هل تجر روسيا العالم لحرب عالمية؟


سأتخذ كافة الإجراءات الضرورية،” عبارة جاءت على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والتي تهدد بإشعال فتيل التوترات مع الولايات المتحدة الأمريكية حول خلاف على سفينة كانت تبحر على مقربة من مياهها الإقليمية.

 وقال بوتين إن واشنطن أرسلت مدمرة بحرية بالقرب من مياهها، محذرا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قام مؤخرا بزيارة إلى المملكة المتحدة، بأنه لن يدع الأمر يمر مرور الكرام، وفقا لصحيفة ” ديلي ستار” البريطانية.

وذكر أليكسندر جروشكو، السفير الروسي لدى حلف شمال الأطلسي ” الناتو” في معرض تعليقه على الواقعة:” هذه محاولات لممارسة ضغوط عسكرية على موسكو.”

وأضاف جروشكو:” سنتخذ كافة الإجراءات والاحتياطات الضرورية لمواجهة تلك المحاولة الرامية إلى استخدام القوة العسكرية.”

واتهمت روسيا في الـ 20 من أبريل الجاري الولايات المتحدة بـ”الترويع”، بعد إبحار مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية قرب حدود روسيا في بحر البلطيق، محذرة من أن الجيش الروسي سيرد بـ”كل الإجراءات اللازمة” على أية حوادث مستقبلاً.

وعقب اجتماع بين سفراء حلف “الناتو” وروسيا، وهو الأول منذ نحو عامين، قال جروشكو إن ” الحادث البحري الذي وقع في الـ 11 من أبريل يظهر أنه لا يمكن أن تتحسن العلاقات إلى أن ينسحب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من على حدود روسيا”.

وبلغت التوترات ذروتها حينما حلقت طائرات من طراز ” سوخوي-24″ الروسية بصورة خطيرة على مقربة من المدمرة الأمريكية “كوك” المحملة بصواريخ موجهة مؤخرا.

وحاول سفير الولايات المتحدة لدى الحلف دوجلاس لوت الضغط على روسيا في شأن الواقعة منبهاً إلى أنها كانت خطيرة. وقالت واشنطن: ” المدمرة كانت تقوم بمهماتها المعتادة قرب بولندا حين اقتربت منها طائرتان روسيتان”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن السفينة البحرية كان بوسعها أن تفتح النيران على الطائرات العسكرية بموجب ” قواعد الارتباط.”

وعززت موسكو أسطولها من الغواصات البحرية بل ومضت قدما في توسيع أنشطتها في بحر البلطيق.

واستأنف ” الناتو” وروسيا في العاصمة البلجيكية بروكسل حواراً على مستوى السفراء، فيما لا يزال التوتر على أشده وخصوصاً في بحر البلطيق.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج إن الدول أعضاء الحلف رفضت خلال الاجتماع رواية جروشكو عن الأزمة في شرق أوكرانيا حيث لقي 9 آلاف شخص حتفهم منذ أبريل 2014.

وأضاف أنه في حين أن هناك “خلافات عميقة في شأن كيفية التعامل مع أمن أوروبا فإن كل الأطراف في حاجة ماسة للحديث أكثر واستخدام القواعد المتاحة لخفض الخطر العسكري”.

وكان سفراء الحلف وروسيا يجتمعون بانتظام في إطار هيئة “مجلس حلف شمال الأطلسي-روسيا” حتى اندلاع الأزمة الأوكرانية التي أعادت الأجواء إلى ما يشبه حقبة الحرب الباردة.

واحتجاجاً على ضم روسيا شبه جزيرة القرم والهجوم الذي شنه الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا في ربيع 2014، علق الأطلسي كل تعاون عملي مع موسكو متهماً إياها بدعم المتمردين بالسلاح والعديد.