ملف المختطفين بين درعا والسويداء يُطوى بأقل الخسائر


مضر الزعبي: المصدر

شهد ملف المختطفين بين محافظتي درعا والسويداء انفراجاً كبيراً صباح اليوم السبت (18 آذار/مارس)، وذلك عقب إطلاق سراح عشرات المختطفين دون دفع فدية مالية، بالإضافة لإعادة فتح الطريق الرئيسي الرابط بين المحافظتين.

هذه التطورات أتت عقب تصعيد كبير في عمليات الخطف شهدتها الأشهر الماضية، فقد وثق ناشطون منذ مطلع العام الجاري أكثر من 100 عملية اختطاف لمدنيين، كان معظمهم من نازحي درعا في السويداء.

اتصالات الوجهاء

وقال الناشط سامي الأحمد لـ “المصدر”، إنه خلال الأسبوع الماضي كان هناك اتصالات بين وجهاء سهل وجبل حوران لإيجاد آلية تفاهم، تضمن الخروج من مأزق عمليات الخطف التي كادت أن تودي إلى نتائج كارثية في العلاقة بين المحافظتين.

وأضاف إلى أن الاتصالات كان لها نتائج إيجابية، فأربعة مختطفين من السويداء عادوا صباح اليوم دون دفع أية فدية مالية، وهم (مازن غرز الدين ـ كفاح صالح ـ طارق العنداري ـ مهند مكارم)، بينما تم إطلاق سراح العشرات من المختطفين من نازحي درعا أيضاً دون دفع فدية.

وأشار إلى أن معظم المختطفين قد أُطلق سراحهم هذه المرة دون دفع الفدية المالية، عقب ضغط الوجهاء، وذلك عقب تصاعد لعمليات الخطف خلال الشهر المنصرم، فالخاطفون بدأوا يطلبون مبالغ مالية كبيرة.

وتابع الأحمد قائلاً إنه خلال الأيام الماضية أصبحت الصورة في المحافظة واضحة للجميع، فعمليات الخطف في معظمها تتم بالتنسيق بين عصابات الخطف في السويداء، فهم من يقومون بإخفاء الأشخاص مقابل اختطاف مدنيين من نازحي محافظة درعا، للحصول على الأموال، فإطلاق سراح المختطف لم يكن ممكنناً قبل أن يدفع ذووه مبلغ 5 ملايين ليرة سورية.

فتح طريق درعا ـ السويداء

وكانت كتائب الثوار قد أعلنت مساء أمس الجمعة 17 آذار/مارس، إعادة فتح طريق درعا ـ السويداء كبادرة حسن نية، عقب الاتصالات التي تمت بين وجهاء المحافظتين.

وقال الناشط عبد الرحمن الزعبي لـ “المصدر”، إن طريق المليحة الشرقية ـ صما، والذي يعتبر الطريق الرئيسي الرابط بين المحافظتين، كان قد أغلق يوم السبت الماضي 11 آذار/مارس، من قبل كتائب الثوار بريف درعا الشرقي، نتيجة ازدياد عمليات الخطف في محافظة السويداء للمدنيين من أبناء المحافظة، والنازحين من أبناء درعا في السويداء، وذلك لإبعاد الشبهات عن ثوار درعا، كون عمليات الخطف تتم في عمق محافظة السويداء التي تسيطر عليها قوات النظام والميلشيات الموالية له.

وأضاف بأن إغلاق الطريق أتى بنتائج إيجابية، كون معظم أهالي السويداء باتوا يعلمون أن من يقوم بعمليات الخطف هم الميلشيات التابعة للنظام التي تعمل على زرع الشقاق بين أهالي المحافظتين.

وأشار الزعبي إلى أن النتيجة الأهم إقفال ملف المخطوفين في المحافظتين وإطلاق سراحهم دون أي فدية مالية، وهذا ما كانت تصبو إليه كتائب الثوار، التي تبذل كل ما بوسعها للحفاظ على العيش المشترك بين الأهالي وعدم الانجرار للفتنة الذي يسعى لها النظام.





المصدر