تحت تهديد السلاح.. "ب ي د" يفرض الهيمنة على السكان العرب في سورية


تستمر ميليشيا حزب" الاتحاد الديمقراطي الكردي (ب ي د) " بفرض هيمنتها تحت تهديد السلاح، على عدد كبير من السكان العرب في الشمال السوري، فيما يشكل الأكراد الأغلبية في منطقة عفرين فقط، من بين المناطق الخمسة التي تسيطر عليها الميليشيا بداعي تواجد أكراد فيها.

وخلال الفترة الأولى من الثورة السورية كانت لميليشيا "ب ي د" (الامتداد السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، تأثير فقط بمركز محافظة الحسكة ومدينة القامشلي شمال شرقي البلاد، ولم يكن يسيطر بشكل كامل على هاتين المنطقتين.

إلا أن الميليشيا سيطرت على قسم كبير من الحسكة التي كان يتواجد فيها تنظيم "الدولة الإسلامية"، عقب شنّه عمليات مشتركة مع نظام بشار الأسد ضد التنظيم.

وبحسب معلومات حصلت عليها وكالة "الأناضول" من مصادر محلية حول التوزع السكاني في المنطقة، فإن كثافة السكان العرب والأكراد بمركز الحسكة متقاربة، بينما يشكل الأكراد الغالبية في المنطقتين الشمالية والشرقية من المدينة، إلا أن سكان المنطقتين الغربية والجنوبية يتشكل من العرب فقط.

وكان "ب ي د " يسيطر بشكل عام على مدينة عفرين المحاذية للحدود التركية شمال غربي محافظة حلب، لكن في الأشهر الأولى من عام 2016 بدأ التنظيم بالتوسع نحو خارج المدينة بدعم جوي روسي، وتقدم حتى جنوب مدينة مارع في الخط الواصل بين أعزاز وجرابلس الذي يتكون سكانها من العرب فقط.

وكان للتنظيم تواجد محدود في مدينة عين العرب (كوباني) المحاذية لولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا، ولم يكن للتنظيم أي تواجد في مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة ولا في مدينة منبج الواقعة غربي نهر الفرات. 

ظهور "تنظيم الدولة" في 2014 شكل فرصة تاريخية بالنسبة لـ "ب ي د ".

لقد أراد التنظيم تشكيل حزام على امتداد الحدود التركية في الشمال السوري وقطع صلة الوصل بين البلدين، وبدأ بانتشار سريع عبر تلقي الدعم من نظام بشار الأسد من حين لآخر، بالإضافة إلى دعم أمريكي قوي ومستمر.

ومع تراجع "تنظيم الدولة" شمال البلاد، بدأ "ب ي د " بالسيطرة على المناطق التي يقطنها العرب، وسيطر على عين العرب الذي كانت تحت سيطرة "تنظيم الدولة"، في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، فيما سيطر على تل أبيض منتصف يونيو/ حزيران من العام نفسه.

 عين العرب (كوباني) التي أخذت حيزًا واسعا في الإعلام الغربي لفترة طويلة، وبعض القرى المحيطة بها يسكن في مركزها الأكراد، فيما يشكل العرب الغالبية في المناطق الغربية والجنوبية والشرقية من المدينة.

غالبية سكان تل أبيض من العشائر العربية، وفيها قرى تركمانية، وسعت الميليشيا التي كانت تعاني من عدم وجود أكراد في المدينة إلى دعم بعض المجموعات العربية الصغيرة بالمال والسلاح ليقاتلوا إلى جانبه، وقام "ب ي د " بتطهير عرقي، عبر تفريغ القرى التركمانية، جنوبي المدينة بقوة السلاح، وانعكست التطبيقات التي قامت بها الميليشيا على تقارير منظمات حقوق الإنسان العالمية.

وبعد السيطرة على تل أبيض وعين العرب، هدفت الميليشيا للانتقال إلى غرب نهر الفرات من أجل الوصول إلى عفرين.

وعقب بدء "ب ي د" بالانتقال إلى غرب النهر، اعتباراً من مايو/ أيار الماضي، قامت عبر قصف جوي أمريكي عنيف، بالسيطرة على مدينة منبج التي يشكل العرب والتركمان معظم سكانها، بعد أن كانت المدينة خاضعة لسيطرة "تنظيم الدولة".

وتسعى "ب ي د"  لإخفاء وجودها عبر الإدعاء بأنه يتكون من مجموعات عرقية مختلفة، تحت اسم "قوات سوريا الديمقراطية" و"المجلس العسكري المحلي"، ويروّج "ب ي د " لتلك المناطق التي لا يتواجد فيها سكان أكراد، بأنها "الإرادة المشتركة للمجموعات العرقية والدينية المختلفة".