الطاقة الشمسية بديلٌ لكهرباء (النظام) في درعا


الطاقة الشمسية (1)

إياس العمر: المصدر

لم يوفر النظام أي وسيلة إلا واستخدمها لمعاقبة الأهالي في المناطق الخارجة عن سيطرته في محافظة درعا، ومن تلك العقوبات قطع التيار الكهربائي عن تلك المناطق، ونتيجة لذلك، ولارتفاع أسعار المحروقات المخصصة لتشغيل المولدات الكهربائية، تحول معظم الأهالي في مناطق درعا الخاضعة لسيطرة الثوار إلى الطاقة الشمسية للحصول على الكهرباء، فباتت المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام في المحافظة تعرف بمناطق الـ (12 فولت).

محمد السعد وهو أحد ساكني مناطق الثوار قال لـ “المصدر” إنه ركّب في منزله ألواح طاقة شمسية مع بطاريات ورافع جهد، بتكلفة وصلت إلى 800 دولار أمريكي، أي ما يعادل نصف مليون ليرة سورية.

وأشار إلى أنه بات بغنىً عن الكهرباء، لأن ألواح الطاقة الشمسية قادرة على تشغيل جميع الأدوات الكهربائية في منزله، وتعتبر أوفر للمال من مولدات الكهرباء، حيث أن سعر المولدة يصل إلى 1000 دولار أمريكي، وهي بحاجة إلى مبلغ 4000 ليرة سورية بشكل يومي ثمن محروقات، أي أنه يحتاج لأكثر من مئة ألف ليرة سورية في الشهر لتشغيل المولدة، وهذا المبلغ يعتبر فوق طاقة معظم الأهالي في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

أسواق (12 فولت)

أحمد الحريري صاحب محل لبيع ألواح الطاقة الشمسية والأدوات الكهربائية التي تعمل على التيار المستمر بجهد (12 فولت) قال لـ “المصدر” إن الطلب زاد خلال الفترة الماضية على ألواح الطاقة الشمسية، ويختلف الطلب من شخص لآخر، حيث أن البيت المتوسط يحتاج ما يقارب 600 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل ألف دولار أمريكي، لتشغيل كافة أدوات المنزل على الطاقة الشمسية.

وأكد أن معظم المنازل في مناطق سيطرة الثوار باتت تعتمد على أدوات تعمل بجهد (12 فولت)، وتحديداً في الإنارة والمرواح وشاشات التلفاز، مشيراً إلى أنه ولزيادة الطلب على المنتجات التي غزت مناطق الثوار، أصبح هناك أسواق مخصصة ببيع أدوات الطاقة الشمسية والأدوات التي تعمل بجهد (12 فولت).

ولم يقتصر استخدام الطاقة الشمسية على الأهالي، بل شمل عدد من الورش والمشاريع الحيوية، حيث تم تشغيل عدد من آبار المياه وأبراج الاتصالات على الطاقة الشمسية، كما شمل عدداً من المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

أحمد العلي صاحب عربة لبيع المثلجات قال لـ “المصدر” إنه وخلال الأعوام الماضية بحث كثيراً عن عمل، ولكنة لم يجد، لذلك قرر إنشاء عمل خاص به، وفكر في إنشاء مشروع جديد ولا يحتاج الكثير من المال، لذلك وجد الحل الأمثل هو أن يصنع عربة لبيع المثلجات تعمل على الطاقة الشمسية.

وأضاف بأن مشروعه الصغير احتاج ثلاثة أعوام من العمل حتى تمكن من تأمين تكاليفه، والتي تجاوزت 800 ألف ليرة سورية، مشيراً إلى أن هناك إقبال كبير من الأهالي، على الرغم من ارتفاع الأسعار بشكل كبير مقارنة بالمواسم الماضية.

عصية على النظام

أبو أحمد أحد أبناء ريف درعا الشرقي، وفي حديث لـ “المصدر” قال إنه وحتى وقت قريب كان ضد فكرة تركيب ألواح الطاقة الشمسية، وذلك بسبب القصف الذي كانت تقوم به قوات النظام، حيث أن أي قذيفة أو شظية ستحطم الألواح، ولكن وبعد فترة الهدوء التي شهدتها الأسابيع الماضية، ومع قدوم فصل الصيف، قرر تركيب ألواح الطاقة الشمسية، والتي تعتبر البديل الأفضل عن الكهرباء، والأقل تكلفة، على الرغم من التكاليف العالية لها بالمقارنة بدخل الأسر في مناطق الثوار.

وفي ختام حديثه قال أبو أحمد إن أهم ما يميز الطاقة الشمسية هو أن بشار الأسد ونظامه لا يستطيعون التحكم بها أو قطعها عن الشعب السوري كما هو الحال في التيار الكهرباء والمحروقات المخصصة لتشغيل المولدات الكهربائية.

الطاقة الشمسية (2)

الطاقة الشمسية (3)

أخبار سوريا ميكرو سيريا