تحقيق- د. عزة عبد القادر : أغرب الروايات المصرية عن الموتى والقبور......

مانشيتات رئيسية سعيد البنجي "حانوتي" :لا اؤمن بالقصص التي يقصها الناس عن الموتى فمعظمها خرافات ام عبدالله : اذهب لزيارة قبر والدي عندمااشعر بحزن فيأتي لي بعدها في منامي ليطمئني سارة محمد : أقسم ان والدي ذهب لأبنة عمتي في امريكا بعد موته بسنة وهو يرتدي زيا اخضر اللون كان والدي يرىسيدنا محمد والملاك جبريل وهو يحتدر ام شعبان "ساقية للقبور": الموت هو الحقيقة الوحيدة في حياتنا تحقيق- د. عزة عبد القادر "السلام عليكم قوم مؤمنون أنتم السابقون ونحن اللاحقون بكم إن شاء الله" ، بتلك الكلمات التي وردت عن رسولنا الكريم نرددها بشيء من الخوف والحزن والرجاء عند دخولنا القبور وقد بدأنا جولتنا في مقابر أحمد عصمت بشارع العشرين بعين شمس لنتذكر معا لبعض الوقت الموت ونتحدث عن دار الحق والصدق عن مكان لن يظلم فيه أحد ولن يجامل احد على حساب أحد بل سيأخذ كلا منا نصيبه غيرمنقوص وربما سيكون منا السعيد او منا التعيس او منا من تساوت حسناته بسيئاته ينتظر الرحمة من رب العباد ، ورغم أن الموت هو الحقيقة المطلقة في الحياة، إلا انه محاط بالكثير من الغموض الذي دفع ومنذ القدم بالكثير من الفلاسفة والعلماء الى تفسيره وتحليله، إلا انه بقي ذلك المصير المجهول وهو ما ولد الخوف والذي أنتج الكثير من القصص والاساطير التي تحدثت عن الموت وهوله، وبالطبع ليس هناك ما يثبت صدق تلك القصص وهل هي حقائق أم انها من صنع الخيال، أو أن فرط حساسيتنا من الموت والاموات بشكل عام جعل لدى البعض استعداداً نفسياً بحيث يصبح أي أمر قابلاً للتأويل، ام ان هناك اناساً لديهم قدرات فائقة يشاهدون أشياء لا يشاهدها غيرهم،لندخل الى دارالموتى لنتعظ بالموت ونأخذ العبرة فمن لم يتعظ بالموت فما الذي يمكن أن يكون له واعظا . قالت بسمةأيمن من أحد زوار المقابر : أتيت اليوم لزيارة المقابرصدفة وهذا يدل على مدى طيبة من أتيت لزيارتها فهي خالتي يرحمها الله حيث أحسست اليوم وأنا أمر بقرب المقابر أن شيئا يجذبني للدخول لزيارتها وبعد أن قمت بالزيارة أحسست براحة غريبة وطمأنينة . تحدثت ايضا سارة محمد أنها على ثقة بأن الموتى الطيبين النفوس لهم علامات واشارات وقدحضرت ذلك في والدها الصالح الذي رأته وهويحتدر وتقسم بالله بأنه كان يسلم على سيدنا محمد وعلى الملاك جبريل وقد ادهشها جدا عندما كانت في المشفى معه وهو يطلب منها ان تحضر الكراسي ليجلس عليها الرسول وابو بكر الصديق والملائكة وهي لا ترى شيئا وتقول ان والدتها كانت تراه وهو يرفع يده كأنه يقطف من شجرة ثمرا . وأستطردت محمد تقص علينا رواية اغرب من الخيال حيث تروي قصة ابنة عمتها من انها تعيش في امريكا وقد اتصلت بهم يوما لتسأل عن والدها وتحكي لها بأنه زارها في منزلها بأمريكا فحلفت لها بأنه توفي منذ سنة تقريبا فأقسمت الاخرى ايضا بأنه جاء لها وهو يرتدي قفطان اخضر وسلم عليها فقالت له : عمي محمد كيف اتيت لي في امريكا ومتى وصلت ؟