ما هي خفايا قرار حظر النقاب في مدارس جرابلس؟


محمد كساح: المصدر

كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن قانون حظر ارتداء النقاب للمعلمات، والشماخات للمعلمين في مدارس جرابلس بريف حلب الشرقي، حيث تسارعت الأحداث بشدة مؤدية إلى اعتقال أعضاء المجلس المحلي الذي أصدر القرار، لتنتهي الأزمة ببيان انتشر يوم الأحد 13 شباط على صفحة المجلس المحلي لمدينة جرابلس، ملغيا العمل بالقرار.

وقال “بشار دادة” عضو المجلس المحلي لمدينة جرابلس في تصريح خاص لـ “المصدر”: إن “مسألة حظر النقابات والشماخات ليست قانونا، بل هو قرار صدر منذ 15 يوماً من المجلس المحلي، يحظر على المعلمات ارتداء النقاب، وعلى المعلمين ارتداء الشماخات داخل الصف فقط، ليس كما يقال في الإعلام أن القرار يشمل جميع جرابلس وريفها”.

وقرابة الساعة الثانية من منتصف ليلة السبت 11 شباط، اعتقلت اللجنة الأمنية في جرابلس أعضاء المجلس المحلي. وأشار عضوٌ في المجلس المحلي، (طلب عدم الكشف عن اسمه)، إلى حدوث عمليات تهجم على بيوت الأعضاء وتكسير بعض محتوياتها. لكن سرعان ما أفرج عن الجميع بعد الثامنة من مساء يوم الأحد.

وقال عضو المجلس لـ “المصدر”، إن “هناك مغالطة في حادثة التهجم والاعتقال. لماذا لم يتم ذلك قبل صدور القرار وظهوره على لوحة الإعلانات قبل 15 يوما؟ أعتقد أن غايات دخلت في الموضوع تهدف لتصفية حسابات واختلاق فوضى، بعد أن بدأ الأمان يدب في المنطقة”، على حد قوله.

ومن جانبه قال “بشار دادة” إن الطريقة التي تم بها الاعتقال وإثارة الموضوع في هذا التوقيت مع أن القرار صدر قبل عدة أيام، ليست مقبولة على الإطلاق. مضيفاً ” لو انتظروا حتى الصباح ليتم مناقشة هذا الأمر بهدوء لكان أسلم”.

ويوم الإثنين 13 شباط الجاري أصدر المجلس المحلي قراراً ببطلان العمل بحظر ارتداء النقابات في المدارس، ويعتقد مراقبون أن الموضوع لا يحتاج لهذا الحجم الكبير من التضخيم الإعلامي والاستياء الشعبي والفصائلي.

وقال “دادة”: “نحن لسنا ملاحدة أو زنادقة، نحن مسلمون، ولا أحد يمكنه فرض النقاب أو حظره”، وتابع “لم تعترض المعلمات اللواتي يرتدين النقاب على القرار الذي لم يطبق حتى بعد إصداره”.

في غضون ذلك، أشار نشطاء من المنطقة لـ “المصدر” إلى استقالة أعضاء المجلس المحلي لجرابلس عشية الإفراج عنهم. لكن “بشار دادة” نفى أن يتم هذا الأمر، مؤكدا أن “موضوع استقالة أعضاء المجلس لم يتم حتى اللحظة، لكن لو طلب منا تقديم الاستقالة لن نتمسك بمناصبنا، همنا الوحيد هو الصالح العام، وأن تستقر البلد”.

وأضاف “دادة”: “نتمنى من الإعلام أن يكون منصفاً وينقل الصورة كما هي، لأن الموضوع أخذ أكبر من حجمه الطبيعي، وصار عرضة للتسييس وللاصطياد في الماء العكر”.





المصدر