النظام يستهدف أبناء مناطق المصالحات لضمهم إلى قواته
20 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
تلقى نظام الأسد خسائر كبيرة خلال معاركه في حلب وبقية المناطق في الآونة الأخيرة، ما جعله يبحث عن تعويض ذلك. وبعد أن سار في ركب المصالحات خلال الأشهر الماضية في معظم مناطق ريف دمشق لجأ للاستفادة منها عبر إلزام الشباب بالانضمام إلى صفوف قواته.
ولم تكتفِ قوات النظام بالمطالبة بدفعات التجنيد الإجباري، لتطال أيضاً فئة الاحتياط، الأمر الذي أكدته صفحة “دمشق الآن” إحدى أهم منصات نظام الأسد، وذلك خلال الأسبوع الماضي مشيرةً إلى أنه سيتم إبلاغ دفعة من الأسماء للانضمام إلى جيش النظام بصفة احتياط لحماية المناطق الآمنة، مضيفةً أن هؤلاء لن يشتركوا في المهام القتالية على الخطوط الأولى للمعارك، وأوضحت أن هذه العملية ستكون بعد زيادة الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها قوات النظام.
خدمة إجبارية واحتياطية
وأوضح ناشطون ميدانيون في المناطق الخاضعة للمصالحة لـ صدى الشام أنه سيتم تجنيد أكثر من 35 ألف جندي على الأقل، سواء خدمة إجبارية أواحتياطية، لتوزيعهم في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بعد نجاح الأخير في خطة تهجير معظم أهالي ريف دمشق على مدى الأشهر الماضية، أو تطبيق خطة المصالحة، بعد ترحيل عناصر فصائل المعارضة إلى الشمال السوري.
وقال الناشط الميداني “م. نور” من مدينة المعضمية لصدى الشام، “لم يحدث أي اعتقال داخل المعضمية حتى الآن لأنه يُمنع على قوات النظام أن تدخل الى المدينة، لكن كانت هناك حالات اعتقال فردية على حواجز المدينة”.
وأضاف “م.نور” :”هناك حوالي 7 آلاف شاب مطلوبون للتجنيد من مدينة المعضمية بين احتياط وخدمة إلزامية، توجد أسماؤهم في قائمة لدى قوات النظام، ولكن بحسب بنود اتفاق المصالحة، فإن المتخلف يُعطى تأجيل عن الخدمة لمدة ستة أشهر من تاريخ استلامه لبطاقة التسوية، وبعد هذه المدة عليه الالتحاق بالخدمة”.
وأكد أحد الناشطين الذي يقوم على دراسة إحصائية المطلوبين للتجنيد في ريف دمشق لصدى الشام، “أن عدد المطلوبين للخدمة في قدسيا والهامة قد يصل الى حوالي 6 آلاف شاب، والعدد ذاته مطلوب من مدينة زاكية”.
من التهجير إلى التجنيد
من جهتها قالت الناشطة من مدينة التل “ورد العيسى”، لصدى الشام، “بالرغم من أن المصالحة في مدينة االتل لم تبدأ منذ مدة طويلة، وكان هدفها تهجير الشباب المسلحين، إلا أن قوات النظام بدأت فوراً بالاتصال بأهالي المطلوبين للتجنيد أو الاحتياط، لتخبرهم أن أبناءهم مطلوبون للخدمة، ولكن في بنود المصالحة التي تم توقيعها بين النظام ولجنة المصالحة هناك بند ينص على عدم سحب أي شخص للتجنيد أو الاحتياط قبل مرور ستة أشهر على الاتفاق”.
وتابعت العيسى، “بما أن قوائم الأسماء موجودة لدى النظام، لذا فإن الشبان المطلوبين للخدمة لا يمرون على حواجز النظام أبداً، ولم يخرجوا من المدينة حتى لا يتم سحبهم فوراً إلى شعبة التجنيد، وقد قام النظام بعدة مداهمات على المنازل ولكن حتى الآن لم يقم بسحب أحد إلى التجنيد”.
النظام يرفض وجود إحصائية
أكثر من 800 ألف مدني يعيشون في مدينة التل، معظمهم نازحون من حمص والريف الدمشقي، بينهم عدد كبير من الشبان الذين فروا من دمشق وريفها كي لا يلتحقوا بالخدمة الإلزامية، وبالرغم من ذلك فإن النظام يملك قوائم بأسماء أولئك، وخلال ستة أشهر على الأكثر من المفترض أن يقوموا بالالتحاق بصفوف قواته.
وأوضحت عيسى أن “لجنة المصالحة كانت تقوم بتسجيل الأسماء المطلوبة للتجنيد او الاحتياط، لكنهم تلقوا أوامر من قبل قوات النظام بوقف التسجيل، لأن عدد المطلوبين للتجنيد كبير جداً، فالنظام لا يريد أن يكون هناك إحصائية، وقد أكدت إحصائية تنسيقية مدينة التل أن عدد المطلوبين هم 10 آلاف شاب، لكن في الحقيقة يوجد أكثر من 100 ألف شاب مطلوب للاحتياط والخدمة الإلزامية في المدينة بين سكان ونازحين”.
تراجع سحب المطلوبين بدمشق
تشير إحصائيات إلى أن عدد القتلى في صفوف قوات النظام منذ بداية الثورة عام 2011 وحتى نهاية عام 2015 بلغت أكثر من 80 ألف جندي، بين قوات الجيش النظامي، وعناصر ميليشيا الدفاع الوطني، وكتائب البعث، واللجان الشعبية، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون، والشبيحة والمخبرين الموالين للنظام. كل ذلك دفع النظام لسوق الشباب في المناطق الخاضعة لسيطرته للخدمة الاحتياطية وزجهم في جبهات القتال.
وبحسب أحد سكان مدينة دمشق، الذي عرّف عن نفسه بـ”س.د”، فقد شهدت الأشهر الماضية سحب احتياط وتجنيد بشكل كبير في مدينة دمشق، وكان يتم سحب الشباب إلى الخدمة من قبل قوات النظام من الحواجز، ومن الجامعات في حال كانت مدة التأجيل على وشك الانتهاء، كما تمت الكثير من المداهمات للمنازل لهذا الغرض، حتى باتت شوراع دمشق تقتصر على الأطفال والنساء والشيوخ”
وأضاف “س.د”، لصدى الشام ” في الآونة الأخيرة لم يعد هناك الكثير من السحب للتجنيد في دمشق سواءً للخدمة الإلزامية أو الإحتياط”، ويرجح انخفاض نسبة التجنيد في دمشق إلى عملية المصالحات التي تمت في ريف دمشق، والتي ستعمل على تعبئة صفوف النظام بعد خمسة أوستة أشهر “.
بنود التل
استطاع النظام من خلال بنود المصالحات أن يضمن التحاق المطلوبين للخدمة العسكرية الى صفوفه. وليس هذا وحسب فقد جاء في بنود اتفاق التل تعديل على بندين بحسب الناشطة “ورد العيسى” وهما “البند الرابع الذي يؤكد منع إعطاء إذن السفر للمطلوبين للخدمة، بالإضافة لبند ينص على تشكيل لجنة مؤلفة من 200 شخص لحماية البلد تُختار من قبل لجنة التواصل تحت إمرة الجهاز الأمني للنظام وهو ما يضمن للنظام إنشاء ميليشيات من البلد نفسه”.
[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]