من كواليس جنيف.. الجعفري غاضب والهواتف ممنوعة والشتائم حاضرة


 لا هواتف نقالة ولا تسجيلات ولا إهانات واحترام السرية الكاملة، قواعد وضعها المبعوث الدولي إلى سوريا "ستافان دي ميستورا" للوفود المشاركة في مفاوضات جنيف، ما يعكس التوتر في كواليس الأمم المتحدة وفنادق المدينة السويسرية.

وقدم "دي ميستورا" لوفدي المعارضة والنظام ورقة تتضمن العناوين التي يأمل البحث فيها في جنيف، وهي الحكم والدستور والانتخابات.

ولم يكتف المبعوث الدولي في ورقته بجدول الأعمال، بل وضع أمام المشاركين سلسلة من القواعد الصارمة، آملاً أن يلتزموا بها جميعاً.

وطالب "دي ميستورا" في ورقته من الأطراف "احترام توجيهاتي في ما يتعلق بسريّة الاجتماعات والوثائق والحوارات والاتصالات".

وتتضمن قواعد "دي ميستورا": "احترام الأطراف الأخرى المشاركة، ولا يحقّ لأي طرف الطعن في شرعية الآخرين". فضلاً عن "ضمان عدم تسجيل محتوى الاجتماعات أو الحوارات دون إذن مسبق".

كما أكد المبعوث الدولي، أنه "لن يسمح باصطحاب أجهزة الهاتف المحمول داخل قاعة المفاوضات"، طالباً "استخدام لغة وسلوك مقبول والامتناع عن توجيه الإهانات والتقليل من شأن الآخرين، والاعتداء اللفظي أو الشخصي على الآخرين سواء داخل الاجتماعات أو خارجها".

وبدا التوتر واضحاً منذ الجلسة الافتتاحية التي أعلن فيها "دي ميستورا" بدء المفاوضات، وقال مصدر دبلوماسي أوروبي: "كان (بشار) الجعفري يبدو غاضباً، وينظر إلينا بطريقة قاسية".

وتردد وفد الهيئة العليا للمفاوضات منذ البداية بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية احتجاجاً على دعوة المبعوث الأممي "منصة القاهرة"، التي تضم عدداً من الشخصيات بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي، كما "منصة موسكو" التي تضم شخصيات مقربة من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق في حكومة النظام قدري جميل.

إلا أن الضغوط الدولية كانت أقوى منه، ودفعت بوفد المعارضة الأساسي للمشاركة في الافتتاح، ليجلس إلى جانب وفدي المنصتين، وفي الجهة المقابلة وفد النظام.

وقال مصدر مقرب من وفد الهيئة العليا للمفاوضات: "كانت هناك ضغوط كبيرة عليهم من المبعوثين الدوليين الداعمين لهم، بريطانيون وألمان وفرنسيون وأتراك… دفعوهم للمشاركة في الجلسة الافتتاحية".

ويعقد وفد الهيئة العليا للمفاوضات مساء الاثنين لقاء مع مسؤولين روس، بينهم نائب وزير الخارجية "غينادي غاتيلوف"، وفق ما أكدت مصادر معارضة.

وقال مصدر في المعارضة السورية، إن "الاجتماع جاء بطلب من الروس، وسنطلب فيه تثبيت وقف إطلاق النار والضغط على النظام للتفاوض على المرحلة الانتقالية".




المصدر