معركة المنشية في درعا على وشك الحسم مع استمرار تقدم المعارضة.. فما السبب وراء اشتعال الجبهة الجنوبية مجددا؟


تتواصل لليوم الثالث على التوالي معركة "الموت ولا المذلة" التي أعلنت عنها غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، بهدف السيطرة على حي المنشية الهام في درعا البلد، فيما تحقق قوات المعارضة تقدماً كبيراً في المواجهات التي تخوضها ضد قوات نظام بشار الأسد والميليشيات المساندة له.

ويشهد الحي، اليوم الثلاثاء، معارك هي الأعنف منذ بدء المواجهات، وتخوض قوات المعارضة معارك شركة في عمق الحي، وأفاد الناطق باسم تجمع "أحرار حوران" أبو محمود الحوراني لـ"السورية نت" أن قوات المعارضة دمرت مستودعاً للذخيرة لقوات النظام.

وأشار إلى أن النظام خسر مساحات كبيرة من الحي، إذ باتت قوات "البنيان المرصوص" تسيطر على أكثر من 70 في المئة من المنشية، فيما تتركز المواجهات حالياً في آخر معاقل النظام بالحي.

وكانت قوات المعارضة قد سيطرت، أمس الإثنين، على أقوى حصون قوات النظام وميليشياته في حي المنشية، وسيطرت على "كتلة النجار" التي وصفتها عرفة عمليات "البنيان المرصوص" بالاستراتيجية، وذكر بيان عن الغرفة أن قوات النظام في حالة تقهقر، وأنها ترد على هزيمتها بتكثيف القصف على المنشية.

وفي حال سيطرة "البنيان المرصوص" على حي المنشية، ستصبح قوات المعارضة على مشارف درعا المدينة، كما أن خسارة النظام للحي ستؤدي إلى تقليل وتيرة القصف المستمر على أحياء درعا البلد الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وفي هذا السياق، أشار الحوراني في تصريح لـ"السورية نت" إلى أن سيطرة "البنيان المرصوص" على المنشية يعني أن درعا المحطة أصبحت في مرمى نيران قوات المعارضة.

وتمثل هذه المعركة أهمية كبيرة لقوات المعارضة في الجبهة الجنوبية لسوريا، وفي حال السيطرة على المنشية فإن ذلك سيجنب الفصائل خطر حصار النظام لهم، وتكرار سيناريو حلب عبر حصارها وإمطارها بالقذائف ثم إجبارها على الانسحاب والخروج.

وأوضح الحوراني هذا السيناريو بقوله إن "قوات النظام عندما تقدمت في معارك المهجورة نهاية العام الماضي، وسيطرت عليها، بدا أن لها نية في الوصول إلى جمرك درعا القديم، وأنها في حال السيطرة على هذه المنطقة تكون قد فصلت مناطق الريف الشرقي عن الغربي"، وبالتالي باتت قوات المعارضة منفصلة عن بعضها ما يمنح النظام فرصة كبيرة للاستفراد بها.

وقال الحوراني لو سيطر النظام على جمرك درعا فذلك يعني أن المعارضة ستخسر مناطقها في درعا، كما أنها من المحتمل أن تقع بفكي كماشة، حيث يتواجدا مقاتلون من تنظيم "الدولة الإسلامية" في الريف الغربي ومن المحتمل أن يستغلوا الأحداث ويتمددوا، ومن جهة ثانية، سيضعط النظام على فصائل المعارضة في الريف الشرقي لوجود أعداد كبيرة من المدنيين، قد يكثف النظام من قصفه لمناطقهم كخطوة لإخضاع الفصائل.

ولفت الحوراني أيضاً إلى أن معركة المنشية الحالية تم الاستعداد لها من أشهر، متوقعاً أن تعلن المعارضة السيطرة على الحي بالكامل خلال الساعات القادمة.

ويشارك في معركة "الموت ولا المذلة" فصائل منضوية في غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، وتضم نحو 20 فصيلاً من الجيش السوري الحر، بالإضافة إلى "أحرار الشام، وجند الملاحم، وبيت المقدس، وتحرير الشام"، بحسب ما قاله الحوراني.

وظلت الجبهات الجنوبية لسوريا ساكنة لشهور طويلة، وتخللتها بعض المناوشات بين المعارضة والنظام، ما أثار تساؤلات عن سبب اشتعال المعارك مجدداً في مناطق درعا، وسط تلميحات إلى دور كبيرة لغرفة عمليات الاستخبارات الدولية "الموك" في تجميد الجبهات.

وفي هذا السياق، ذكر مصدر في المعارضة السورية في درعا لـ"السورية نت" - مفضلاً عدم الكشف عن اسمه - أن هنالك فصائل من الجيش السوري الحر مشاركة في "البنيان المرصوص" وهي ليست ضمن غرفة "الموك"، متوقعاً أن أن الدعم المقدم لها قد يصبح مهدداً.

وأكد المصدر أن دولاً غير راضية عن المعارك الحالية في المنشية، مشيراً إلى الأجندات والتفاهمات الدولية تلقي بظلالها على التطورات العسكرية في الجبهة الجنوبية لسوريا، لا سيما التنسيق والتفاهم بين الأردن وروسيا.

وتساند موسكو قوات نظام الأسد في صد هجمات "البنيان المرصوص" في المنشية، وأمس الإثنين، قصف سلاح الجو الروسي المستشفى الميداني في درعا البلد وأخرجها عن الخدمة، كما استهدف خزان المياه ما تسبب بانقطاعها عن السكان، في حين تشارك ميليشيا "حزب الله" الإرهابي قوات النظام في المعارك براً.

وقال الحوراني لـ"السورية نت" إن الطيران الروسي شن أمس خلال ساعتين فقط أكثر من 25 غارة على درعا البلد، وألقى 32 برميلاً متفجراً، فضلاً عن 19 صاروخ أرض أرض.

خسائر كبيرة

الهجوم الواسع لقوات المعارضة في حي المنشية كبد قوات النظام خسائر كبيرة، وأكد الحوراني أن المؤكد خسارة النظام لـ 150 عنصراً منذ بدء المعارك، مشيراً أن من بينهم مقدم من "الحرس الجمهوري، ونقيب.

وكان ناشطون تداولوا على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الإثنين، مقطع فيديو لأحد الضباط في قوات الأسد، وكان يتحدث عن ضراوة المعارك التي يشهدها حي المنشية. وقال إنه لولا صد قوات المعارضة لكان 400 من قوات النظام قد لقوا مصرعهم.




المصدر