(الأسايش) تعتقل عضوين من (الوطني الكردي) بريف الحسكة


كدر أحمد: المصدر

بالتزامن مع دعوة المجلس الوطني الكردي أنصاره إلى الخروج اليوم الجمعة (٢٠ كانون الثاني ـ يناير) إلى الساحات في مدينة القامشلي تنديداً بسياسات حزب الاتحاد الديمقراطي، اعتقلت قوات الأسايش التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي مساء أمس الخميس عضوين من محلية (نصر الدين برهك) التابع للمجلس الوطني الكردي في بلدة الجوادية (جل أغا) بريف الحسكة.

واعتقلت الأسايش كلاً من “علي فرسو” رئيس المجلس المحلي في بلدة الجوادية (جل آغا)، و”بهزاد مراد” المسؤول الإعلامي للمجلس المحلي، وممثل حركة شباب الكرد في مجلس محلية (نصر الدين يرهك) التابع للمجلس الوطني الكردي.

وتمت عملية الاعتقال من قبل سيارة دفع رباعي ملصق عليها شعار قوات الأسايش، على مفرق ديرونة آغا، على طريق بلدة معبدة (كركي لكي)، وتمت مصادرة سيارتهما عقب مشاركتهما في تشييع جنازة “محمد أمين أحمد” أحد قتلى “بيشمركة روج آفا”.

وقال “عثمان ملو” رئيس ممثلية المجلس الوطني الكردي في تركيا، ومقرها مدينة إسطنبول التركية، لـ “المصدر” إنه “حينما خرج الآلاف من أبناء شعبنا لاستقبال الشهيد البيشمركة البطل، تدخلت أسايش الـ (ب ي د)، وسيطرت على جثمان الشهيد، وأخذوا به باتجاه غير معلوم، بعيداً عن أنظار الناس، لحرمان الجماهير من شرف المشاركة في استقبال الشهيد ووداعه بالطريقة اللائقة”.

وأضاف: “وبعد أن تم دفنه تحت إشرافهم وعلى وجه السرعة في مسقط رأسه، تم اعتقال عدد من العائدين من خيمة عزاء الشهيد، ومنهم بهزاد مراد وعلي فرسو، وبهذا الأسلوب يتم التضييق على المعزيين، والإساءة إلى مراسم الشهيد واعتقال واستفزاز الجماهير”.

وأكد “ملو” في ختام حديثه أن المجلس الوطني الكردي دعا إلى الوقفة الاحتجاجية غداً ضد تصرفات الأسايش، وذلك في مدينة القامشلي.

ومن جانبه، قال الصحفي “أزاد كلش”، وهو من أبناء ريف الحسكة، لـ “المصدر”: “بداية أود أن أتحدث عن ثقافة فرضت على الأحزاب الكرد في سوريا وهي ثقافة مختلفة كلياً عن ثقافة هذا المجتمع، وهي ثقافة الأحزاب الشمولية التي ترى في نفسها أنها الوصي الشرعي على الكرد، ويحق لها ما لا يحق لغيرها، لذلك ما نراه من حالات الاختطاف والنفي والاعتقال ماهي إلا نتيجة تلك الثقافة الشمولية”.

وأضاف “كلش”: “أصبحنا نرى بعد كل استقبال لشهداء، حملة ضد من هم مختلفون معهم بالرأي، والبعض من الإخوة كان يتوقع غير هذا، بعد النداء الذي أطلقته مجموعة من المثقفين الكرد تحت عنوان (نداء بريمن)، ولكن الواقع كان مخالفاً لتوقعاتهم، نتيجة الألغام التي كانت ضمن البيان الذي رده مجلس (tev dem) على ندائهم”.

وتابع “كلش”: “إن أغلب المراقبين كانوا يتوقعون حدوث البعض من حالات الاعتقال أثناء توجه الجماهير لاستقبال أحد شهداء البيشمركة، ولكن مالم يكن متوقعاً هو أن تقوم الأسايش بحجز جنازة الشهيد لمدة ثلاث ساعات، ومنع الجماهير من مرافقته إلى مسقط رأسه، ولولا الضغط الجماهيري لما أفرجت الأسايش عن الجنازة”.

وأكد “كلش” أنه “أثناء دفن الشهيد الذي شارك بدفنه أحد أقارب الشهيد وهو منظم ضمن الأسايش، بات الإعلام الشاقولي والأفقي لمؤيدي (ب ي د) ينشر صورته على وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن أمراً كهذا لم يحدث في العالم، متناسين أن شخصاً واحداً لا يبيض جداول الجرم لمجموعة ما، ولا يبرر خطفهم وحجزهم لجنازة أحد الشهداء”.

ولعد انتهاء مراسم الدفن وحلول الظلام، عاد المعزيون إلى منازلهم، وكما يقول المثل (عادت حليمة لعادتها القديمة)، بحسب الصحفي “كلش”، والذي أضاف: “وبدأت آلة الاعتقالات والخطف من جديد، فهذه المرة كانت من نصيب قياديين أحداهما من حركة الشباب الكرد، والآخر من الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، أثناء عودتهما إلى منازلهما، وتم اختطافهما مع سيارتهما على مفرق ديرنه آغي، وكالعادة تبرأت الجهات الأمنية التابعة لـ (ب ي د) من الأمر”.

وختم “كلش” حديثه قائلاً: “إن أغلب المراقبين يعتبرون هذه الأفعال الهستيرية نتيجة لعدم دعوة حزب (ب ي د) إلى مؤتمر الأستانة الذي كان يحضر له منذ أشهر، في حين تم توجيه الدعوة إلى خصمه وهو المجلس الوطني الكردي”.





المصدر