غسان المفلح يكتب: الأسديون والجهاديون


غسان المفلح

الاسديون هم كل من اصطف خلف الأسد ومعه وكان اداته في القتل المادي والرمزي للشعب السوري.
الجهاديون هم كل من استبدل كلمة ثوار بالمجاهد، هذه القضية تحتاج لتفنيد في الواقع. أول من ساهم في ضخ هذه التسمية، في جسد الثورة السورية هم جماعة الاخوان المسلمين، ودوائر بعض الشخصيات الإسلامية في الثورة.
الثورة التي لم تكن إسلامية لا بالشعار ولا الأهداف ولا الثوار. الاسديون قتلوا الثوار، ولايزالون يقتلونهم، وقتلوا الشعب السوري، ولايزالون، هدموا بنية الحياة لهذا الشعب. هذا الهدم والقتل هو جزء جوهري من البنية الاسدية، من دونه تنتفي هذه البنية. الاسديون هم اجزاء من كل مكون سوري، إلا الطائفة العلوية كلها مع الأسد، واداة قتله الأساسية. عندما نقول كلها لا يعني أنه لا يوجد كتلة صغيرة من الناشطين والكتاب المنحدرين من الطائفة رفضوا الاسدية واخذوا جانب شعبهم السوري. لديه من العرب السنة تجار ومشايخ في المدن ومريدوهم والقبيسيات، غالبية الفعاليات الدينية للأقليات المسيحية والدرزية ومريديهم، إضافة إلى قسم من الشعب الكردي السوري المنتمي لقيادة قنديل الكردية التركية، المحمولة تاريخيا على الاسدية والإيرانية الآن. عماد هذه البنية الموالية كان الطائفة العلوية. لا يهم في هذا السياق انها وقفت مع الأسد خوفا من السنة او ضعفا بالمعارضة، المهم انها آلة القتل اليومي في سورية. أن تقول: الطائفة مع الأسد، لا يعني ان نوقف العمل من أجل استعادتها، واستعادة كل سوري لحاضنته السورية ضد الأسد وعصابته. استعادة السوريين لبعضهم ولمستقبلهم من دون هذه العصابة، عمل أساسي من اعمال المعارضة. الجهاديون مفهوم إسلامي محض. ثورتنا لم تكن إسلامية، فيها من كل التيارات والأديان والاثنيات والطوائف كما ذكرت. تجهيد الثورة يتحمله داخليا القوى السياسية الإسلامية من جهة والاسدية من جهة أخرى. تجيهد الثورة دوليا كان بقرار من باراك أوباما شخصيا، بالتوافق التفاوضي مع إيران والحكومة العراقية. الحكومة العراقية واوباما وايران هم المسؤولون عن دولة العراق. الجهاديون الأوائل أتوا من العراق- إمارة العراق الإسلامية لم يكن بينهم واحد سوري. بدا بعدها تدفق الجهاديين نهاية العام 2012 من أوروبا عن طريق تركيا والشيشان وشمال افريقيا التوانسة تحديدا، باشراف المخابرات التونسية. كله كان يتم تحت بصر وسمع إدارة أوباما وتشجيع روسي إيراني اسدي. كل من أطلق سراحهم الأسد بعد الثورة، وهم جزء من السلفية الجهادية، وكل من اطلقت سراحهم الحكومة العراقية صاروا قادة في داعش لاحقا. هذا الامر كان يتطلب من هذه القوى امرين الأول: شرذمة التمثيل السياسي للثورة فكان الائتلاف. الثاني انهاء المؤسسة العسكرية للجيش الحر ومنع المساعدات عنه بشكل كامل وتدفق المساعدات على الجهاديين، هنا كان هنالك دور لبعض شخصيات الاخوان المسلمين في تخريب الجيش السوري الحر. لم تنته العام 2012 بعد عامين تقريبا من انطلاق الثورة السلمية في سورية، حتى بدأ يتضح حجم هذا التدفق والغطاء الأميركي له. تبلورت «داعش» العام 2013 قادمة من العراق، تحت سمع وبصر الحكومة العراقية والاميركان وبتسهيلات إيرانية اسدية لتقيم امارتها بالرقة. على المقلب الآخر حدث الانشقاق في تنظيم القاعدة العراقي الذي مثلته بالبداية جبهة النصرة، ومنها انشقت عناصر غير سورية انضمت لداعش. هذا الإرهاب ساهم أيضا بشكل كبير في تصفية قلدة الجيش الحر، وتخريب البيئة الحاضنة للثورة والسيطرة على قسم منها بقوة السلاح والقتل مجازر داعش في الرقة وديرالزور. هذا جعل الاسدية كبنية إرهابية أساسا، تتعامل مع الشعب بشكل علني انه شعب إرهابي. لا يخفى على أحد ان من أسس الجهادية في العالم هي السي أي ايه. لاتزال أميركا تستفيد من وجودهم وستبقى إلى حين. بين الاسديين والجهاديين الارهابيين، ارادت أميركا حصرنا في خيار إرهابي أيضا، عندما تقول للفرد السوري، انك امام خيارين لاثالث لهما إما ان تموت ببراميل الأسديين او تموت بسيف داعش. اختر موتك بطريقتك!. الاسديون والجهاديون كانوا مشروع أوباما في وصول سورية إلى هذه اللحظة السوداء. فما العمل؟

المصدر: السياسة

غسان المفلح يكتب: الأسديون والجهاديون على ميكروسيريا.
ميكروسيريا -

أخبار سوريا ميكرو سيريا