المعارضة الإيرانية توثق خسائر “الحرس الثوري” في ريف حماة


جيرون

أكدت المعارضة الإيرانية أن الهجوم الذي نفذته قوات الأسد، بالغازات السامة، على مدينة خان شيخون في الرابع من نيسان/ أبريل الجاري، ما كان ليقع لولا الدعم المطلق من ملالي طهران؛ فقد نُفذ بـ”التنسيق الكامل مع طهران، بهدف إسناد قوات الحرس الثوري نظام الملالي في الاشتباكات شمالي محافظة حماة”.

يدرس تقرير المعارضة الإيرانية _وقد تلقت (جيرون) نسخةً منه_ الوقائعَ العسكرية قبل الهجوم الكيماوي على خان شيخون. وبينت “تلك الوقائع أن الحرس الثوري الإيراني _وهو الذي يتولى العمليات البرية الهجومية في سورية_ دخل محافظة حماة، قبل أسبوعين من الهجوم بالكيماوي، ليوقف تقدّم المعارضة السريع”. وتكبد نظام الملالي خسائر فادحة في مدة قصيرة، وفق ما ورد في الوثائق المعلنة من وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني؛ ولهذا السبب “يضطر قاسم سليماني إلى زيارة الجبهة شخصيًّا لرفع معنويات الحرس ومرتزقته”.

ويشير التقرير إلى أن “عجز القوة البرية للحرس الثوري والجيش الأسدي، عن قلب المعادلة العسكرية في ريف حماة، فرض عليهما توجيهَ ضربة ثقيلة إلى قوات المعارضة، ولذلك طلبوا من القوة الجوية إسنادهم. فشنت قوات الأسد الجوية، بالتنسيق مع القوة البرية للحرس الثوري في 4 نيسان/ أبريل 2017 غارةً بالأسلحة الكيماوية على خان شيخون، خلف جبهة قوات المعارضة الموجودة في ريف حماة الشمالي، بغية خلق الرعب والخوف بين عناصر الأخيرة، وبما يغيّر من المشهد العسكري لصالح القوة البرية للحرس والجيش الأسدي”.

تمركزت قوات الحرس الثوري منذ ثلاثة أسابيع شمالي محافظة حماة. وفق التقرير، لأن “قوات المعارضة السورية كانت قد بدأت التقدم في منطقة شمال حماة، منذ 21 مارس/ آذار، ووصلت سريعاً إلى نقطة لا تبعد 3 كيلومترات عن مدينة حماة. ولهذا السبب اضطرت قوات الحرس إلى أن ترسل قائد الحرس وقواته في دمشق وريف دمشق”. وتؤكد الدراسة أن هذه القوات موجودة حاليًا شمال وغرب مدينة حماة وأطراف بلدة صوران. وهذه القوات هي أفواج “فجر شيراز” وأفواج “فرقة نبي أكرم” من كرمانشاه من “فرقة 19″ إضافة إلى وحدات خاصة لـ”صابرين” من محافظة طهران، وقوات لواء نينوى من محافظة غولستان”. الوحدات أعلاه-يشير التقرير- لها عناصر ثابتة في سورية. ومثالًا على ذلك فإن “الفرقة 19” لها لواءان في سورية، ومقرها يوجد في ثكنة الشيباني في ريف دمشق ومهمتها قوة احتياط لحماية قصر بشار الأسد.

ويشير تقرير المعارضة الإيرانية إلى أن “الحرس الثوري فقد العشرات من عناصره، بين 20 آذار/ مارس وحتى 4 نيسان/ أبريل، يوم المجزرة في خان شيخون، ومن القتلى قادة وضباط في الحرس”، ويذكر التقرير أسماء “بعض القتلى في محافظة حماة”

– عميد الحرس عبدالله خشنود: أحد ضباط الحرس في “الفرقة 19” . من محافظة كرمانشاه- مدينة كنغاور، وكان من رؤساء الاستخبارات في طهران. قُتل في 28 آذار/ مارس 2017 في ريف حماة.