فقال لها : وهل تبعد عنا امريكا وانصرف بعد دقائق ولكنها تقسم انها رأته رأي العين وانه حمل مولودها الصغير وربط على رأسه . وقد حدثتنا نيفين عبد الفتاح أنها بعد وفاة أمها كانت تراها دائما ولم تكن تغيب عنها وانها تقدم لها نصائح وارشادات وتحذرها من أشياء والغريب كانت تأتي إليها قبيل أي مشكلة وهي ترتدي لونا قاتما وحزينة وتحذرها من بعض الناس وبعض الأماكن . من جانب آخر قالت أم عبد الله التي تبيع بأحد الأكشاك أم البوابة الجانبية للمقابر أنها من خلال وجودها في تلك المنطقة رأت الغرائب والعجائب فتروي لنا أنها ترى مدافن تجري بسرعة وكأنها تقول لصاحبها أنا لا أريد الدنيا وأتشوق للآخره ومدافن أخرى أجدها ثقيلة تتحرك بصعوبة شديدة وكأنها تتمسك بالدنيا ولا تريد مغادرتها ويقول الناس أن ذلك يدل على العمل فمن تجري خشبته يدل هذا على صلاح عمله ومن ثقلت خشبته يدل على سوء عمله . وقد حدثتنا أم عبد الله عن والدها التي تشعر بأنه في مكانة عالية حيث تقوم بزيارته عندما تحس بضيق أو كرب وتجلس أمام قبره وتبكي بشدة وتؤكد إنها ما فعلت ذلك يوما إلا وجاء لها ليلا في منامها يربط على كتفها ويطمئنها ، وفي نفس السياق تتحدث عن والدة زوجها فتقول ام عبد الله : ان حماتي كانت صالحة واشعر بذلك عندما أزور قبرها وما يجعلني اتعجب اكثر انني عندما أزورها أجد وكأنها تجلس فوق القبر تسلم علي وتراقبني . وأكملت ام عبدالله حديثها عن أغرب قصص الموتى حيث قالت : إن هناك شيخ صغير السن اسمه الشيخ محمد كان من أهل المنطقة وقد تزوج قريبا وانجب وقد حدث نزاع منذ فترة قريبة جدا بين شباب من اهل المنطقة وبينه وقد تكتلوا عليه وقتلوه لم أصدق عيني ففي جنازته وجدت أمم من الناس تسير في جنازته لهم شكل جميل ولا اعرف من اين اتوا وكانت خشبته تطير وفي اتجاه واحد والغريب أن خشبته جذبت هؤلاء الناس للوقوف أما بيت الشباب الذين قتلوه وكأنه يذكرهم بما فعلوه ومدى ظلمهم له وقد كان يوما جميلا بالفعل سرنا كثيرا من أول شارع العشرين الى نهايته ولم نشعر بالمسافة وذلك دليلا على صلاحه وحسن خاتمته فهو يعد شهيدا حيث قتل غدرا من زملائه . وروت ام عبدالله حادثةاخرى لاتقل غرابة عن سابقتها حيث قالت : كان هناك أحد الشباب يعيش وحده مع أمه المشلولة وكان يعيلها ويقوم علي مصالحها وقد مات هذا الشاب في حادثة والغريب ان الناس وهي تسير به لدفنه تحركت الخشبة بهم أمام بيت أمه وكأنه يودعها الوداع الأخير. من جانب أخر تكلمت أم عبد الله بشيء من الحسرة عن الأشقياء من الناس الذين يظلمون غيرهم ويأخذون حقوق الناس حيث تكون نهايتهم ثقيلة جدا ويكون يومهم مؤرقا لجميع من حولهم حيث يكون الناس في هذا اليوم مكروبين ويمر اليوم