حقل (شاعر) في مزاد للتأجير.. حسب قرار لتنظيم (داعش)


المصدر: فارس الرفاعي- اقتصاد

أفاد ناشطون أن تنظيم الدولة أعلن عن مزاد لتأجير حقل شاعر في بادية حمص للأهالي وتجار الفيول خوفاً من أن تقوم قوات التحالف بقصفه، ولأن التنظيم يريد تحقيق مكاسب مادية سريعة وخصوصاً أنه يعاني من ضائقة اقتصادية إثر معركتي الباب والموصل وشعوره بالخطر وعدم الاستقرار، ولاقتناعه بقرب جفاف هذه الآبار.

 وأشار الناشط “جودت الجيران” لـ”اقتصاد” بأن تنظيم الدولة تحول كما يقول المثل إلى ما يشبه “الزنكيل السريع”، وبدأ بالبحث عن موارد مالية غير تقليدية تدر عليه مالاً سريعاً، فاكتشف ضالته في آبار النفط التي وجدها كنزاً لا ينضب.

 وجعل هذا التنظيم–بحسب محدثنا- أغلب معاركه تدور حول مناطق وجود تلك الآبار ولا أدل على ذلك-كما يقول- من معاركه التي خاضها في حقل “جزل” و”التنف” و”حقل شاعر” وغيرها من المناطق النفطية السورية.

 ولفت الناشط الجيران إلى أن تنظيم الدولة “بدأ باستغلال هذه الآبار بطريقة جشعة وغير مختصة ومسؤولة وذلك بهدف بيع أكبر قدر ممكن من براميل الفيول، وخاصة أن الطلب قد زاد على هذه المادة بعد انتشار ظاهرة المصافي البدائية في أرياف مناطق سيطرته خلال الآونة الأخيرة، والتي تنتج مشتقات البترول من البنزين والمازوت والكاز والشحم من مادة الفيول”.

ونقل سكان محليون أن تنظيم الدولة في بادية حمص خصّص أمراء لكل منطقة نفطية، مهمة كل منهم بمساعدة حاشيته، الإشراف على بيع الفيول لأهل هؤلاء المصافي والدفع “كاش” وبالدولار حصراً عند البئر، ولكن ذلك كان–كما يقول محدثنا- بعد أن بدأت غارات التحالف باستهداف هذه الآبار لأنها موارد مالية مهمة للتنظيم وبعد أن شارفت بعض الآبار على النضوب والجفاف بسبب الاستخراج الجائر وغير المدروس لها.

ولفت محدثنا إلى أن “آبار النفط تحتاج بين الفترة والأخرى إلى التوقف عن الاستخراج لكي يعوض هذا البئر ما فقده ويعود للامتلاء ثانية، ولكن مع الاستهلاك الجائر وبدون توقف أدى ذلك إلى قرب نضوب بعض تلك الآبار وهذا الأمر لم يراعه التنظيم، فلجأ لإقامة مزاد علني على تأجير آبار النفط لتجار الفيول وذلك لفترات تتراوح بين شهر واحد أو 3 أشهر خوفاً من أن يقوم التحالف بقصفها، وبالتالي يعمل على تحصينها من القصف بوجود المدنيين فيها، ولأنه يريد أن يحقق ربحاً سريعاً ولسد ضائقته المالية وحماية مقاتليه من استهداف قوات التحالف”.

وأفاد ناشطون في وقت سابق من العام الماضي أن تنظيم الدولة كان يبيع النفط إلى تجار يعملون مع النظام وإلى تجار من دول أخرى وخاصة تجار بادية الأردن والعراق أيضاً، مستغلين السعر المخفض الذي يباع به برميل النفط السوري مقارنة بالسوق العالمية.

وروى الناشط الجيران عن أحد تجار الفيول في بادية حمص أنه استأجر أحد الآبار لمدة شهر واحد لكنه تفاجأ بأن البئر كان إنتاجه ضعيفاً مقارنة بالسابق وعند مراجعته أمير ذلك البئر ليشرح له خسارته زجره ذاك الأمير وهدّده بالحبس والجلد والغرامة بحجة عدم الاقتناع (برزقه)، وأنّ هذا كفر يستوجب القصاص.

وتبادل النظام وتنظيم الدولة السيطرة على حقول النفط والغاز في البادية السورية شرق مدينة حمص أكثر من مرة منذ سنتين وإلى اليوم كان آخرها في الأيام الماضية حينما تمكن تنظيم الدولة من إعادة السيطرة على كل من حقل “جزل” و”شاعر” وحقل “حجار” وشركة “المهر” وشركة “حيان” التي لجأ لإحراقها بالكامل منذ أيام.

وتعد الحقول المذكورة من أهم حقول النفط والغاز بالنسبة للنظام السوري كونها آخر معاقل سيطرته النفطية، وتمده بالوقود والطاقة لقربها من مصافي حمص وبانياس وسهولة تكرير النفط الخام فيهما، وكانت هذه الآبار تضخ يومياً 10 آلاف برميل وتؤمّن حوالي 10 مليون دولار يومياً لخزينة النظام.





المصدر