ابن سفير سابق.. سربت تقارير مخابراتية تشبه ما يروى في (مرايا) و(بقعة ضوء)


6ae34d8baa02d4971da115eb

المصدر: زمان الوصل

خرج ابن سفير النظام السابق لدى أوكرانيا “محمد سعيد عقيل” عن صمته، مدليا ولأول مرة بتصريحات علنية (بالصوت والصورة) حول قضية تسريب المخابراتية من سفارة النظام في كييف سنة 2013.

ونوه “عبد المجيد عقيل” بأن حديثه الآن (الجمعة 11 تشرين الثاني 2016) عن تلك التقارير وبعد مضي 3 سنوات على تفجرها، جاء ردا على “الحملة الشعواء التي مارسها بالأمس مجموعة من إعلاميي وصحافيي النظام وشخصياته الأمنية”.

ولفت “عقيل” إلى ما كتبه أحد إعلاميي النظام، حيث وصف ابن السفير السابق بأنه “جاسوس أمريكي”، معتبرا أن ذلك بمثابة إشارة لهدر دم “عقيل”.

وانتقل “عقيل” للحديث عن ملابسات تسريب التقارير الأمنية من سفارة النظام، مشيرا إلى أنه تحاشى الخوض في هذا الأمر مسبقا، بسبب مروره بظروف خاصة، وعائلية بالذات، تمكن من تخطيها مؤخرا ما أتاح له الحديث بشكل مباشر.

وقال “عقيل” إنه من اللحظة التي أثيرت فيها قضية تسريب التقارير لم يخرج وينكر علاقته بتسريبها، لكن الواجب قبل السؤال عمن سربها السؤال عن جريمة من كتبها، وعن ماهية وظيفة السفارات السورية، وهل هي بالفعل لخدمة السوريين أم للتجسس عليهم.

ورأى “عقيل” أن كشف التقارير المخابراتية المرفوعة بحق السوريين ليس تسريبا لأسرار ووثائق وطنية، كما يحاول البعض الإيحاء، فالوثائق الوطنية لايمكن أن تتضمن تقارير من هذا النوع المشين، وبالتالي فإن كشفها ليس خيانة.

ودعا “عقيل” من يحاولون مهاجمته وتخوينه أن يعترفوا بداية بجريمة كتابة التقارير المخابراتية، باعتبارها الجريمة الرئيسة التي ينبغي التحقيق فيها.

وأكد “عقيل” ان النظام يتلطى وراء غطاء الدولة ومؤسساتها لممارسة “الجاسوسية السياسية” على السوريين، تمهيدا لإيذائهم والإضرار بهم مع ذويهم، لاسيما أن معظم التقارير المرفوعة بسوريين يقيمون في أوكرانيا كانت تتضمن معلومات مفصلة عن ذويهم في سوريا، وذلك بهدف ابتزاز من رُفع التقرير بحقه وابتزاز ذويه.

واعتبر “عقيل” أن كشفه عن التقارير كان بمثابة “واجب” لإرضاء ضميره وتحذير صاحب العلاقة، وليس بهدف تفجير “فضيحة”.

كما إن التقارير كان هدفها شق الصف السوري ودق الأسافين بين السوريين، وبموجب هذه التقارير فإن أي شخص -حتى ولو كان السفير ذاته- يعمد إلى مصافحة معارض أو إلقاء التحية عليه، يكون قد ارتكب “جرما” يستحق إعلام مخابرات النظام به.

ومن بين التقارير –حسب “عقيل”- تقارير مرفوعة برجال أعمال سوريين، وآخر يدور حول دبلوماسي سوري تلقى هدية عبارة عن “ساعة جميلة عليها صورة السيد الرئيس” فلم يلبس الساعة!.

