مع دخول فصل الصيف… كيف يبدو سوق اللحوم المثلجة في ريف إدلب؟


شريحة1

رزق العبي: المصدر

تنتشر منذ سنوات عدة محال لبيع لحم الدجاج واللحوم الأخرى المثلجة في مناطق متفرقة من ريف إدلب، ودفع انخفاض أسعارها أمام ارتفاع مثيلاتها من اللحوم السورية إلى زيادة الطلب عليها.

وبدأت ظاهرة استيراد اللحوم التركية بالرواج في معظم مناطق الشمال السوري، نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم وتهريب قسمٍ كبيرٍ من المواشي إلى دول الجوار، ما دفع الناس للإقبال عليها بشكل ملفت، مما شكل دافعاً لدى البعض لامتهان بيعها بشكل كبير، بعدما كانت سوريا من الدول الأولى في تصدير المواشي.

وتنشط تجارتها تحديداً في إدلب، حيث تدخل تلك اللحوم إلى بلدات وقرى المحافظة بطرق غير قانونية (تهريب) وتكون مخزنة في ثلاجات كبيرة.

وهي تدر أرباحاً جيدة لمن يمتهن بيعها في الداخل، نتيجة رخص أسعارها من المصدر، حيث يباع الكيلو غرام منها ضعف سعره من منافذ التهريب.

وفي جولة ميدانية على أحد الأسواق التجارية في إحدى بلدات جبل الزاوية حصلت (المصدر) على قائمة أسعار الدجاج التركي المثلج هناك، حيث بلغ سعر الكيلو غرام الواحد من الفخذ التركي 375 ليرة سورية في حين وصل سعر الجوانح إلى 550 وصدر الدجاج 800، أما اللحم الهندي بلغ 450 بينما بلغ سعر لحمة الدجاج أي الكباب التركي 650 والشيش 1000 وفخذ الدبوس 450 أما السودة التركي 475 وهي من أكثر السلع التي تلقى رواجاً في السوق، ويتزايد الطلب عليها، وظهر الفروج التركي 275، وهذه الأسعار مقارنة بمثيلاتها من اللحم السوري توفر على العائلة الواحدة الكثير.

“ابتسام” أم لستة أولاد تقول إنّ سعر كيلو غرام اللحم الأحمر السوري تجاوز 2000 ليرة مما يجعله من كماليات المطبخ، حيث رأت أنّ توفر اللحوم المثلجة في السوق جعلها تستطيع تأمينه بشكل يومي للمنزل، فهو أرخص بكثير من اللحم السوري.

وعن الأضرار التي قد تنجم عن هذه اللحوم تقول “أم محمود”: “لم يحصل أبداً أي مرض أو عارض من هذه اللحوم، خاصة وأنني أشتريها من محل نظيف وجيد بالنسبة للتبريد والتخزين”.

“أم خالد” ربة منزل تقول في حديثها لـ (المصدر): “موضوع الضرر الذي قد تعود به تلك اللحوم يكون ضئيل إذا اعتمدت الأسرة على الشراء محل نظيف ومضمون، يؤمن ظروف تبريد مناسبة، ومن حيث النوعية فإنّ سودة الدجاج جيدة نوعاً ما إذا كانت مثلجة بطريقة جيدة، أما لحمة الدجاج تكون من النوع القاسي، مما يجعلها تتطلب وقتاً أطول على النار أثناء الطهو، أما بالنسبة للأسعار فهو مناسب مقارنة بمثيلاتها من اللحوم الوطنية”.

يقوم باعة هذه اللحوم بعرضها طوال فترة النهار، في الهواء الطلق، فتتعرض لأشعة الشمس، مما يتسبب في كثير من الأحيان بتلف تلك اللحوم، يقول “أبو سعيد” بائع لحوم مثلجة في كفرنبل: “الثلاجات موجودة وكذلك الفريزرات لكن لا يوجد كهرباء منتظمة مما يدفعنا للتخفيف من كمية اللحوم التي نعرضها خشية فسادها، ويتم عرض هذه اللحوم في المحال التجارية بطرق لا تراعي الشروط الصحية، ونقوم عن طريق صناديق مكشوفة على الأرصفة، مما يعرضها لأشعة الشمس لساعات طويلة، ما يفقدها خاصية التجميد، وبالتالي تصبح عرضة للفساد إن لم تباع في نفس اليوم”.

يتم تحضير تلك اللحوم في الداخل التركي، حيث يتم تنظيفها وتغليفها ووضعها في أكياس خاصة، ثم وضعها في صناديق كرتون، ثم توضع في ثلاجات كبيرة قبل أن يتمّ بيعها للتجار، ولا تتقاضى الحكومة التركية أيّة مبالغ جمركية لتشجيع ترويج هذه اللحوم.

وعن طريقة نقل اللحوم من المعابر الحدودية إلى أماكن تخزينها في الداخل، يقول “أيمن” وهو تاجر لحوم مثلجة: “طريق نقل اللحوم عبر المعابر خاصة مع التشديد على المعابر يجعلها عرضة للفساد، حيث تنقل بسيارات شحن مكشوفة (قاطرات) وتستغرق ساعات طويلة، وربما أكثر من يوم حتى يتم إيصالها إلى مراكز التخزين في الداخل، إضافة إلى نقلها من مراكز التخزين إلى منافذ البيع للمستهلك بالطريقة ذاتها، ما يزيد إمكانية تعرضها للتلف السريع، وهي أمور يحب مراعاتها بدقة حتى لا يباع منها فاسداً في السوق”.

ويقول الطبيب “أيمن الأحمد”: إنّ هذه اللحوم قد تعود بأضرار على الناس إذا لم تخزن وتحفظ في أمكنة مختصة، وقد تنتج عنها حالات تسمم، وهذا ما يتوقع حدوثه في ظل انقطاع الكهرباء في مختلف مناطق إدلب، لذلك يجب على الناس أن تكون أكثر وعياً في اقتناء اللحم المثلج، والتأكد من مدى جودتها، حتى لا يتعرض الناس لأضرار، ويجب أن تطهى على الناس بشكل جيد.

ومع دخول فصل الصيف لا بد من إيجاد ضوابط لحفظ تلك المنتجات، ولكون مناطق ريف إدلب تشهد انقطاع عام للكهرباء، لذا يجب إيجاد مكان لفحص تلك المنتجات قبل طرحها في الأسواق، وتحليلها، كما ويجب متابعة حفظها في أماكن التبريد المخصص.

شريحة2

شريحة3

أخبار سوريا ميكرو سيريا