعات السورية المعارضة وبوساطة تركية في الغالب. أما الآن فالتركيز هو على المقاتلين الذي طردهم تنظيم الدولة. ومن هنا، فستكون دافعيتهم لقتاله والانتقام منه أكبر. فالتنظيم هو المعوق الأهم لهم ولعودتهم إلى قراهم وبيوتهم حسبما يقول هيراس.