رؤية إسرائيلية .. الصراع الدولي الداعم للبنادق يرسم خارطة سورية والإقليم



باريس – المصدر

رأى المحلل الأمني في صحيفة يديعوت الإسرائيلية ،تسفي برئيل،، إن التحالفات والعلاقات الثانوية التي نتجت عن الأزمة السورية، سيكون لها دوراً في رسم مستقبل المنطقة والدولة السورية أكثر من الحرب الدائرة اليوم. مشيراً إلى أنه فيما تبحث أطراف القتال في الميدان عن التمويل ومناطق السيطرة والسلاح، ينشغل من أسماهم بأطراف المعارك الثانوية في رسم الاستراتيجيات بعيدة المدى، التي تخوض فيها دولياً واقليمياً كل من روسيا والولايات المتحدة، وتركيا وإيران والسعودية”.

وذهب “برئيل”  إلى أن تلك الاستراتيجيات التي تحاول الدول الكبرى والإقليمية رسمها، لن يقل تأثيرها في الشرق الأوسط عن اتفاقية “سايكس-بيكو” التي أدت إلى المنطقة العربية إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ويشرح المحلل في مقاله، أن الدول اللاعبة في الميدان السوري، تستخدم مليشياتها لخلق موازين قوى سياسية مشيرا إلى استخدام الروس الأكراد ورقة بوجه تركيا وعلى الطرف الأخر تستخدم تركيا الجيش الحر الأمر الذي تسبب بشرخ مع إيران بينما عززت هجمات الأردن على تنظيم الدولة جنوب سوريا علاقتها مع روسيا والنظام السوري، معتبراً أن وجهة الجميع هي سورية في اليوم التالي.

وبحسب المحلل، اتخذت العلاقات التركية-الإيرانية “وضع الاختبار” بعد التوتر الأخير الذي أعقب تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وانتقد فيها محاولات إيران التوسعية في المنطقة، وما أعقبها من تصريحات إيرانية دعت أنقرة “لفحص أقوالها تجاه إيران”. لكنه أوضح أن خلافات الطرفين في الملف السوري لم تنعكس سلباً على العلاقة التجارية الواسعة بين الدولتين والبالغة 10 مليارات دولار، مضيفاً أن للدولتين مصالح مشتركة في منع إقامة مقاطعة كردية شمال سورية، خوفاً من تشجيع الأكراد في تركيا وإيران للانضمام لها.

ويستدرك  “برئيل”، أن كلاً من أنقرة وطهران تشك في الطموح الاستراتيجي للدولة الأخرى، حيث الأول تتهم إيران بتحويل العراق وسوريا لدول شيعية، في حين أن إيران متأكدة من سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق الحلم العثماني بإحياء السلطنة العثمانية، على حد تعبيره. معتبراً إن تخليص  تركيا لمدينة الباب من قبضة داعش، أثار تخوفات إيران التي ترى أن المعركة، فتحت المسار الضروري لاستعادة الرقة يليها السيطرة على الحدود بين العراق وسورية، التي تراها إيران منطقة حيوية لخلق جسر جغرافي بين بغداد ودمشق. لافتاً إلى أن إلى أن سيطرة تركيا على الباب برهان على قوة التحالف بينهما على اعتبار أنها لم تمنع تقدم القوات التركية والفرضية التي تقف خلفها موسكو هي أن أنقرة لن تشكل عقبة وستنسحب من الباب عند حدوث حل سياسي مقابل أن تضمن روسيا عدم وجود مقاطعة كردية مستقلة في سوريا.

وشدد على أن التنسيق الوثيق بين تركيا وروسيا لا يتجاهل إسرائيل وأصبح هناك تفاهمات حول تحركات أسلحة الجو وانعكس على التعاون العسكري بين الدول في الآونة الأخيرة.

وعلى صعيد مركز السعودية في الإقليم قال برئيل إن إيران تحاول تعزيز علاقتها مع دول عربية وإسلامية للتأثير على الدور السعودي، خصوصاً محاولتها تحسين علاقتها مع مصر استناداً إلى  جهود القاهرة للحصول على نفط من إيران بدلا من النفط السعودي.

وتابع برئيل، أن إيران تحاول من خلال علاقتها مع تركيا ودول عربية إحداث تناقض في العلاقة الوثيقة بين تركيا والسعودية، معتبراً أن ابتعاد الأمريكيين عن الساحة السورية، وتغير موقف تركيا من نظام الأسد. يلزم السعودية بإعادة النظر في سياستها، وإذا كانت متخوفة في عهد أوباما من فقدان مكانتها لصالح إيران فإنه في عهد ترامب الذي يريد فرض عقوبات عليها يمكن أن يتعزز حلف روسي إيراني تركي على حساب السعودية.




المصدر