وشبه “عقيل” مضامين بعض التقارير بما كان السوريون يتابعونه في لوحات الكوميديا السوداء سواء في سلسلة “مرايا” أو “بقعة ضوء”، ومن هذه التقارير ما يدور حول أمور تافهة مثل: من يحضر المسيرة، وكيف يتصرف فيها، هل يتفاعل معها ويردد الهتافات أم يقف جامدا، مؤكدا أن هذا ليس من باب المزاح أو المبالغة، فمثل هذه التقارير منشورة سابقا وهي ما زالت موجودة بحوزته (بحوزة عبدالمجيد عقيل).

وخلص “عقيل” إلى القول: النظام هو الجاسوس ولست أنا، مشددا على أنه لم يعمد مطلقا إلى استغلال موقع والده السفير حينها كي يسرب التقارير، ولا اخترق موقع السفارة بجسده، وأن كل ما حدث كان عبارة عن اختراق البريد الإلكتروني لأحد مخبري النظام، ومن ثم تدحرجت القضية وكبرت ككرة ثلج، وتم الكشف عن شبكة مخابراتية من المتعاونين مع النظام.

ودخل “عقيل” في بعض التفاصيل، موضحا أن شرارة الواقعة انطلقت من “مجلس عزاء” لوالد أحد الدبلوماسيين، حيث تحدث المخبر بطريقة هستيرية عن اختراق بريده، وكيف يمكن أن يُفقده هذا الاختراق “أبحاثه العلمية”، بحجة أنه دكتور في الجامعة!

وقال “عقيل” إنه كان يتمنى أن يتخذ والده السفير “محمد سعيد” تصرفا شجاعا بحق “المخبر” بعد كشف أمره، وبالفعل فقد تم ذلك، وعمد السفير إلى إقالة المخبر، ولكن “القيامة قامت” بعد هذه الخطوة.

واتهم “عقيل” ابن رئيس المخابرات العسكرية حينها “رفيق شحادة” بلعب دور “حقير جدا” في القضية، منوها بأن “مضر شحادة” كان موظفا بصفة “دبلوماسي” في سفارة النظام بأوكرانيا، هذه السفارة التي تحولت إلى وكر لأبناء الضباط والمسوؤلين، حسب وصف “عقيل”.

وتابع “عقيل” موضحا أن “مضر شحادة” هدده وشتمه بأقذع الألفاظ علنا، دفاعا عن ذلك “المخبر” وتمهيدا لإعادته إلى موقعه الذي فصل منه، وعندما لم ينفع التهديد، بات “مضر” وأبوه رفيق يتبعان سياسة الترهيب والترغيب معا.

وذكّر “عقيل” بالابتزاز الذي خضع له، وكيف صار مطلوبا منه أن ينكر تسريب التقارير وينكر أيضا صدقيتها، ويقول إنها “مزيفة” من لدن المعارضة.

ولم يفلح ترهيب النظام ولا ترغيبه، اللذان مارسهما عبر “مضر شحادة”، وأعلن “عقيل” موقفه النهائي على صفحته الشخصية في فيسبوك، معلقا حينها: “لا تستهويني الأقفاص الذهبية، أنا نسر أعشق الحرية”، وفي اليوم التالي مباشرة أقال النظام السفير “عقيل” من منصبه سفيرا في أوكرانيا، وعيّن بديلا عنه.

وأعاد “عقيل” التأكيد على أنه غير مذنب بتسريب التقارير المخابراتية، وهذا العمل ليس تهمة تستوجب التبرؤ منها، مختتما: هذا أقل واجب تجاه أبناء بلدي، وأقل واجب لأخلع عن نفسي عار الوجود (سابقا) في أماكن كثيرة لم تكن تمثلني ولا تناسبني، وعار أي مواقف تحت ضغط الاضطرار.. أنا راض جدا عن نفسي ومتصالح مع نفسي، ومرتاح بعدما كشفت كل الذي حدث.

اقرا:

إخفاقات (بقعة ضوء 12): ممثلون لم يلتزموا بخيارات المخرج!





المصدر