حملة جديدة: “نريد مشروع ليلى في سورية”


منذ أيام، أطلقت مجموعة من الشباب السوريين مبادرة على موقع “فيسبوك” هي الأولى من نوعها. فدعت عشاق فرقة “مشروع ليلى” اللبنانية الموجودين في سورية، للانضمام لحملة يناشد فيها الجمهور فرقتهم المفضلة، لتقدم أولى حفلاتها على الأراضي السورية، من خلال الانضمام لدعوة مفتوحة، بعنوان “الحملة الكبرى للتجهيز لحفلة مشروع ليلى”. وانضم للحملة حتى اليوم قرابة 1750 شخصاً، ولا يزال عشاق الفرقة يتهافتون على الحملة.
وتأسست فرقة “مشروع ليلى” سنة 2008، من خلال ورشة عمل في الجامعة الأميركية في بيروت، واستطاعت خلال سنتين أن تحقق نجاحاً محلياً، وتطلق أولى ألبوماتها؛ وفي سنة 2011 وبعد أن انتفض الوطن العربي بثورات الربيع العربي، تأثرت الفرقة بما يحيط فيها، وأطلقت الفرقة ألبوم “الحل رومانسي”، الذي تضمن أغنية “إني منيح”، التي وجد فيها السوريون أغنية تناسب ثورتهم؛ فازدادت شعبية الفرقة في سورية، وأصبحت كلمات الأغنية تمثل الثورة السورية، وتزين صفحات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي. وأصدرت “مشروع ليلى” بعدها، أغان أخرى صُبغت بروح الثورة، منها: “غداً يومٌ أفضل”، “للوطن”، “ونعيد” و”بحر”، واستخدمت هذه الأغاني في العديد من العروض المسرحية والفعاليات الثقافية السورية، التي تبنت الثورة، مثل عرض “الدانائيات” الذي قدم في دمشق 2013، فتحولت أغاني الفرقة إلى موضة ثقافة، فصارت موسيقاها الجديدة والمتمردة، بمثابة طابع جمالي جديد، يمثل النخبة في سورية.
إن فرقة “مشروع ليلى” صالت بحفلاتها العالم وجالت، إلا أنها لم تقم بزيارة سورية حتى الآن، رغم معرفة أعضاء الفرقة بشعبيتهم فيها. ويعود ذلك غالباً، لموقف الفرقة السياسي من الثورة السورية، والتخوف من تبعاته. ولذلك، فإن مغني الفرقة، حامد سنو، صرح في حفلة إطلاق ألبوم الفرقة الأخير “ابن الليل”، والذي بثته قناة MTV على الهواء مباشرةً، بأنه سعيد بنقل الحفلة على الهواء مباشرةً، ليتمكن جمهوره في سورية وفلسطين من متابعة الحفلة، ليشير بكلماته، وبشكل غير مباشر، إلى أنه يقاطع نظام الأسد كما يقاطع إسرائيل، رغم احترامه للجمهور الفلسطيني والسوري.
ومن الغريب حقاً في دعوة “الحملة الكبرى للتجهيز لحفلة مشروع ليلى”، أن البعض ممن شاركوا بهذه الدعوة، هم من مناصري الأسد ومواليه. ما يشير إلى اتباع هؤلاء للموجة الثقافية السائدة بشكل غير واع، وعدم إدراكهم لمعاني أغاني الفرقة ومواقفها السياسية! ولكن يبقى السؤال: هل ستؤثر هذه الدعوة الغريبة من نوعها على فرقة “مشروع ليلى”، ويتجهون إلى سورية ليلبوا نداء الجمهور فيها؟ وخصوصاً أنه ليس على الفرقة أي مشاكل قانونية تمنعها من الدخول إلى سورية، أم أن الفرقة ستتمسك بمواقفها، وتمتنع عن تقديم حفلاتها في سورية في ظل حكم بشار الأسد للبلاد؟ حتى الساعة لم يصدر أي تصريح عن الفرقة، ولا تعليق حول الحملة الإلكترونية، لكن يبقى من حق الجمهور الانتظار.



صدى الشام