– العقيد مراد عباسي فر: من “فرقة نبي أكرم” في كرمانشاه، وكان له ارتباطات وثيقة بقاسم سليماني. قُتل في بلدة معردس شمال شرق مدينة حماة، في أوائل نيسان/ أبريل الحالي. ونشر موقع قاسم سليماني عن العقيد الصورة أدناه.

– محمد جنتي: أحد قادة الحرس الثوري في سورية ولقبه (حاج حيدر). من مدينة شبستر في أذربيجان الغربية. قُتل محمد جنتي أوائل نيسان/ أبريل، في بلدة ترابيع قرب حلفايا.

– سعيد خواجه صالحاني: ضابط في الحرس الثوري. من طهران. قُتل في 24 آذار/ مارس 2017، شمال حماة. من قادة البسيج في مدينة باكدشت.

– حسين معز غلامي: من طهران. قُتل شمال حماة في 24 آذار/ مارس. وله صورة مع قاسم سليماني.

– أبو ذر فرحبخش: كان في “الفرقة 19 فجر” محافظة فارس. قُتل في محافظة حماة، وأعيدت جثته في 31 آذار/ مارس 2017 إلى إيران.

– قدرت الله عبودي: من أفراد الحرس في محافظة فارس. قتل في ريف حماة، في  31 آذار/ مارس.

– مهدي شكوري: من الحرس الثوري في لواء نينوى، من محافظة غولستان. قُتل في محافظة حماة بتاريخ 6 نيسان/ أبريل 2017.

وتشمل خسائر النظام الإيراني، منتسبي الحرس الرسميين من الإيرانيين، وعناصر من ميليشيات أفغانية مسماة “فاطميون” وعناصر باكستانية مسماة “زينبيون” وعملاء عراقيين للنظام من حركة “النجباء”، وتكبدت جميع هذه القوات خسائر جسمية في ريف حماة، وقد اضطرت وسائل الإعلام التابعة لنظام الملالي إلى الإشارة إلى بعض تلك الخسائر.

تفقّد قاسم سليماني قوات الحرس الثوري في محافظة حماة

ينقل التقرير، عن مواقع تابعة للنظام الإيراني وعن تقارير داخلية للحرس، أن “قاسم سليماني قائد فيلق القدس تفقد، يوم الجمعة 31 آذار/ مارس، قبل القصف الكيماوي على خان شيخون بـ4 أيام، قوات الحرس الثوري شمال حماة لرفع معنوياتهم”.

ونشرت مواقع النظام صور سليماني. وأفاد تقرير داخلي للنظام أن قوات الحرس ومرتزقتها، بسبب الخسائر والضربات التي تلقتها في هذه المنطقة، فقدوا معنوياتهم. وأكدت التقارير أن أفراد الحرس شكوا إلى قادتهم من الضغط عليهم.

كان الهدف من قصف طيران الأسد مدينة خان شيخون بالكيماوي، خلق الرعب والخوف خلف جبهة قوات المعارضة السورية لإرغامهم على الانسحاب من المنطقة (ريف حماة). وكانت مناطق الاشتباك للحرس الثوري تقع في المسافة الواقعة على بعد 15-25 كيلومتر، من مدينة خان شيخون. في الخريطة أدناه تبرز نقطة مقتل اثنين من منتسبي الحرس، في بلدة معردس وريف حلفايا في الأيام الماضية، حيث تقع على بعد نحو 20 كيلومتر.

بعد موجة الاحتجاجات العالمية على مجرزة خان شيخون، زعمت وسائل الإعلام التابعة لنظام الملالي والحرس الثوري أن سبب التلوث الكيماوي هو “انتشار مواد كيماوية بسبب انفجار مستودع ذخيرة تابع للإرهابيين، في خان شيخون في ريف إدلب، يحتوي على أسلحة كيمياوية”. (موقع الوقت التابع لفيلق القدس 5 نيسان/ أبريل2017). بحسب التقرير.

يخلص التقرير إلى أن “سبب استمرار الحرب والقتل في سورية يعود إلى التدخل المباشر للحرس الثوري في هذه الحرب”. والطريق الوحيدة للحيلولة دون تكرار جرائم ضد الإنسانية في سورية، هو طرد قوات الحرس منها”.




المصدر