on
وكأن لا هدنة مرت من هنا… غارات وقتلى وجرحى ومظاهرات تطالب بالرد في إدلب
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
لأشهر مضت كانت سماء إدلب ممراً إجبارياً لمئات الطائرات الحربية، بعضها تلقي حمولتها فوق رؤوس المدنيين الأبرياء، وأخرى تتابع طريقها إلى حلب والرقة ودير الزور وغيرها وتقفل عائدةً إما إلى مطار حميميم في اللاذقية إن كانت روسية، أو إلى مطار حماة العسكري بالنسبة لطيران النظام.
ساعات معدودة فقط، هي التي أحس فيها أهل إدلب بالأمان، وبعضهم لم يستطع النوم، لأنه اعتاد على هدير الطائرات فوق رأسه، فقد توقفت تماماً الطلعات الجوية في سماء المحافظة مساء أول أيام العيد يوم الاثنين الماضي، ومع هذا لم يختلف الوضع كثيراً، فمن عاش القصف ليس كمن سمع به، فالأهالي الذين اعتادوا على غارات يومية، لم يعد لديهم ذلك الخوف من شبح الموت لطعم الموت لم يعودوا يهابون الموت الذي تعدهم به الطائرات صباح مساء.
ولم يدم هذا الصمت الذي أطبق على سماء إدلب أكثر من 48 ساعة، لتبدأ الطلعات الجوية وكان “لا هدنة مرت من هنا”، ولم يجتمع وزيرا خارجية قطبي العالم لفرضها.
يوم أمس الخميس، كان نصيب بلدتي معرة حرمة والشيخ مصطفى، وكذا بعض بلدات جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي بغارات جوية مرت “برداً وسلاماً” على سكانهما، على حدّ تعبير بعضهم، مع انها أصابت امرأة وطفلين بجروح، ولكنها من أهون الخسائر، مقارنةً مع المجازر اليومية التي كانت تشهدها إدلب يومياً.
“البرد والسلام” لم يكن من نصيب أهالي مدينة خان شيخون في الجنوب أيضاً، التي أقيمت فيها صلاة الجمعة، ظناً أن هناك هدنة، فقد قضى ثلاثة مدنيين وجرح العشرات اليوم الجمعة، في خرقٍ يبدو أنه سيكون معتاداً من جانب طيران النظام للهدنة المعلنة في البلاد، والتي أقرها وزراء خارجية أمريكا وروسيا قبل خمسة أيام، والتي تنص على وقف الأعمال القتالية في سوريا.
وكانت الطّائرات الحربيّة التابعة لنظام الأسد، قد بدأت سلسلة غارات جوية على مدينة خان شيخون، تزامنت مع خروج المصلّين من المساجد من صلاة الجمعة، وتسبّبت الغارات بمقتل ثلاثة مدنيين وهم “الطفلة تسنيم رحمون والطفل عبد الناصر القاسم والشاب حذيفة السلمو”، وكما تسببت الغارات بجرح العشرات من المدنيين، الذين أسعفوا إلى المستشفيات الميدانية.
وقد سبق الغارة غارة جويّة على قرية معرشمشة، وتسبّبت بسقوط جرحى مدنيين، كما تم استهداف بلدة التّمانعة وقرية الدير الشرقي بغارات جوية منتصف ليل أمس، وألقت طائرة مروحية أسطوانات متفجرة، على مدينة سنجار في الريف الشرقي لإدلب.
وسجلت إدلب أكثر من عشرين خرقاً للهدنة منذ بدء تطبيقها قبل ثلاثة أيام تسببت بمقتل ثلاثة مدنيين، وجرح العشرات من المدنيين، وخروج مركز الدفاع المدني في التمانعة عن الخدمة.
هذه الهدنة “المفترضة” ووجهت شعبياً بخروج مظاهرات في مناطق متفرقة من ريف إدلب، وتحديداً في بلدات تلمنس والتح ومناطق أخرى في ريف ادلب الجنوبي، ونددت أيضاً بخرق الهدنة من قبل نظام بشار الأسد، مطالبةً الثوار باستهداف أماكن تمركز قوات النظام، وتحث الفصائل على الردّ بالمثل.