جدل حول إغلاق مستشفى جرابلس السورية بأمر الوالي التركي


أثار قرار إغلاق مستشفى جرابلس في ريف حلب الشمالي، استغراب أهالي المدينة والمعارضة السورية، ذلك أنه جاء بعد نحو شهر على افتتاحه من جانب السلطات التركية، والتي أرادت أن يكون رمزا لإعادة الحياة إلى المدينة بعد تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وأقدمت قوة عسكرية تركية ظهر أمس الاثنين، على إغلاق المستشفى دون إبداء سبب واضح، حيث اكتفت بلصق ورقة على بابه كتب عليها: “مشفى جرابلس مغلق بأمر من الوالي التركي”.

وقال ناشطون إن مدرعات وجنود أتراك رافقوا مندوبا عن الوالي أخطر إدارة المستشفى بأمر الإغلاق، مبررًا ذلك بـ”دواعٍ أمنية”، كما طلب إخلاء جميع المعدات في غضون يومين.

وأكد مصدر تركي طلب عدم الكشف عن هويته، أن سبب الاغلاق يعود للأخطاء الطبية المتكررة التي قام بها الفريق السوري الذي يدير المستشفى.

في حين رجحت مصادر محلية أن يكون المكتب الطبي التابع للمجلس المحلي الجديد في المدينة وراء الإغلاق بعد خلافات مع إدارة المستشفى، حيث يتهمها المجلس بالإهمال في النظافة والتعقيم، ما تسبب في عدة وفيات أثناء عمليات جراحية بسيطة.

وقالت وسائل إعلام محلية إن رئيس المكتب الطبي في المجلس، وهو يحمل الجنسية التركية، يقف وراء قرار الإغلاق، حيث يحاول الاستيلاء على المراكز الطبية في المدينة بدعم من المجلس المحلي ومن مندوب والي مدينة غازي عنتاب التركية في مدنية جرابلس، وذلك بهدف إلحاق المستشفى بمنظمات طبية دولية مثل منظمة التنمية والتكافل التركية.

قرار إغلاق مستشفى جرابلس (العربي الجديد)
واتهمت صفحة “جرابلس الإخبارية” على “فيسبوك” رئيس المكتب الطبي ومجموعته بإخلاء المستشفى الذي يضم ما يزيد عن سبعين موظفا وعشرات المرضى والمراجعين، ما يمثل استهتارا بأهالي المدينة.

وناشدت الصفحة باسم أهل جرابلس وريفها، الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان تخليصهم من هذا المندوب الذي يعمل ضد سياسة الحكومة التركية.

وقال ناشطون إن القرار شمل إغلاق المستوصف القديم ومركز اللقاح في المستشفى فقط، علما أن هذين القسمين شهدا عمليات جراحية وحالات إسعاف.

ويستفيد من المستشفى نحو 200 مريض ومراجع يوميا، وتتم فيه عمليات جراحية وخدمات طبية لنحو 30 ألف مواطن في مدينة جرابلس، فضلا عن آلاف المواطنين من القرى والبلدات المجاورة.

وكانت وزارة الصحة التركية، افتتحت مستشفى جرابلس عقب سيطرة فصائل الجيش الحر على المدينة في بداية عملية درع الفرات نهاية شهر أغسطس/آب الماضي. ويضم المستشفى 40 سريرا و8 عيادات، ويعمل به كادر مؤلف من 80 موظفا، بينهم أطباء وطاقم تمريض وعمال إسعاف، وتصل قدرته الاستيعابية في اليوم الواحد إلى 400 مريض.

يأتي القرار بعد قرار مماثل أثار حنق الأهالي، وهو احتجاز معدات خطوط انتاج الفرن الاحتياطي بمدينة جرابلس وايقافه عن العمل بشكل كامل، ما حرم الأهالي من الخبز.

من جهة أخرى، أغلقت السلطات التركية أمس، معبر “باب السلامة” الحدودي مع سورية، بشكل مؤقت، إثر الاشتباكات التي اندلعت بين حركة أحرار الشام والجبهة الشامية في مدينة إعزاز.



صدى الشام