محمد الزواري .. حين يستثمر “الحزب الإلهي” بالمقاومين في حياتهم ومماتهم


عماد أبو سعيد – ميكروسيريا

1

لم يطلب شهرة، لكنه نالها بعد الرحيل:

ولد في صفاقس تونس . سكن دمشق حضن الأحرار الدافئ. قضى على مذبح فلسطين شهيداً.

عاش ربيع عمره يُسير  إليها الطائرات، مؤمناً بالله  وبـ “الأقصى الشريف”، يحلق إليه فوق الطوائف المذاهب.

لم يكن يدري قبل ثورة سوريا على الطاغية الوريث أن لـ “أخوة  العمائم السوداء” في حزب الله بوصلة  مشبوهة لا تُشير إلى القدس، و”قبلة صلاة” أولها “قم” وآخرها “قم”.

 كان المهندس محمد الزواري  مقاتلاً على طريقته في تحديث الطائرات بدون طيار، لم يكن سياسياً ليعلن موقفاً من مذابح حزب الله المتنقلة بحق السوريين، ترك “حماس” التي انتسب إليها قبل 10 سنوات، لتفعل الواجب بنصف لسان محاصر، لكنه  أوضح من ألف بيان وبيان.

2

 مشى التونسي محمد الزواري على درب الشيخ السوري “عز الدين القسام” ملتحقاً بكتائبه، قائداً في مشروع طائرات “الأبابيل”، واحداً من أبطال العصف المأكول عام 2014. ثم شهيداً في محراب فلسطين ، يحملها في قلبه حيث سقط غدراً على ثرى صفاقس مسقط رأسه وأمام منزله يوم الخميس في 15/ 12/ 2017، بثماني رصاصات من عشرين رصاصة حقد إسرائيلي، استهدفت عقله قبل قلبه ورقبته ورأسه حيث استقرت.

أعاد اغتيال الزواري “49 عاماً” قضية فلسطين  إلى صدارة الأخبار، بعد أن توارت خلف شلالات الدم المسفوحة في سوريا زوراً باسم المقاومة والمقاومين، لكنها لن تكون كافية كما تأمل “حماس” في بيان نعيها “الزاوري” لتذكير الرفاق الممانعين من “قومجيين ويساريين”، أن طريق القدس لا تمر على أشلاء السوريين في الزبداني ومضايا والقصير وحلب  وغيرها، ولا من اليمن والعراق، وأن جنوب لبنان هو الأقرب إلى شمال فلسطين المحتلة. لكن أسمعت “حماس” لو نادت ضمائراً حية.

3

 يعرف “الحزب الإلهي” و “الوكيل الحصري” للمتاجرة باسم الأقصى وفلسطين”، أكثر من غيره موقف الزواري من قتلة الشعب السوري الثائر، لذا لم يُسارع إلى  نعي الشهيد حتى اللحظة على الأقل ، بيد انه أوكل محاولة اختطاف تاريخ الرجل وموقفه إلى صحيفة الأخبار الناطقة باسم القتلة الطائفيين المنضوين تحت عباءة الولي الفقيه الفارسي بادعائها أنه لم يغادر دمشق إلا عام 2012 بسبب انعدام الأمن وليس احتجاجاً على قمع بشار الأسد الوحشي مثل سائر قيادات حماس، وانه بقي يتردد عليها وكأن الأمن عاد فجأة إلى ربوع عاصمة الأمويين التي تحتلها الميليشيات الفارسية، في محاولة بائسة للإيحاء باستمرار علاقته بجماعة الممانعة في دمشق وضاحية بيروت … الخلود للشهيد محمد الزواري، ولانامت أعين القتلة  وأبواقهم الأجراء.