ميركل بخطاب جديد: أزمة اللاجئين في ألمانيا لن تتكرر ولا مكان للنقاب ببلدنا


أعاد حزب "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" انتخاب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل زعيمة له، اليوم الثلاثاء، لتقوده في الانتخابات التي ستجري العام المقبل، إلا أن فوزها جاء بأقل نسبة من الأصوات في تاريخ مثل هذه الانتخابات، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وبدت ميركل وقد تغيرت نظرتها إلى تعامل ألمانيا مع قضية اللاجئين، والنقاب، واستهلت كلمتها أمام حزبها بأزمة اللجوء التي جعلتها في مرمى الانتقادات سواء داخل الحزب أو خارجه بسبب سياسة اللجوء التي انتهجتها المستشارة في عام 2015.

وذكرت المستشارة أن 890 ألف شخصاً ممن فروا من الحرب أو بسبب انعدام الآفاق في بلادهم وجاؤوا إلى ألمانيا، لا يمكنهم البقاء كلهم البلاد، وإنما ستعمل ألمانيا على دراسة كل طلب لجوء بشكل فردي ولن يتم التعامل مع الملفات كنتيجة لهروب جماعي. وفي الوقت ذاته شددت على أن ما حدث في عام 2015 "لا يجب أن يتكرر مرة أخرى"، وفقاً لما ذكره موقع "DW" الألماني، الثلاثاء.

وشددت المستشارة بقوة على ضرورة أن "القانون الألماني سيبقى الركيزة الأساسية المعتمدة بالبلاد ولا يمكن احترام أي آليات أخرى بما في ذلك مقتضيات الشريعة.

وحول موضوع النقاب قالت ميركل إن هذا اللباس "يجب تحريمه" و"لا مكان له في ألمانيا".

التصدي للشعبوية

من ناحية ثانية، أكدت ميركل أنها ستتصدى لتصاعد النزعة الشعبوية إثر فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية وبريكست، وحذرت من "الحلول البسيطة" التي يقترحها اليمين الشعبوي والمتطرف.

وقالت المستشارة إن "الأمور ليست سوداء أو بيضاء" من دون أن تذكر مباشرة الصعود السريع لحزب اليمين الشعبوي "البديل لألمانيا" الذي حصل على 12 إلى 13% من نوايا الأصوات.

وأضافت "علينا أن نشكك في الأجوبة السهلة لأنها نادراً ما ساهمت في تقدم البلاد".

ولا يكف حزب "البديل لألمانيا" عن توجيه سهامه ضد المسلمين واللاجئين. وفي هذه الأجواء، حذرت ميركل مرة أخرى من أن الحملة المقبلة ستكون الأصعب منذ إعادة توحيد ألمانيا في 1990. وقالت "لن تكون حملة سهلة".

وحددت ميركل هدفا لها "دمج" قسم من ناخبي اليمين الشعبوي وحذرت من مخاطر فوز تحالف يضم الاشتراكيين-الديموقراطيين والخضر واليسار الراديكالي.

وبعد تراجعه في استطلاعات الرأي نهاية السنة الماضية وبداية 2016 إثر أزمة الهجرة، تمكن الاتحاد المسيحي الديموقراطي من تحسين شعبيته التي ارتفعت كذلك بعد إعلان ميركل ترشحها إلى 37% مقابل 22% للحزب الديموقراطي الاجتماعي، وفق معهد "امنيد".

ولكن ميركل تواجه انتقادات حادة داخل حزبها برزت خلال اللقاءات التحضيرية قبل المؤتمر، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

فقد انتقد البعض هيمنتها على الحزب، وقال أحد المنتسبين الجمعة في لينا في شرق البلاد "ما تفعلينه هو عبادة الشخصية".

وانتقد آخرون سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين وقال لها أحدهم الأسبوع الماضي خلال اجتماع عام في كارلسروهي "أيتها المستشارة استقيلي".




المصدر