استياء شعبي عراقي من اعتماد تسميات إيرانية لمعالم بغدادية


ما إن تقترب شيئاً فشيئاً من مدينة الكاظمية (20 كم شمال بغداد)، حتى يخيّل إليك أنك في مدينة قم الإيرانية؛ لكثرة الصور والملصقات التي تعود لرجال دين إيرانيين، وهو ما يكشف حجم التغلغل الإيراني في العراق، بحسب سكان محليين، بل زاد على ذلك تغيير أسماء بعض الشوارع والساحات التي تحمل أسماء عربية بأسماء فارسية.

التدخل الإيراني في العراق لم يقتصر على التدخل السياسي والعسكري بحجة تقديم المساعدة للعراق في حربه ضد تنظيم “الدولة”، بل زاد على ذلك حتى وصل إلى حد التلاعب بأسماء المناطق، والدلالات التي تمثل العروبة والإسلام.

ساحة العروبة التي تعد واحدة من أعرق الأماكن وأقدمها وسط مدينة الكاظمية، من أبرز الأماكن التي تعاني اليوم من التغلغل الإيراني، والتي شملها التغيير، حيث عمدت السلطات المحلية لمدينة الكاظمية، وبإشراف رجال دين موالين لإيران، إلى تغيير اسمها من ساحة العروبة إلى ساحة الإيراني.

السكان المحليون وأصحاب المحال التجارية وسط مدينة الكاظمية عبّروا عن استيائهم من هذه الخطوة، عادّين ذلك إهانة لهم وللعراق.

فراس الحمداني، وهو أحد سكان المنطقة، قال لمراسل “الخليج أونلاين”: إن “السلطات المحلية لمدينة الكاظمية، وبرعاية من رجال الدين القائمين على إدارة مرقد الإمام موسى الكاظم، أقدموا على تغيير اسم ساحة العروبة وسط مدينة الكاظمية، وأطلقوا عليها اسم ساحة الإيراني”، لافتاً إلى أن “إيران تحاول بطريقة أو بأخرى إهانة الشعب العراقي”.

وأضاف: إن “إيران – ومن خلال أذنابها من أصحاب العمائم السوداء (على حد وصفه) – لم تكتف بهذا الأمر فحسب، بل أجبرت أصحاب المحال التجارية على تغيير كافة أسماء المحال التي تحمل اسم العروبة”، مشيراً إلى أن “هذا إن دل فإنما يدل على حقدها الدفين على العروبة”.

من جهته يضيف المواطن مهند الكناني: إن “المد الفارسي في مدينة الكاظمية أصبح واضحاً للقاصي والداني، فبدل أن يتكلم الزائرون الإيرانيون القادمون إلى المدينة لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم، اللغة العربية، أصبح العراقيون هم من يتكلمون اللغة الفارسية”.

وتابع: “إنني كمواطن شيعي أعتز بطائفتي، لكنّي في الوقت ذاته أرفض وبشدة أن نكون تبعاً لإيران التي تسعى إلى فرسنة العراق، وجعله منطقة تابعة لها بشكل مباشر أو غير مباشر”.

من جانبه قال الأستاذ في التاريخ الحديث، ماهر شحاذة: إن “شيوع التسميات العربية في العراق عامة، وفي بغداد خاصة، تعود لقرون عديدة، وذلك لعطش العراقيين الشديد، وتمسكهم بقوميتهم العربية”، مشيراً إلى أن “الكثير من المناطق والشوارع والساحات وسط بغداد سميت بأسماء بلدان عربية؛ كشارع المغرب، والجزائر، وحي تونس، والقاهرة، وساحة بيروت”.

وأضاف: إن “إيران – ومن خلال ملشياتها في العراق، والأحزاب الدينية الموالية لها – تسعى إلى طمس هوية العراق العربية، والقضاء على العروبة التي لطالما تمسك به حكام العراق حتى عام 2003، وسقوط نظام الرئيس الرحل صدام حسين، على يد القوات الأمريكية، وتقديم العراق إلى إيران على طبق من ذهب”.