‘مديرة منظمة (ضمة) في مضايا لـ (المصدر): الحصار لا يُنقص من حماسنا في العمل’
17 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
محمد كساح: المصدر
أطلقت مجموعة من نساء الزبداني منذ سنوات تجمعاً نسائياً تحت مسمى منظمة (ضمة)، هدفها التحرك للعمل على رأب الصدع الحاصل في المجتمع نتيجة القتال، وتؤكد “سيرين بكر” مديرة المنظمة العاملة في مناطق في الريف الدمشقي، أنها وأخوات لها – أطلقت عليهن لقب “الضمات” – مازلن يعملن بنفس الحماس القديم الذي نشأ مع ولادة الثورة.
وأضافت “سيرين” في حديث لـ “المصدر”: “منذ البداية وحتى اليوم التزمنا الحياد في عملنا لأن هدفنا إنساني واجتماعي، بعيداً عن أي توجه سياسي، لأن ضمة من منظمات المجتمع المدني وإحدى حلقات السلام”.
وشاركت نساء “ضمة” في الحراك الثوري السلمي منذ بدايته في كافة المجالات. الإغاثة وإسعاف المصابين، وفي مجال السلم الأهلي وحملات المناصرة الموجهة إلى صناع القرار في المنطقة، وكذلك في مجال الدعم النفسي وبعض المشاريع الإنتاجية.
وأطلقت المنظمة مبادرة “ضمة” لوقف إطلاق النار والسعي إلى هدنة في الزبداني، كما سعت للعمل على تسوية أوضاع نساء الزبداني المطلوبات، لكن النظام لم يستجب في معظم الحالات.
مشاريع تعليمية
أطلقت النسوة القائمات على المنظمة العديد من المشاريع التعليمية والتربوية في مضايا وبقين والزبداني، وحتى البقاع في لبنان، وفور تأسيسها أنشأت “ضمة” مدرسة بديلة للتلاميذ الموجودين في الزبداني استمرت عدة أشهر، كما أطلقت معهد دعم نفسي للأطفال في مضايا وآخر في منطقة غزة في البقاع (لبنان)، إضافة لروضة أطفال في مضايا ومعهد لغات وتقوية في كل المواد وخاصة الشهادتين في نفس البلدة.
وتطلق منظمة “ضمة” العديد من الدورات التعليمية مثل دورات تأهيل وتطوير مهارات المدرسين لتمكينهم من استخدام وسائل التعليم الحديثة، ودورات كمبيوتر ولغة انكليزية للشباب، ودورات لتدريب فريق الدعم النفسي، جرى جزء منها عبر تطبيق التواصل المعروف بـ “سكايب”.
وتجاوزت الفعاليات التي أطلقتها “ضمة” المسائل السياسية والتعليمية لتشارك نساؤها في توزيع سلال غذائية على العائلات المحاصرة داخل مضايا وبقين وسابقاً الزبداني.
وفي مشروع زراعة منزلية. ومشاريع إغاثية للنازحين في قرى وادي بردى وسرغايا، وفي شهر رمضان الماضي أطلقت “الضمات” مطبخاً رمضانياً في كل من مضايا ووادي بردى.
حماس
وقال مديرة تجمع “ضمة” سيرين بكر: “عندما اشتد الحصار على مضايا والزبداني وأحكمت ميليشيات حزب الله قبضتها علينا سألتني صديقتي المقيمة في الخارج: هل ما زلتِ تعملين بنفس الحماس كما في السابق؟ فأجبتها: نحن لا نعمل وفقاً لمقياس النصر أو الهزيمة، ولا وفق المزاج العام من إحباط أو غيره، نحن نعمل لأجل الناس، لأجل الأطفال، فلن نتوقف”.
وتابعت “حدث ذات مرة أن أقفلت باب غرفتي وبكيت طويلاً عندما بدأ الناس يموتون (بالمعنى الحرفي للكلمة) نتيجة الجوع. لم يكن لدى منظمتنا وقتها أي شيء تفعله من أجلهم. أولاد أخي كانوا في الغرفة الثانية يبكون جوعاً وأمهم تحاول إجبارهم على النوم. لكن في الصباح اجتمعت مع “الضمّات” وبدأنا خطة عمل وسلسلة اتصالات لكي نفعل شيئاً”.
كمديرة لـ “ضمة” تطمح “سيرين” أن تتوسع خدمات المنظمة لتشمل أكبر عدد ممكن من النازحين والمحاصرين، وتؤكد بالقول “كم أشعر بالألم عندما أرى حاجة الكثير من الأطفال والعائلات لخدمات حيوية أساسية تعجز المنظمة عن تقديمها بسبب محدودية الإمكانات”.
لماذا “ضمة”
يتلازم اسم المنظمة النسائية مع ما تقدمه نسوتها من رعاية وعطف، وأشارت “سيرين” إلى أنها وصديقاتها أطلقت اسم “ضمة” على منظمتهن “لأن ضحايا النزاعات ليسوا بحاجة فقط للمساعدة المادية أياً كانت، بل هم بحاجة لأن تأخذهم بين ذراعيك، لأن تشعر بالغصة في صدورهم، فأنت منهم وهم منك”.
وأضافت بأن “السبب الثاني هو أن الضمّة إعرابياً علامة رفع، وضمتنا يجب أن ترفع معنويات المرأة والطفل والإنسان السوري بشكل عام بكل الطرق الممكنة”.
ومع أن المشروع هو تجمع نسائي بالأساس إلا أن الكثير من الشبان كانوا متعاونين بحماس زائد، وأكدت “سيرين” “لا أعتقد أن لنا أعداء من الرجال كوننا تجمع نسائي، وإن كنا في بعض الأحيان نلمس نوعاً من الغيرة من نجاح منظمتنا وهذا أمر طبيعي طالما لا يتعدى حدود المنافسة”.
وحول مصير بلدة مضايا التي تعتبر المقر الرئيسي للتجمع، وتعاني من حصار خانق لسنوات عديدة، قالت “سيرين”: “أكثر ما يرعب الأهالي هو شبح التهجير، الكل يردد أن النظام وميليشيا حزب الله لن يتخلوا عن سياستهم القائمة على التغيير الديموغرافي للريف الدمشقي. الأهالي يدركون أن إدلب هي مكان يجري تجميعهم فيها لتسمينهم قبل الذبح كما يرددون”.
وختمت مديرة منظمة “ضمة” بالقول “الكل بانتظار حل يضمن البقاء في البلدة، لكن لا آمال تلوح في الافق القريب!!”.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]