الشيخ ناصر الحريري لـ (المصدر): وثيقة العهد لا تؤسس لفيدرالية في الجنوب السوري


مضر الزعبي: المصدر

خلال الأيام الماضية دار الكثير من الجدل في محافظة درعا حول ما بات يعرف بـ (وثيقة العهد)، وهي الوثيقة التي أطلقها مجموعة من وجهاء المحافظة وفعالياتها الاقتصادية والثورية، حيث اتهم البعض القائمين على الوثيقة بأنها تنص على إقامة حكم ذاتي في المناطق المحررة من محافظة درعا فيما يشبه لحدٍّ كبيرٍ ما قام به حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) في مناطق سيطرته في الشمال السوري.

وبعيد الإعلان عنها، انسحب البعض من الوثيقة المعلنة ومنهم الدكتور (ابراهيم الجباوي) مدير الهيئة السورية للإعلام، والشيخ (ناصر الحريري) عضو مجلس الشعب المنشق عن نظام بشار الأسد، والمحامي (مثقال أبازيد)، بينما بقي قسم أخر متمسك بالوثيقة ومنهم رجل الأعمال (وليد الزعبي) والمحامي (حسان الأسود) والدكتور (عبد الكريم الحريري).

وللوقوف على حقيقة (وثيقة العهد) وإن كانت تسعى لإقامة “فيدارلية” في محافظة درعا، حاورت “المصدر” الحوار الشيخ (ناصر الحريري):

في البداية ماهي الأسباب التي أدت إلى إطلاق وثيقة العهد؟ 

كلنا مدرك الأسباب الحقيقية التي تكمن خلف الفوضى التي تسود المناطق المحررة ومنها المحرر من حوران ألا وهو الافتقاد للمؤسسات الفاعلة والجسم الجامع، ولهذا كان لابد من إيجاد وسيلة يعمل بها وفق نظام منضبط بقانون يتناسب مع الواقع إضافة لغياب ممثلي الشارع الثوري الحقيقي إن كان بالداخل أو المحافل ولو بنسبة مئوية تميزه عمن تنتقيه الدول بطريقة حتى النظام عجز عن معرفة هذه الآلية الغريبة التي تفرض علينا من يمثلنا.

وما هو الهدف منها؟

يبقى هذا العمل مؤقتاً إلى أن يتحقق هدف الثورة بجمهورية الحرية الجديدة ومن هنا جاءت الفكرة للعمل على وسيلة لضبط الفوضى وربط المؤسسات القائمة بقانون محلي مؤقت ينظم عملها لتكون مؤسسه حقيقية وبديلة منافسة للمؤسسة التي يديرها النظام وأشخاص يمثلون مجتمعاتهم بإرادة شعبية.

ولتحقيق هذا لابد من دعوه عامة لمؤتمر يشمل كل فئات الشعب في حوران، وهذا ليس فصلاً عن الأم ولكن بحكم الواقع والمتاح التعامل معه والوصول اليه ولكي تجمع الناس لمؤتمر من الضروري تقديم عمل يتوافقون عليه أو يعدلون عليه أو ربما يرفضونه، وهنا جاءت فكرة وثيقة العهد والتي يمكن إطلاق أي اسم آخر عليها فالاسم ليس مشكلة، وهذه الوثيقة تتحدث عن نفسها من خلال أهدافها لتختصر الإجابة عن الجدلية التي أثيرت حول المشروع وهي: تحقيق أهداف الثورة السورية والحفاظ على وحدة الشعب والأرض السورية والعمل على توحيد الرؤية بخصوص ادارة المحافظة والمحافظة على حقوق المواطنين وتقديم ما أمكن من جهد للمحافظة على مؤسسات الدولة من العبث والسرقة والعمل على تدريب كوادر قادره على ادارة العمل وإعادة تأهيل من ابتعد عن ممارسة العمل طوال سنين الثورة كما أن هناك حرصاً شديداً لمحاسبة كل من أساء للشعب من أي جهة كان، هذا ما جاء كمقدمة عن الوثيقة لتتحدث عن نفسها.

ولماذا كل هذا الهجوم على الوثيقة والقائمين عليها وهل بالفعل تؤسس لفدرالية في الجنوب السوري؟ 

بتصوري أن الثورة قامت لتحقيق ما حلمنا به طوال نصف قرن وهذه الوثيقة لخصت إذا ما تم تنفيذ ما جاء فيها أحلامنا بالحرية والعدالة وهي اذا نظرنا إليها بتجرد وبغض النظر عن الخلافات والمواقف الشخصية فإنها جاءت ملخصة لأهدافنا الثورية وبلا شك إنني مع مضمون العهد ولكثرة القيل تحفظت على المسارعة بالخطوات للأمام لحين تقديم الأدلة والبراهين من مهاجمي العمل وتوجيه تهم بارتهان بعض من القائمين عليه ونسب المشروع لهيئة التنسيق التي بيني وبينها من نقائض في المواقف الثورية كما النقائض اذا قلت وعلى سبيل المثال الحزب الشيوعي الإسلامي، أفترون انسجام بهذه التسميه رغم أني أكن كل التقدير والاحترام لمن في الهيئة من إخوتنا فهذه قناعاتهم وأدعو الله أن يردهم الينا ليكونوا مشاركين في صفوف الثورة وقيادتها .

لم أجد في خطوات العمل ما يؤسس لفدرالية والمطالبة بالتنظيم والعمل المؤسسي ضمن جزء بغياب الكل القهري لا يعني الفدرالية فهل ترى أني إذا ضمنت حماية بيتي من فوضى تعم الحي أكون فصلته عن الحي أم أنه دعوة لباقي أصحاب البيوت للعمل مثلي.

ولماذا اعلنت انسحابك من وثيقة العهد؟ 

منذ إشراقة الثورة في 18 آذار وأنا ملتزم بقلبي وفكري وجهدي بالثورة وكان لي شرف كبير أني من أوائل مؤيدي مطالبها المشروعة في الحرية والكرامة ومحاسبة الفاسدين والمارقين فوق القانون ممن لهم محسوبياتهم ولم أتوانى عن تقديم جهد لتحقيق ذلك وما ننشط به الا لتحقيق أهداف الثورة فإذا أخطأنا بغير قصد فجل من لا يخطئ، أما أن نوصف بما ليس فينا فهذا والله عيب وحرام وما غايتي الا كشف من يريد الإساءة، أهو النظام أم متحمس حماسة غطى الحقيقة عن عينيه فلم يعمل لكشف مستور يتوارى خلفه البعض بحسب الاتهام إن وجد، أما أن يكال ويخون الجميع فما هذا من الثورة ولا يعبر عن خلقها ولذلك عمدت لانتظار الجواب ممن ادعى تخوين البعض لتقديم أدلته ولنكون معا أخصاما حقيقيين لمن غشنا وسندفع به للمحاسبة.





المصدر