on
بشار الكارثي… بكيماوي أو دونه
الشرق الأوسط
نظام بشار الأسد، هو أخطر من أي سلاح كيماوي أو نووي أو بيولوجي. مثلما هي إيران الخمينية، خطيرة وضارّة، بوجود سلاح نووي أو دونه.
التركيز الكثيف على منع بشار وقتلته المتجردين من الانتماء الإنساني، الذين يرّشون الأطفال والنساء والعجزة بأمطار السمّ، بوقاحة وبلادة، مفهوم ومتفهّم.
السلاح الكيماوي ممنوع دولياً، وأخلاقياً، أمطره بشار على ضحايا لا حول لهم ولا قوة. كان هذا كافياً لإثارة غضب «الجدّ» دونالد ترمب، مع تشكيك الروس وبشار والخمينية، ومن يستهلك دعايتهم، من العرب، في حقيقة الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة الشعيرات العسكرية الأسدية بريف حمص.
لكن، وبعيداً عن الشق الذاتي الأخلاقي بالضربة الأميركية، فمجرد استمرار هذا النظام الشيطاني، نظام بشار، هو الخالق للجماعات الإرهابية، الجالب لها، المهيّج لخيالها، المحفّز لنشاطها، وليس هو علاج الإرهاب، وفق الثقافة الروسية المنكّسة.
من أجل ذلك فإن العمل الصحيح للسياسة الأميركية الجديدة، ومعها الحلفاء في أوروبا والعالم العربي، في مقدمهم السعودية، هو «ترحيل» هذا النظام، وليس شخص بشار فقط.
ترحيله على رغم أنف روسيا البوتينية، التي تجردت هي الأخرى من كل قناع أخلاقي وسياسي؛ لم تبالِ بمآسي الشعب السوري من أجل بقاء تابعهم بشار.
روبرت فورد السفير الأميركي في دمشق في عهد أوباما، قال في لقاء مع قناة CBSS الأميركية إن الهجمات ضد نظام الأسد في سوريا لا بد أن تستمر. وإنه من غير الممكن تحقيق الرغبة الأميركية في تغيير النظام في سوريا، ما دام استمر الدعم الإيراني والروسي للأسد.
أعتقد أنه من الممكن ترحيل النظام الأسدي، برغم الروس والإيرانيين، لكن الأمر يحتاج لرؤية وعزيمة وتحالف متين.
الروس أخذوا الجانب المظلم من التاريخ، وخاطروا بمعاداة المسلمين، من غير العرب حتى، بهذا الاصطفاف الفاجر مع تحالف طائفي تقوده إيران. ومن آخر تجليات الروس تلك، الفيتو القبيح الذي أشهر الأربعاء الماضي لمنع التحقيق في مجزرة خان شيخون.
بالنسبة لبوتين، وفق مقابلة نشرها الكرملين فإن: «دمشق تخلصت من مخزونها من الأسلحة الكيماوية».
أما بخصوص مطر خان شيخون القاتل، والذي أزعج العالم به سمع بوتين، فسهلة!: «إما أن ضربات جوية للحكومة السورية أصابت مستودعاً للأسلحة الكيماوية تابعاً للمعارضة، ما أدى لانبعاث غاز سام، وإما أن الحادثة مختلقة لتشويه صورة الحكومة السورية».
المهم، بالنسبة لإمبراطور الروس، حماية بشار ونظامه، سواء قصف شعبه بالكيماوي أو لم يفعل، هذه تفاصيل «تافهة».
الآن، المطلوب هو الاصطفاف الدولي العربي خلف هذا الزخم الأميركي الجديد، لتطوير الموقف من مجرد غضبة أخلاقية لاستراتيجية جديدة لتطيير هذا النظام الشيطاني المشعّ.
(*) كاتب سعودي
المصدر