هيئة رعاية مصابي الحرب… تأهيلٌ للجرحى ودعمٌ نفسيٌّ وماديٌّ


%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d8%ad%d8%a91

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

يسعى ناشطو المجتمع المدني، من أطباء وحقوقيين ومحامين، إلى توثيق إصابات الحرب في سوريا ومساعدة المصابين، ومع نهاية العام 2012 وانتقال الثّورة من السّلميّة إلى المسلّحة، تم تسجيل مئات حالات البتر والإصابات الحربية في الشمال السّوري، وساهمت العديد من الهيئات بمساعدة المصابين، ووثّقت آلاف الإصابات.

“هيئة رعاية مصابي الحرب” في الشّمال السّوري إحدى هذه الهيئات التي تعنى بمساعدة مصابي الحرب، وتحاول توثيق حالات الإصابات الحربية، ومساعدة المصابين في الحصول على علاج، وكذلك تأمين أطراف لحالات البتر ومحاولة تأمين عمل للمصابين.

وقسّمت هيئة رعاية مصابي الحرب محور عملها إلى قطّاعات من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المصابين في الشمال السّوري ومساعدتهم، حيث يتولّى قطّاع التأهيل النّفسي التّواصل مع المصابين، من أجل إخراجهم من الحالة النفسيةّ بعد الإصابة إلى حالة الإنسان الطبيعي.

وكانت هيئة مصابي الحرب قد أسّست قطّاع التّأهيل المهني والذي يساعد المصابين في تعلّم مهن حرّة حسب نوع الإصابة، بعد إقامة دورات مهنيّة من حلاقة ولف محركات وصيانة قطع الكترونية وكهربائية وغيرها، عن طريق خبراء ومختصّين.

ولمّا كان الجانب الطبّي من أولى احتياجات المصابين، كان لابد من وجود قطّاع طبّي يتولى متابعة أمور علاج المصابين، وكذلك تأمين أطراف للمصابين بالبتر، بالإضافة إلى تأمين الأدوية الضّرورية واللّازمة.

ومع الحالة الاجتماعية الصّعبة لأغلب المدنيين في الشّمال السّوري، في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، تولت العديد من الهيئات والمنظّمات الإنسانية مساعدة عائلات المصابين، واستطاعت هيئة مصابي الحرب مساعدة العديد من العائلات عن طريق تأمين سلال إغاثية، وكذلك تأمين مبالغ ماديّة بشكل شبه شهري لقسم كبير من المصابين بحالات البتر.

وفي حديث خاص لـ “المصدر”، قال “محمد النّبهان” أحد مؤسّسي هيئة رعاية مصابي الحرب: “لقد تم تأسيس هيئة رعاية مصابي الحرب في شهر مارس من العام 2015، وتم توثيق حوالي /4500/ إصابة في الشمال السّوري، ومعظم الحالات في الفئات العمرية بين (15 و35)، ونحاول الوصول إلى جميع المصابين ومساعدتهم في الحصول على العلاج اللازم، ونقوم بزيارات ميدانية إلى المستشفيات لمتابعة حصول المصابين على العلاج”.

وأردف “النّبهان”: “لدينا فريق مؤلّف من عدد من الأطباء وفي مختلف الاختصاصات، ويقومون بزيارات ميدانية لمساعدة المصابين، ونحاول الوصول إلى أغلب المناطق المحرّرة في سوريا، كما نسعى للتّواصل مع المنظّمات الإنسانية العالمية في الخارج”.

ومع جراح السّوريين وآلامهم وأحزانهم، تضاف آلام أخرى لآلاف السّوريين ممن فقدوا أطرافهم، وتحولوا خلال بضع سنوات من فاعلين ومنتجين إلى معاقين بسبب الحرب، ولكن كيف يمكن مساعدة هؤلاء ضمن ظروف الحرب السّورية والتي لا تبقي ولا تذر.





المصدر