رغم دعمه عسكرياً الأسد يتعرض لإهانات متكررة في الإعلام الروسي


تكررت الإهانات لرأس النظام في سورية بشار الأسد، من قبل وسائل إعلام روسية، على الرغم من الدعم السياسي، والمالي، والعسكري الواسع الذي تقدمه إدارة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى النظام وقواته في سورية.  

ويبدو من خلال أبرز موقفين صدرا عن وسائل إعلام روسية يهينان الأسد، عبر وصفه بالدموي، وبذيل الكلب، أن الإدارة الروسية والمسؤولين والمحللين الروس، يدركون حاجة الأسد الماسة إليهم، لا سيما وأن روسيا دأبت خلال الفترة الأخيرة التحدث باسم النظام، واتخاذ القرارات عنه، كالقضايا المتعلقة بالمفاوضات مع وفد المعارضة السورية، أو المصالحات التي يعمل الجنرالات الروس على إنجازها مع فصائل معارضة في الداخل السوري. وكانت "السورية نت" قد كشفت عن واحدة من الاتصالات التي يجريها الروس بعيداً عن النظام مع قادة من قوات المعارضة.

الأسد دموي

هذه العبارة قالتها الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أول أمس الأحد، وذلك في تعليقها الساخر من نتائج مسابقة "يورو فيجن" التي فازت فيها الأوكرانية جمالا، بأغنية تتحدث عن الحقبة التي تسبب بها ستالين بترحيل وقتل الآلاف من السكان الذين ينحدرون من أصل تتاري.

واللافت أن موقع "روسيا اليوم" التابع للحكومة الروسية، هو من نشر تصريحات المتحدثة، وقالت الأخيرة إنه "يجب في المسابقة المقبلة تقديم أغنية الرئيس السوري بشار الأسد للحصول على الجائزة".

وأضافت باستهزاء:" أعتقد أنه يجب في المسابقة المقبلة تقديم أغنية عن الأسد". وذكرت أنها ألفت بعض كلمات الأغنية المحتملة:

"Assad bloody, Assad worst. Give me prize, that we can host"

"الأسد دموي، الأسد هو الأسوأ.. أعطني الجائزة.. أنا أتمكن من استضافة الحفل".

ويبدو أن تصريح المسؤولة الروسية لم يكن عابراً، إذ أعادت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" نشر تصريحات، زاخاروفا، واستخدمت ذات العبارة "الأسد دموي". كما أن استخدام هذا الوصف من قبل متحدثة روسية من المستبعد أن يكون فردياً، سيما وأنها تمثل بكلماتها موقف بلادها من القضايا التي تتحدث عنها.

وصفه بالذيل

وسبق تصريحات المسؤولة الروسية، تداول وسائل إعلام لوصف رئيس مركز "كارنيغي" الروسي لبرنامج الدين والمجتمع والأمن، "أليكسي مالاشينكو"، تصرفات رأس النظام بشار الأسد، بأنها مثال على "محاولة الذيل التحكم بالكلب"، وأنه يحاول الإيحاء لموسكو بأنه لن يكون هناك وفاق بينها وبين نظام الحكم في سورية من دونه.

وكان هذا التصريح خاص بصحيفة روسية مشهورة "كومرسانت" القريبة من الإدارة الروسية، وقد نشرته في فبراير/ شباط 2016، بعد ثلاثة أشهر تقريباً من بدء العمليات العسكرية الروسية في سورية.

ونشرت الصحيفة قائلةً: "تصرف الأسد هو مثال واضح على كيفية محاولة الذيل التحكم بالكلب، فبشار الأسد يحاول الإيحاء لروسيا بأنه لن يكون هناك وفاق بينها وبين دمشق بصرف النظر عمن سيخلفه."

وجاء ما نشرته الصحيفة بعد وقت قصير من توبيخ المبعوث الروسي للأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، لنظام الأسد، وتحذيره له من تداعيات عدم التزام النظام بالنهج الروسي.

وقال "تشوركين" حينها: "إذا اتبعت السلطات السورية نهج روسيا، سيكون لديها الفرصة للخروج من الأزمة بكرامة، لكن إذا ابتعدت عن هذا الطريق فسيكون الوضع صعب للغاية وبالنسبة لهم أيضاً".

زيارة الأسد

في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، "ديمتري بيسكوف"، أن الأسد زار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في موسكو.

ولفتت هذه الزيارة الأنظار إلى الموقف "الباهت" الذي ظهر فيه الأسد، إذ بدا وحيداً خلال لقائه الرئيس الروسي، وهو ما دفع محللين إلى وصف الزيارة بـ"المهينة" لأسباب عدة، بينها أن علم النظام لم يكن موجود داخل غرفة الاجتماع، وهو إجراء غير مسبوق أثناء زيارة الرؤساء لبعضها.

وبالإضافة إلى ذلك، لم يصطحب الأسد وفداً رئاسياً يليق به كـ"رئيس" مفترض لسورية، فظهر وحيداً منعزلاً، ما أثار الكثير من التساؤولات عن هدف روسيا إظهاره بهذا الشكل.