لم يُعرف السبب المباشر الذي حدا بما يعرف بصفحة “رئاسة الجمهورية العربية السورية” على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، لإعادة نشر صورة للأسد وزوجته وهما يحدّقان، بعمق، بتمثال موضوع في متحف بمدينة حلب، إلا أن نشر صورة للاثنين التقطت لهما في المدينة التي يسعى النظام وحلفاؤه للسيطرة عليها، لن تكون بحال من الأحوال “اعتباطية” برأي متابعين.

فقد قامت الصفحة المذكورة وبتاريخ 12 من الحالي، بإعادة نشر للصورة التي تعود الى العام 2006 بعد أن ذكرت أنها في متحف حلب الوطني.

ولا زالت الصورة منشورة على تلك الصفحة، كما أنها كانت المنشور الأول عليها، بعدما توقفت عن التحديث لسبب غير واضح، وتم إضافة خبر عليها اليوم الأحد، منذ قليل، وأيضا بخبر عن مدينة حلب!

الصورة منشورة على موقع التواصل فيسبوك

ويبدو من التعليقات المنشورة تحت الصورة، أن هناك مرحّبين بها. فثمة من دعا له ولزوجته بطول العمر، وثمة من خاطب زوجته بأنها “سيدة نساء العصر”، وثمة من قال عن قلب الأسد إنه “يفيض حماساً لعزة بلاده وغيرة على دين الله” كما ورد في التعليقات المشار اليها.

تاريخ الصورة التي يحدّق بها الأسد وزوجته الى تمثال سوري أثري يعود إلى قرون خلت، سبق الثورة السورية عليه بخمس سنوات. حيث أول ما قام به الثائرون على حكمه، هو تحطيم تمثال أبيه حافظ الأسد، وتحطيم تماثيله هو الآخر.

وشهدت محافظة الرقة، وتحديدا مدينة الثورة التي تبعد عنها حوالي 40 كيلومترا، واسمها الحقيقي “الطّبقة” تحطيم تمثال ضخم للأسد الأب. وقد كان تمثالا مرتفعاً يرمق القادمين من الحي الأول والثاني والثالث بنظرة متعالية غامضة، تتوسع تحتها حديقة كان يخافها الزوار صغار السن، نظراً لشكل التمثال الغريب الذين نصب رأس الأسد عاليا فوق هرم عريض متطاول باللون السّمني.

وشهدت محافظات سورية ثارت على الأسد تحطيماً لتماثيله وتماثيل أبيه، فضلا عن تمزيق الصور أو تلطيخها كحدّ أدنى.

إلا أن إعادة نشر صورة رئيس النظام السوري، وزوجته، وهما يحدّقان عميقاً في التمثال الضخم ذي العينين الواسعتين، وبعد مرور خمس سنوات على التقاطها، وخمس سنوات على عمر الثورة السورية، هو إشارة الى مدينة حلب ذاتها التي يسعى نظام الأسد وحلفاؤه الإيرانيون وميليشيات “حزب الله” اللبناني وميليشيات عراقية، لاحتلالها، كما اتفقت أغلب التعليقات.

يظهر في الصورة أن الأسد يضم يديه بالطريقة ذاتها، تقريبا، التي يضم فيها التمثال السوري التاريخي يديه. أما التمثال فكان ينظر الى الأعلى والأبعد، كما يظهر في الصورة نظرا لارتفاعه.

يشار إلى أن نشر أخبار إضافية وعن مدينة حلب، دون غيرها من المدن السورية، تؤكد ما ذهب اليه المعلّقون بأن نشر صورة للأسد في المدينة التي يسعى هو والإيرانيون و”حزب الله” الى احتلالها، يحمل رسالة فهمها المتابعون الذين قال بعضهم تعليقاً على الرسالة المقصودة بإعادة نشر صورة للأسد في حلب: “حلم إبليس بالجنة”!.