بطيئا وتنتظر دفنته كثيرا كأن القبر لا يريد رؤيته . وحكت ام عبد الله عن الشابين الذين قتلوا خالهم الذي كان يواليهم فأصابهم الهوس ويقال بأنه يأتي اليهم دائما في نومهم ويقظتهم يذكرهم بما ارتكبوه ويتكلم عن سعادته بعد موته ، واضافت ام عبدالله ان اكثرمايشعرها بالأسى هذه الأيام ان معظم الموتى من سن 16 الى 18حيث يموتون في حوادث سياسية اوحوادث سيارات او امراض . أما عم سعيد البنجي الحانوتي بالمقابر فقد كان له رأي مخالف تماما لأم عبد الله حيث قال بأنه لا يحب الكلام عن الموتى ويرى ان ما يروى من حكايات وقصص هو من قبيل الخرافات والبدع فلا يعلم أحد من سيدخل النار ومن سيدخل الجنة ولا يعرف شخص على وجه الارض ما سيلاقيه فلان داخل قبره فهذا مستحيل وهو من واقع عمله بالترب لا يشعر بالفارق بين قبر هذا او ذاك . وقد لام البنجي على الناس الذين يتحدثون بصوت عالي ويتسامرون داخل المقابر رغم سماعهم لآيات الذكر الحكيم وعندما ذكرنا للبنجي بأن الموتى الصالحين لهم علامات وذلك مذكور في احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال بأن هذه العلامات لا يلاحظها مطلقا . وقد أبدىالبنجي رفضا كبيرا لمناقشة قصص الموتى وفي ذات الوقت أوضح يأسه الشديد من الدولة وعدم احترامها لقدسية الموت وتمنى لو يحدث تأمين للمقابر في مصر مثلما تؤمن المؤسسات الرسمية. وفي المقابل ظهرعاطف محمد ساقي المقابر وقال : كلنا سنموت يوما ويجب ان نستعد لهذا اليوم وذهب ليصلي أمام القبور . على الجانب الآخر تحدثت ام شعبان ساقية المقابر ومنسقتها عن انشراحها الشديد من أحد المقابر التي تقوم بسقايتها وتنظيفها وتلك المقبرة تخص فتاتان صغيرتان "اسماء ونورهان "تشعر بروحانية شديدة وهي تنظف قبرهما ولهذا فإنها تقف عند هذا القبر طويلا وتدعو لله . وقد روت ام شعبان ان هناك بعض المدافن تأتي الى هنا ويكون هناك صعوبة في دفنها حيث قالت : هناك أخشاب تثقل جدا على الناس ونشعر بانقباض شديد لمجرد دخولها ولكن لا أريد في نفس الوقت فضح القصص تفصيلا فقد أمرنا الرسول الكريم بذكر محاسن الموتى ، والأكثر من ذلك ان هناك بعض الاشخاص يأتي اقاربهم في الجنازة ويلعنوهم ولا انسى في احد المرات ان أحد أقارب المتوفي حمد الله ان مات وايضا قبر آخر اتى احد جيرانه ليزغرط ان تخلص منه ، والمثير أنكم تجدون العكس فهناك من يأتي بدفنة وأسرته تزغرط ليس لفرحهم بالتخلص منه بل لسعادتهم لمكانته ويقينهم بحسن خاتمته فهم يحتسبونه شهيد . وذكرت ام شعبان ان المقابر اصبحت وقرا للمدمنيين وهذا يحزنها كثيرا وطالبت الحكومة بأن توجه نظرها للمقابر لتأمينها فإن للموت حرمة وقدسية . واخيرا قالت ام شعبان انها تعمل ساقية للمقابر منذ ما يقرب من 30 عام مما جعلها قوية القلب وجعلها تؤمن بشيء واحد "ان الموت هو الحقيقة الوحيدة في حياتنا فيجب ان نعد العدة له "