عرائس أشرف عبدالباقي تجذب أحمد السقا وشيرين


غصّ مسرح العرائس في القاهرة بجمهور عريض، وهو ما اعتــــاده المسرح الذي يعتلي الفنان المصري أشرف عبد الباقي وفرقتـــه «مسرح مصر» خشبتـــه ثلاث مــرات أسبوعياً، لتقديم عروض لاقت رواجاً جماهيرياً على مدار سنوات.

تبدو خشبة المسرح ساكنة لا ديكورات أو إضاءة فيها، وهو سكون يقطعه خروج مفاجئ لخشبة مسرحية صغيرة من أسفل خشبة المسرح الرئيسة، تعتليها عرائس خشبية تحمل ملامح عبد الباقي وفرقته، لتقديم العرض الافتتاحي لـ «مسرح مصر للعرائس». وهي عروض مسرحية تنتمي إلى المسرح الخاص مقتبسة من المشروع المسرحي الرئيسي لعبد الباقي «مسرح مصر (تياترو مصر سابقاً)» الذي عرض للمرة الأولى في كانون الثاني (يناير) 2011. ويشرح عبدالباقي أنه «نوع جديد من المسرح في شكل حلقات أسبوعية مختلفة الشكل والمضمون في إطار كوميدي ترفيهي ساخر، تعرض حلقاتها أسبوعياً على التلفزيون». ويضيف: «النجاح الذي حققته العروض، وملاحظة غلبة الأطفال على المتفرجين، دفعاني إلى التفكير في تقديم عروض مشابهة تحمل الاسم ذاته، ولكن بالعرائس المتحركة».

أطلت فرقة مسرح مصر للعرائس على الجمهور للمرة الأولى بمسرحية تناقش «عقدة الخواجة»، وهو مصطلح دارج في مصر للإشارة إلى تفضيل كل ما هو أجنبي على نظيره المحلي. وبما أن المسرحية موجهة أساساً إلى الطفل، كانت الاستعانة بالبطلين الأميركيين الخارقين «سوبر مان» و «بات مان» الأنسب لعرض الفكرة.

تحت اسم «أبطال بلدنا» بدأ أشرف عبد الباقي لاعباً دور «سقراط» وعلي ربيع «المعلم هدهد» وحمدي ميرغني «حداية» ومحمد عبدالرحمن «باتمان» ومحمد أنور «سوبر مان» ودينا محسن «أم سنجل»، في تحطيم الصورة الخارقة لهؤلاء الأبطال المرتبطين ذهنياً لدى الأطفال بالشجاعة والتميز، في مقابل تصدير الصورة الإيجابية للشخصيات المصرية التي تسعى إلى «الحفاظ على هويتها وآثارها». ويدور العرض حول كرم الشعب المصري ودأبه على مساعدة الآخرين عبر عدد من الأغنيات بينها أغنية «أهلا وسهلا إتفضل تعالى اشرب شاي».

هبطت على حارة الأبطال ثلاث شخصيات هي «سبايدر مان» و«سوبرمان» و«بات مان» في رحلة للبحث عن «مفتاح الحياة» الذي يعود تاريخه إلى العصر الفرعوني ومدوّنة عليه أسرار عن الشخصية المصرية وطرق التحنيط وأسرار أخرى حول بناء الأهرام. ساعد أهل الحارة الشخصيات الثلاث خلال رحلة البحث عن المفتاح، من دون أن يسألوا عن أهمية المفتاح لهم، وما أن عرفوا قيمته تكاتفوا وأصروا على إعادة المفتاح إلى الجهات المعنية. وهذه رسالة مؤدّاها ضرورة التمسك بالأرض والتاريخ والأصول المصرية وعدم التفريط بأي حبة رمل.

تولى عبد الباقي مهمة إخراج المسرحية التي كتبت من خلال ورشة «مصر للفنون»، إضافة الى مشاركته الصوتية في عروض العرائس. «اخترت أن أكون المخرج لأنني أستمتع بذلك، والإخراج بالنسبة إلى مسرح العرائس لا يختلف كثيراً عنه في المسرح الكبير واستطعنا أن نقوم به».

نجحت المسرحية الأولى لفرقة العرائس في الاستحواذ على إعجاب الناس، وقال أحدهم لـ «الحياة» عقب العرض: «لو كان عندنا منصب لوزير السعادة كان ضرورياً أن يكون لأشرف عبدالباقي».

واستطاعت عرائس فرقة عبد الباقي جذب الفنان المصري وابن رائد مسرح العرائس في مصر أحمد السقا الذي استطاع والده المخرج صلاح السقا تحقيق الريادة في ذلك المجال بعرضه أوبريت «الليلة الكبيرة» الأشهر عربياً في عالم العرائس، ومجموعة أخرى من الفنانين على رأسهم المطربة شيرين عبد الوهاب. ويؤكد عبدالباقي أن «أحمد السقا وشريف منير ومحمود العسيلي ومصطفى قمر والمطربة شيرين عبدالوهاب، بادروا بالتحدّث إليّ لتأكيد استعدادهم لتقديم أدوار شخصيات أو الغناء في إحدى مسرحيات مصر للعرائس المقبلة». استغرق التحضير لمسرحية «أبطال بلدنا» ثلاثة أشهر، تدرب خلالها فريق تحريك العرائس المكوّن من محمد أبو يوسف، ضياء سليمان، هناء سعيد، محمد علي حسن، أحمد عقل، هبة علي، كريم الوزير، حنان عقــل، رضوى رشاد عثمان، هاني نبيل، إسلام يوسف، رنا شامل، على أيدي مدربي تحريك من تشيخيا على تحريك العروسة وإصلاحها. وصمم الديكور محمود سامي، فيما تولى التلحين محمد يحيى، وكتــب الكلمات أيمن بهجت قمر.



صدى الشام