هل تستطيع الرياض إقناع أبوظبي باستبدال السيسي؟

مع تصاعد التوتر في العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية، واتجاه المؤشرات نحو استمرار الأزمة وتفاقمها بين القاهرة والرياض، يرى مراقبون أن الأزمة بين البلدين ليست عابرة.

ولن تقتصر انعكاساتها عند تراجع الدعم السعودي للسيسي خطوات إلى الخلف مثلما حدث في قطع الإمدادات البترولية، والتلويح بسحب الاستثمارات، ومزاحمة المملكة لمصر في الأسواق الدولية، بل ربما تمتد — وفقا للمراقبين- إلى تحرك سعودي نحو استبدال السيسي نفسه، بعد أن أصبح من وجهة النظر السعودية يشكل عبئا ليس فقط على الرياض وحدها بل على المنطقة بأكملها.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا الإطار، هل تستطيع الرياض إقناع أبوظبي الحليف الأقوى للسيسي بموضوع الإستبدال؟ وماهي مواصفات الرئيس الجديد لمصر الذي ترغبه السعودية؟. وقال، الكاتب الصحفي، والنائب السابق لوكالة الأنباء المصرية “أ ش أ”،: لا يستطيع أحد أن يجزم على وجه اليقين أن المملكة العربية السعودية قد اتخذت قرار لاستبدال عبدالفتاح السيسي بقيادة عسكرية أخري، مشيرا إلى أن التناقض في السياسات بين توجه نظام السيسي في المنطقة، وبين السياسات السعودية يدفع المملكة إلى الرغبة في قيادة عسكرية جديدة لمصر. وأضاف الشرقاوي في تصريحات خاصة لـ “عربي21”: “ السعودية لا يمكن أن تقود عاصفة حزم جديدة في مصر على غرار ما حدث في اليمن، لكن يمكن أن تدعم شخصية عسكرية أخرى تكون بديلة للسيسي للحفاظ على تماسك الجيش المصري لاعتبارات استراتيجية منها الجبهات المفتوحة في سوريا والعراق واليمن”. وتابع: “ منطقة المغامرة السعودية الضيقة في مصر تتمثل في فقط في استبدال السيسي وبعض رموز نظامه بقيادات آخرين، لأن الرياض لا يمكن أن تغامر بفتح جبهة جديدة من خلال انهيار الدولة المصرية”. ونوه الشرقاوي قائلا: “ من المهم جدا أن نشير إلى أن هذا التحليل للموقف السعودي، لا يعني أن يقبل به ثوار مصر ، أو يعتبرونه الحل” مستطردا أن الحل الحقيقي هو ما سيفرضه الثوار على الأرض وعلى السيسي وتل أبيب وواشنطن والمملكه نفسها. وحول قدرة الرياض على إقناع أبوظبي الحليف الأقوى للسيسي بموضوع الاستبدال، أجاب الشرقاوي قائلا: “نعم تستطيع، لأسباب عديدة منها أن تتعهد السعودية بحماية مصالح دولة الإمارات في مصر، وعلى رأسها ضمان عدم تنفيذ المشروع الذى طرحه الرئيس محمد مرسي، الخاص بتنمية إقليم قناة السويس، الذي يشكل ضرارا بالغا لإمارة دبي وبموقع الإمارات كمركز لوجستي عالمي. وأوضح الشرقاوي، أن أبوظبي لديها أوراق بديلة للسيسي مثل الفريق أحمد شفيق، الذى تم رفع اسمه من قوائم ترقب الوصول وتردد أنه تم بوساطة مباشرة من ولى عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، لافتا إلى أن أبوظبي شريك أصغر داخل مجلس التعاون الخليجي وتعرف جيدا أن المملكة هي الدولة الأكبر داخل المجلس خاصة والمنظومة العربية عامة، وبالتالي فإن أبوظبي يمكنها أن تعدل سياساتها بما لا يتصادم بشكل مباشر مع توجهات الرياض. وأكد المحلل السياسي، إبراهيم الشيدوي، أن المخطط “الإقليمي- الدولي” الذي جاء بالسيسي لحكم مصر، كان يستهدف ألا يتجاوز شهور قليلة وينتهي باستبداله بعد تنفيذ ذلك المخطط، مضيفا: “لكن الثورة المصرية وصمود الشعب المصري، أفشل ذلك المخطط، وأصبح الشعب المصري رقما صعبا في المعادلة الإقليمية والدولية. وقال الشيدوي في تصريحات خاصة لـ “عربي21” أن السعودية تورطت في دعم الانقلاب العسكري في مصر، وأخذ عليها ذلك، وهي الآن ترجع خطوات إلى الخلف في دعم هذا الانقلاب، كنا نتمني أن تكون تلك الخطوات قبل فض اعتصامى رابعة والنهضة. وتابع: “حال السعودية في دعم الانقلاب أشبه بالمثل الشعبي المصري جبتك ياعبدالمعين تعين طلعت ياعبدالمعين عايز اللي تتعان”، متوقعا ألا تسحب السعودية يدها عن دعم الانقلاب مرة واحدة. وفيما يتعلق بالمواصفات التي ترغبها السعودية في رئيس مصر القادم، قال الشيدوي، السعودية تتمني رجوع حسني مبارك، أو نظام جديد يشبهه، مؤكدا أن الرئيس القادم لمصر لا بد أن ترضى عنه إسرائيل والمجتمع الدولى أولا ثم يتم فرضه على الشعب المصري.