في اليوم العالمي للمرأة… من يرفق بقوارير دير الزور!

10 مارس، 2017

سعيد جودت: المصدر

“لو كان لهذا اليوم جائزة لكانت من حق نساء دير الزور”، بهذه الكلمات بدأت “أم هيثم” حديثها لـ “المصدر” بمناسبة يوم المرأة العالمي، لتنقل “صوراً من معاناة المرأة الديرية”.

وتابعت “أم هيثم” حديثها عن وضعها المرير، ومعاناتها مع مرض مزمن لم تستطع تلقي علاجه في مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في دير الزور، بسبب عدم وجود المستشفيات المجهزة والكادر الطبي والدواء المناسب.

وقالت “أم هيثم”: “حاولت السفر إلى محافظة الحسكة، ولم يسمح لي التنظيم بالسفر، ولم يمنحنِ (موافقة سفر)، لأضطر للسفر عن طرق التهريب مقابل مبلغ مالي كبير، وعبر طريق ترابي تجاوز الـ 75 كيلو متر، قطعته مشياً على الأقدام، واستغرقت رحلة السفر من دير الزور إلى الحسكة 4 أيام”.

وتروي “أم هيثم” ما تعرضت له من جوع وعطش وإرهاق وخطر الألغام والخوف من الاصطدام بحواجز التنظيم الطيارة خلال محاولتها الوصول إلى الحسكة. ومع وصولها حاجز “رجم صليبي” في ريف الحسكة، لم يُسمح لها بالدخول إلى الحسكة، رغم محاولتها شرح وضعها لإدارة المخيم، بأنها ليست سوى عابرة سبيل، للوصول إلى مطار القامشلي ومن ثم السفر إلى دمشق للعلاج. ولكن لم تقتنع إدارة المخيم بذلك، ولم تسمح لها بالدخول.

وأضافت: “وبعد انتظار دام 10 أيام، عادت بعض النسوة اللواتي كنّ برفقتي إلى مناطق سيطرة التنظيم، لأبقى عالقة على حاجز رجم الصليبي، وتتعلق آمالي بموافقةٍ قد تنهي معاناة امرأة مثقلة بأمراض لا تجد لها علاج في دير الزور”، مشيرة إلى أنها ليست المرأة الوحيدة التي اصطدمت برفض إدارة المخيم الدخول إلى الحسكة.

وإضافة إلى معاناتها، تسرد “أم هيثم” بعض قصص معاناة المرأة الديرية: “امرأة من قرية حطلة بريف دير الزور، وهي مقعدة، أجبرها تنظيم داعش على الحضور على كرسيها لتشاهد كيف ينفذ القصاص بحق ابنها بنحره. وكذلك بقيت أمّ ثلاثة أيام تبكي تحت أقدام ولدها بعد أن قطع تنظيم داعش رأسه وصلبه على منصة الموت”.

وأردفت “أم هيثم”: “في الأحياء المحاصرة والواقعة تحت سيطرة قوات النظام تجد العديد من النساء هن الأب والأم والأخ الكبير لأشقائها الصغار، بعد اعتقال زوجها أو ابنها، حيث تعيش المرأة في تلك المناطق حياة بلا ضمير إنساني، فقد تعرضت العديد من نساء دير الزور لمحاولة الضغط والابتزاز من قبل عناصر النظام وميليشيا الدفاع الوطني، مقابل حصولهن على فتات من الطعام لأطفالهن، إضافة إلى ابتزازهن جنسيا”.

وأكدت “لكن كانت إرادة المرأة الديرية أقوى من كل شيء، أقوى من الحصار، وأقوى من الجوع، وأقوى من الألم، وأقوى من المرض، فلم تلطخ الأم شرفها، ولم تستغل البنت عذريتها، رغم كسر قلوبهن”.

وختمت “أم هيثم” حديثها متسائلة: “فمن يرفق بقوارير دير الزور!؟”.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]