قوات الأسد تقصف منطقة عين الفيجة بريف دمشق والمعارضة تنفي ما يروجه النظام عن تلويثها لمياه النبع


شهدت منطقة عين الفيجة شمال غربي العاصمة السورية دمشق مساء اليوم السبت، معارك عنيفة بين قوات الأسد والميليشيات الإرهابية الموالية لها من جهة، وقوات المعارضة السورية من جهة ثانية. وقال مصدر إعلامي مقرب من نظام الأسد لوكالة الأنباء الألمانية إن" قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ مواقع للمعارضة في قرية بسيمة وبلدة عين الفيجة بالتزامن مع تقدم القوات في جرود بسيمة"، كما تم تدمير المشفى الميداني والمركز الإعلامي ومستودعي ذخيرة إضافة إلى قتل عشرة مسلحين بالحد الأدنى".

وكشف المصدر أن "أسلحة حديثة وصلت للجيش السوري للبدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية في منطقة وادي بردى".

من جهتها، نفت مصادر بالمعارضة السورية ما يتردد من قبل وسائل إعلام النظام عن تلويث المعارضة لمياه نبع عين الفيجة وقالت إن ذلك "عار عن الصحة"، وأضافت أن أهالي وثوار وادي بردى لا يتعمدون أبدا قطع مياه النبع عنهم "إلا أن قوات النظام والميليشيات الإرهابية المساندة لها قصفت النبع جواً وبراً بكافة أنواع الأسلحة... مما أدى إلى دمار كبير بالنبع وخروجه عن الخدمة وتعطل المضخات واختلاط المياه بالمازوت والكلور".

وأضافت أن استمرار انقطاع الكهرباء عن كامل قرى وادي بردى وعن منشاة النبع يؤدي أيضا لانقطاع مياه النبع عن دمشق وريفها فضلا عن تعطل المضخات.

وتعاني أغلب أحياء العاصمة دمشق من تقنيين مياه الشرب نظراً لانقطاع مياه عين الفيجة المصدر الأهم في مياه الشرب لسكان العاصمة السورية.

من ناحية أخرى، أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" مقتل شخصين اتضح لاحقا أنهما عنصران من قوات النظام أثناء تفكيك عبوات ناسفة في مستودع حي السكري بحلب وثالث في انفجار عبوة ناسفة في أحد المنازل في حي الأنصاري. وأفاد في وقت لاحق عن مقتل شخصين آخرين في انفجار عبوات ناسفة في حي السكري. ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كان القتلى الثلاثة الآخرون مدنيين أو عسكريين.

أهمية الوادي

تعتمد دمشق على نبعي الفيجة وبردى للتزود بالمياه. ويقع نبع الفيجة على مسافة 18 كيلومتراً شمال غرب دمشق. ويقع نبع بردى في سهل الزبداني. وتتوزع قرى الوادي على أربع مناطق إدارية: عين الفيجة، ومضايا، وقدسيا، والزبداني، وشهدت جميعها مواجهات بين المعارضة وجيش النظام.

ويربط الوادي دمشقَ بالقلمون التي كانت ممرّ إمداد لمقاتلي المعارضة إلى الشمال السوري. ويصل الوادي دمشق بالزبداني التي كانت مركزاً إيرانياً لإمداد ميليشيا "حزب الله". ويقوم النظام بنقل صواريخ سكود إلى "حزب الله" عبر الزبداني.

ويقع الوادي في مرمى نيران الألوية 13 و104 و105 (حرس جمهوري) المنتشرة على المرتفعات. كما توجد في المنطقة "الكتيبة الانتحارية" التابعة للفرقة الرابعة. ولدى جيش النظام قاعدة للدفاع الجوي على جبل هابيل المطل على الوادي؛ واستخدمت لإطلاق صواريخ على الزبداني والقلمون. وقريباً من الوادي يقع "مركز البحوث العلمية" في جمرايا، وعلى مقرُبة منه تقع "مؤسسة معامل الدفاع" في الهامة.

لكن الوادي ليس تحت سيطرة جهة بمفردها، فإلى الغرب من دمشق صعوداً تقع دُمَّر، وقدسيا، والهامة، وجمرايا، وجديدة الوادي، وأشرفية الوادي؛ وجميعها تحت سيطرة النظام.

واستمراراً في الصعود غربي تلك القرى، وباستثناء هريرة، نجد قُرى خارج سيطرة النظام لكن الجيش يحاصرها منذ 2012 وهي: بسّيمة، وعين الخضراء، وعين الفيجة، وإفره، ودير مقرن، وكفير الزيت، ودير قانون، والحسينية، وكفر العواميد، برهليا، وسوق وادي بردى. ويسمح النظام أحياناً للمنظمات الدولية بالدخول إليها من باب رفع العتب.




المصدر