سكان المنطقة يردون على مزاعم أمريكا: ضحايا مجزرة مسجد الجينة بريف حلب ليسوا من تنظيم القاعدة


زعمت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، اليوم الجمعة، أن الغارات التي نفذتها القوات الأمريكية باستهدافها مسجد عمر في قرية "الجينة" بريف حلب وأدت لارتكاب مجرزة، كانت تستهدف "متشددين من تنظيم القاعدة".

وقال الكابتن "جيف ديفيز" المتحدث باسم "البنتاغون" للصحفيين وهو يعرض صورة لموقع الهجوم إن "طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار قصفت موقع اجتماع للقاعدة يوم الخميس في قرية الجينة".

وزهم  ديفيز أن الجيش الأمريكي "لا علم له بسقوط أي قتلى أو مصابين من المدنيين".

لكن ناشطون سوريون، ووكالة الأناضول للأنباء، نفوا صحة المزاعم الأمريكية في أن المسجد المستهدف يتبع لـ"القاعدة"، وقالوا إن الذين استُهدفوا هم من "أتباع جماعة التبليغ والدعوة، المناهضة للأفكار المتطرفة، وليسوا أتباع تنظيم القاعدة مثلما أعلنت واشنطن".

وأشارت وكالة الأناضول إلى أن "أغلب أتباع الجماعة يتواجدون بالريف الغربي لمحافظة حلب، وينظمون اجتماعات دورية كل ليلة خميس عقب صلاة العشاء في إحدى المساجد بالمنطقة".

ولفتن إلى أن أتباع "الجماعة اجتمعوا ليلة أمس في مسجد عمر بقرية الجينة مع السكان المحليين، حيث كانوا قد أعلنوا في وقت سابق عن موعد الاجتماع". مضيفةً نقلاً عن مصادر في القرية، أن الطائرات حولت المسجد إلى ركام أثناء تواجد جمع غفير من المصلين.

وكان مسؤولون في الدفاع المدني التابع للمعارضة، قالوا في وقت سابق إنهم وصلوا إلى المسجد فور استهدافه، مؤكدين أن 58 شخصاً استشهدوا في المسجد الذي كان فيه ما بين 200 -300 مصل، بقي معظمهم تحت الأنقاض.

وقال "مصطفى عبيد" المسؤول في الدفاع المدني، اليوم الجمعة "وصلنا إلى موقع الحادث بعد 5 دقائق، وشاهدنا الناس مطروحين أرضاً، وأطراف كثير منهم مبتورة".

وأضاف عبيد أن الشهود أكدوا أن الطائرات ألقت ثلاثة صوارخ على المسجد في البداية، ومن ثم ألقت الصاروخ الرابع على الذين حاولوا الخروج منه.

وأدانت فصائل من المعارضة السورية القصف على المسجد، مؤكدة أن الذين قتلوا مدنيون، وقوبلت المجزرة بتنديد واسع.

إذ قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن في حسابه على موقع "تويتر" بعد تنفيذ الضربات الجوية: "ندين بشدة الاستهداف الآثم على أحد المساجد بريف حلب الغربي. للمساجد حرمة وقدسية و ليس من المقبول أن تكون مكاناً للقتل و سفك الدماء".

كما أعرب رئيس الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز، عن إدانته الشديدة للغارة الجوية. وفي بيان نشره عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، قال غورماز إنه ليس هناك أي مبرر أمام الله والإنسانية لقتل الناس وهم ساجدون أو استهداف دور العبادة وتدميرها.

وأضاف غورماز: إنني أدين بشدة هذا الهجوم الوحشي، وأتقدم بالتعازي لأخوتنا في حلب وجميع المسلمين حول العالم، وأدعو بالرحمة للشهداء وأتمنى الصبر لعائلاتهم المتألمة".




المصدر