الأسد وروسيا يراوغان بالإجابة على مقترحات دي ميستورا في جنيف.. وهذا مطلبهما

28 فبراير، 2017

ترواغ روسيا ونظام بشار الأسد في الرد على المقترحات التي قدمها المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، لوفدي المعارضة السورية والنظام، خلال المحادثات المنعقدة حالياً في العاصمة السويسرية جنيف، في محاولة جديدة للتوصل إلى حل للملف السوري.

وفيما ينتظر دي ميستورا ردود الوفدين على مقترحاته، تحاول روسيا ونظام الأسد المطالبة بأن يكون ملف “مكافحة الإرهاب” على رأس أولويات جدول أعمال المفاوضات في جنيف، وهو مطلب مغاير للقضايا الثلاثة التي اقترحها دي ميستورا مناقشتها واعتبرها أولوية، وهي: القضايا المتعلقة بالحكم، والدستور، والانتخابات، على أن يصبح كل من ملفي وقف إطلاق النار والإرهاب من اختصاص محادثات أستانا.

ودعا نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، اليوم الثلاثاء، في جنيف الى وضع “مكافحة الارهاب” كأولوية على جدول أعمال المفاوضات، وزعم أن رئيس وفد النظام بشار الجعفري، لا يعارض اقتراحات دي ميستورا، لكنه أكد على ضرورة إدراج موضوع الإرهاب في أجندة المفاوضات.

وجاء ذلك بعد لقاء غاتيلوف، صباح الثلاثاء، وفد نظام الأسد إلى جنيف.

ومنذ بدء مسار التفاوض قبل أكثر من ثلاث سنوات، كان لإصرار النظام على مناقشة “مكافحة الإرهاب” وتجاهل الحديث عن الانتقال السياسي، سببين رئيسين لفشل المفاوضات، في وقت تطالب فيه المعارضة بحث تفاصيل العملية الانتقالية وفي مقدمها تأليف “هيئة حكم انتقالي” ذات صلاحيات كاملة من دون أي دور للأسد فيها.

ويشدد وفد المعارضة السورية على أن “موضوع الإرهاب لا يحتاج إلى مفاوضات”، بحسب ما أكده المتحدث باسم “الهيئة العليا للمفاوضات” سالم المسلط، معتبراً أن نظام الأسد يماطل من خلال طرحه موضوع الإرهاب لعدم البحث في الانتقال السياسي.

ومن المفترض ان يلتقي وفد النظام بعد ظهر اليوم مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا ليبلغه برؤية النظام لورقة المقترحات التي طرحها على المشاركين في المفاوضات.

ومن المقرر أن يلتقي غاتيلوف، غدا الأربعاء، وفد المعارضة ممثلاً بـ”الهيئة العليا للمفاوضات”، كما سيلتقي منصتي القاهرة وموسكو اللتين تضمان شخصيات قريبة من روسيا، وتتبنى موقفاً متراخياً حيال بقاء الأسد في السلط.

وفي هذا السياق، قال رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري في حديثه عن لقاء لهم مع وفد روسي غداً بجنيف: “سيكون لنا لقاء مع الجانب الروسي غالبا في الغد، ونتمنى أن نتمكن من محاولة أن تكون روسيا إلى جانب مصالح الشعب السوري، بعد كل ما حدث، ونتمنى منها اتخاذ موقف إيجابي يراهن على الشعب السوري، لا يراهن على شخص زائل دمر الشعب والبلد، من أجل الحفاظ على كرسي السلطة، ونتمنى منها دعما حقيقيا إيجابيا بنّاء للعملية السياسية، للوصول إلى الحل السياسي المنشود الذي نطلبه ونحلم به جميعا”.

وعن وضع المفاوضات، قال الحريري إنه “حتى هذه اللحظة لم نجد شريكا حقيقيا باحثا عن السلام والأمن والاستقرار، فالنظام يستمر بارتكاب المجازر، وقتل المدنيين لتقويض العملية السياسية، وبالمقابل لم نجد موقفاً أو تصريحاً أو بيانا أو إدانة من أغلب أعضاء المجتمع الدولي”.

وأضاف: “نتمنى بنفس الوقت أن لا تكون روسيا مرهونة لمليشيات إيرانية مارقة تخرب في المنطقة، ولا تريد السلام، ولا تحلم به، وستبقى تعمل من أجل تقويض أي فرصة، لتقويض الحل السياسي في سوريا”.

ومنذ الخميس الماضي، تتواصل في مدينة جنيف السويسرية، برعاية الأمم المتحدة، مفاوضات “جنيف 4″، بهدف البحث عن حل للصراع الدائر بين قوات النظام والمعارضة السورية منذ نحو 6 أعوام، والذي أسقط أكثر من 310 آلاف قتيل، وشرد ما يزيد عن نصف السكان، البالغ عددهم حوالي 21 مليون نسمة، فضلا عن دمار مادي هائل.

وتخشى المعارضة السورية من أن يؤثر عدم التزام روسيا بوعودها سلبا على مجريات مفاوضات “جنيف -4″، باعتبار أن وقف إطلاق النار هو أحد إجراءات بناء الثقة الضرورية للمضي في العملية السياسية.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]