اللاذقية بلا حواجز أمنية بعد خمس سنوات


اللاذقية بلا حواجز أمنية بعد خمس سنوات

بنان الحسن: المصدر

أصبحت شوارع اللاذقية ومداخلها بعد خمس سنوات خالية من حواجز الأمنية التي كانت تؤرق شباب المدينة في كل صباح ينطلقون فيه لقضاء أعمالهم وحوائجهم.

ولكن وفي الوقت نفسه، لم تختفٍ المظاهر المسلحة فيها، فالعناصر الروسية التي تتجول بسيارات الدفع الرباعي وغيرها تملأ طرقات اللاذقية المؤيدة منها أكثر من غيرها، وعناصر (الدفاع الذاتي) المسلحة أيضا تبوأت مقاعدها في أحيائها على حد وصف سليم أبو خضرة – من مواطني المدينة – الذي أضاف متسائلاً “ماذا بعد إزالة الحواجز؟ ما البديل لملاحقة الشباب للخدمة العسكرية، أم أن النظام سيعمد إلى طرق أكثر تطور، نحن كنا نرى في هذه الحواجز مصدر رعب حقيقي فالعابر منها كتبت له حياة جديدة حقاً، ومن يتم توقيفه فيها لا يسلم إلا بدفع أتاوة مالية كبيرة، أما إذا تم اعتقالك داخل السيارة التابعة لهم فقد انتهت حياتك المدنية هنا لتبدأ رحلة شقاء مجهولة الآخرة”.

ويؤكد أبو خضرة أن القيمة الحقيقة كانت لتلك الحواجز هي طمأنة مؤيدي النظام بداية الثورة وأن الأوضاع تحت سيطرته ولذلك يفسر انتشارها في الأحياء التي كانت تؤيد الثورة كمنطقة الصليبة والحرش والكورنيش الجنوبي والجامعة ومدخل الرمل الجنوبي الذي بات لسنوات كأنه مقاطعة مستقلة عن اللاذقية لا يستطيع شبابه الخروج منه مطلقاً.

ولعل أكثر من سيستفيد من إزالة الحواجز كما يقول علاء محمد – من شباب اللاذقية –  شباب قيّدت حركتهم بسبب ملاحقة النظام لهم وطلبهم للاحتياط مما اضطر بعضهم للاختباء في بيوت ضواحي المدينة لسنوات بعيداً عن الأهل وعيون الجيران والمتطفلين من مخبري الحي.

ويضيف الشاب محمد: “بقيت في بيت صغير مختبئاً لأكثر من أربع سنوات في أحد الحياء الموالية للنظام كي أكون بعيداً عن عيون مخبري حارتنا وحرمت من أهلي وقضاء المناسبات معهم وأنا في نفس المدينة التي يعيشون فيها، مرت الأيام ثقيلة فلا أملك عملاً سوى متابعة الأخبار وتحليلها عسى أن أجد فرجا لوضعي فيها، كنت أتعمد الهدوء والحذر كي لا يعلم الجيران بوجودي وأبتعد عن النوافذ، عشت كأني في سجن حقيقي لكن بإرادة مني حتى لا يعتقلني النظام عند أحد حواجزه المنتشرة في حيينا.

ويؤكد أن النظام أزال حواجز المدينة التي كان يشرف عليها عناصر من الدفاع الوطني ليتجول عوضا عنها عناصر روسية تلقى ترحيباً أينما حلت ويلتقط الشباب والفتيات معهم الصور الشخصية وكأن للمحتل الجديد بريقا لا يخبو عند شعوبنا بحسب قوله.

أخبار سوريا ميكرو سيريا