‘ايلي ليك يكتب: فريق هيلاري..كيف يتعامل مع إيران؟’

29 تشرين الأول (أكتوبر)، 2016

6 minutes

ايلي ليك

لدى الرئيس الأميركي القادم، فرصة لطمأنة الحلفاء القلقين في الشرق الأوسط، وإخبارهم: بأننا «عدنا، وسنقود مرة أخرى». يبدو هذا القول، كشيء قد تسمعونه هذا الشهر في سياق بديل يذكر بما كان يقال في حملة روبيو- تشيني. فالرئيس باراك اوباما، على كل حال، سيجادل بالقول إنه يقود بالفعل في الشرق الأوسط. ولكن هذا القول، في حقيقة الأمر، مقتبس من «مايكل موريل» وهو نائب وقائم بأعمال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه) سابقاً، ومستشار حملة هيلاري كلينتون حالياً، وذلك ضمن كلمة له يوم الثلاثاء الماضي بمركز «التقدم الأميركي»، وهو مركز فكري أسسه «جون بوديستا» مدير حملة هيلاري كلينتون الرئاسية الحالية، وترأسه اليوم «نيرا تاندين» مديرة السياسات في حملة هيلاري للفوز بترشيح الحزب «الديمقراطي» عام 2008.

و«موريل»، المرجح اختياره لمنصب رفيع في إدارة هيلاري، أبرز في هذه الكلمة معالم دور أميركي أكثر صلابة في مواجهة إيران في الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال قال «موريل» إن الولايات المتحدة يجب أن تنظر في مسألة فرض مجموعة جديدة من العقوبات على إيران لمعاقبتها على «سلوكها الخبيث في المنطقة». أما إدارة أوباما، فقد قامت، من جهتها، بمعارضة جهود الكونجرس الرامية إلى فرض عقوبات جديدة على إيران، بعد الاتفاق النووي الذي رفع العديد منها.
كما اقترح موريل سياسة جديدة، يقوم بموجبها مفتشون من البحرية الأميركية بالصعود إلى السفن الإيرانية التي تساعد على استمرار الحرب في اليمن. وقال في هذا الصدد: «إن السفن تغادر إيران بشكل منتظم، وهي تحمل على ظهرها أسلحة لـ«الحوثيين» في اليمن.. ولن يكون لدينا أي مشكلة من المنظور السياسي، في تكليف البحرية الأميركية بالصعود إلى تلك السفن، وإعادتها من حيث أتت، في حالة العثور على أي أسلحة على متنها».

اللافت للنظر في هذه الاقتراحات، أنها تبين أن نهج «موريل» لمواجهة إيران، يختلف اختلافاً كبيراً عن نهج الرئيس الذي خدم معه من قبل. فبعد الاتفاق النووي مع إيران، استضافت الولايات المتحدة، عدة قمم لدول الخليج العربية، لمناقشة مخاوفهم بشأن إيران، التي ستزداد جرأة بعد رفع العقوبات، وستواصل دعمها للميليشيات في لبنان، والعراق، واليمن، ولنظام بشار الأسد في سوريا.

ولكن الرافعة الرئيسة لسياسة أوباما الرامية إلى طمأنة هؤلاء الحلفاء، كانت عبارة عن توقيع اتفاقات معهم بشأن حصولهم على حزمة جديدة من مبيعات الأسلحة، من دون وضع إطار سياسي لمواجهة النفوذ الإيراني.

وفي الحقيقة أنه يمكن القول إن أوباما لم يواجه العدوان الإيراني في المنطقة على الإطلاق. ففي العراق، كانت الولايات المتحدة، تقوم من وقت لآخر، بتوفير الغطاء الجوي للميليشيات الشيعية المدعومة من قبل إيران في قتالها ضد تنظيم الدولة (داعش). وفي سوريا، سعت الولايات المتحدة للتوصل لاتفاق مع روسيا، لتنسيق ضرباتهما الجوية، مع أن روسيا تدعم نفس الفصائل التي تدعمها إيران، كما قامت أيضاً بالضغط على المتمردين الذين دعمتهم من قبل، للقبول بالدخول في مفاوضات مع النظام السوري، لن تسفر عن رحيل وشيك لديكتاتور من السلطة.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، حيث عمل جون كيري وزير الخارجية الأميركي، على طمأنه البنوك الأوروبية، بأن الاستثمار في إيران قد بات آمنا الآن. كما وافقت إدارة أوباما على صفقة مبيعات ستسمح لشركة بوينج، ببيع طائرات لخطوط الطيران الإيرانية، الخاضعة لعقوبات لمساندتها للنظام في سوريا.

ونهج «موريل»، يضاهي النهج الذي وضعه في شهر يونيو الماضي «جيك سوليفان»، كبير مستشاري هيلاري لشؤون الأمن القومي، عندما قال في كلمة له أمام «مشروع ترومان الأمني»: «نحن بحاجة إلى رفع تكلفة السلوك الإيراني الرامي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، مع العمل في الوقت ذاته على رفع مستوى ثقة شركائنا السنة».

وهذه الأفكار، تتماشى أيضاً مع تقرير«مركز التقدم الأميركي»، الصادر هذا الأسبوع، والذي يقترح سياسة جديدة لأميركا في الشرق الأوسط تهدف إلى مواجهة إيران «التي ما زالت تشكل تهديداً للمصالح والقيم الأميركية في الشرق الأوسط ومختلف أنحاء العالم»، كما جاء في التقرير. لم يكن مستغرباً، أن يتعرض هذا التقرير لانتقادات من جانب مؤيدي الاتفاق مع إيران، والجناح «اليساري» من الحزب «الديمقراطي» ففي مقالة له في أسبوعية «نيشن» تكهن النائب السابق في مجلس النواب «دينيس كوسينيتش» (ديمقراطي- أوهايو)، بأن تأثير متعهدي الدفاع الذين يساهمون في نشاط «مركز التقدم الأميركي» كان واضحاً في التقرير. وفي الوقت ذاته وجه الصحفي التقدمي «جيم لوب» انتقادات شديدة، إلى التقرير لتسببه، كما قال، في إضاعة فرصة للتعاون مع إيران. وكل ذلك يوحي بأنه إذا ما فازت هيلاري في الانتخابات الشهر المقبل، فإنها ستعمل ليس فقط على مواجهة العدوان الإيراني في الخارج، وإنما أيضاً المدافعين عن إيران في واشنطن.

المصدر: الاتحاد

ايلي ليك يكتب: فريق هيلاري..كيف يتعامل مع إيران؟ على ميكروسيريا.
ميكروسيريا –

أخبار سوريا 

ميكرو سيريا