السلطات الجزائرية "تحاصر" لاجئين سوريين قرب حدودها مع المغرب والأخيرة ترفض دخولهم أراضيها


اتهمت السلطات المغربية، نظيرتها الجزائرية، بـ"محاصرة" لاجئين سوريين في "ظروف لا إنسانية"، بالقرب من الحدود بين البلدين جنوبا.

وشجبت الداخلية المغربية، في بيان لها مساء الجمعة، ما وصفته بـ"التصرفات اللاإنسانية للسلطات الجزائرية تجاه مهاجرين سوريين، محاصرين على أراضيها".

وتحدث البيان عن "محاصرة السلطات الجزائرية لـ55 من المواطنين السوريين على الحدود القريبة من مدينة فجيج (أقصى الجنوب الشرقي)، بعدما سُمح لهم بالوصول إلى هذه المنطقة عبر التراب الجزائري على شكل أفواج منذ ليلة الإثنين الماضي".

وأضاف البيان، الذي تلقت "الأناضول" نسخة منه، أن "الأمر يتعلق بنساء وأطفال في وضعية بالغة الهشاشة".

وقالت الخارجية المغربية، إن "سلطات البلاد تعبر عن استغرابها لعدم مراعاة الجزائر لأوضاع هؤلاء المهاجرين ودفعهم قسرا نحو ترابنا، وذلك في تصرفات منافية لقواعد حسن الجوار التي ما فتئت تدعو إليها المملكة".

ولفتت الخارجية، إلى أن "وصول هؤلاء المهاجرين لهذه المنطقة الحدودية رغم وعورة تضاريس المسالك المؤدية إليها، وإكراهات الظروف المناخية الصعبة، ما كان ليتم دون تلقيهم لمساعدة ودعم من قبل السلطات الجزائرية".

واعتبرت الداخلية المغربية، أنه "ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها الجزائر إلى محاولة ترحيل مهاجرين صوب التراب المملكة، حيث تم تسجيل مثل هذه التصرفات في فترات سابقة".

في المقابل، لم تصدر الجزائر أي رد رسمي بخصوص ما جاء في بيان الخارجية المغربية.

وتنفي الجزائر عادة اتهامات مماثلة يوجهها المغرب، كان آخرها عام 2014 حين استدعت الخارجية الجزائرية، سفير الرباط لديها، لإبلاغه رفضها ما وصفته بـ"مزاعم بطرد لاجئين سوريين نحو التراب المغربي".

وخلّف الموضوع آنذاك، أزمة دبلوماسية بين البلدين حيث تعتبرها الجزائر "مزاعم مفبركة" لأن الحدود بين البلدين مغلقة منذ 1994، ولا يمكن لأي شخص عبورها.

وفي سياق متصل  نقل موقع "بلادي" في وقت سابق، أن السلطات المغربية بمدينة فكيك شرق المملكة، قامت بمنع عشرات اللاجئين السوريين القادمين من الجزائر من دخول المدينة أول أمس الخميس، وفرضت طوقاً أمنياً حولهم، فيما تكفلت الجمعيات وسكان المدينة بتقديم الطعام والأغطية لهم.

وفي تصريح للموقع ذاته، قال حسن العماري المسؤول في مجموعة "هاتف الإنقاذ" الدولية العاملة في مجال الهجرة، الخميس، إن اللاجئين السوريين تمكنوا "من التسلل للتراب المغربي من الجهة الغربية لمدينة فكيك".

وأشار إلى أن السلطات الجزائرية سهلت لهم مأمورية عبور الشريط الحدودي نحو المغرب، ليفاجأوا بعد ذلك بمحاصرتهم من قبل السلطات المغربية ومنعم من التوجه إلى مدينة فيكيك على حد كلامه.

وأكد أنه بمجرد عبور اللاجئين السوريين للشريط الحدودي "هرعت السلطات المحلية بما فيهم والي الجهة إلى عين المكان" وتمت محاصرتهم "وبقوا لأربع وعشرين ساعة من دون طعام ولا شراب".

وأوضح أن مجموعة من فعاليات مدينة فيكيك تحركت بعد ذلك "وأمدتهم بالماء والطعام والأغطية، إلا أنهم ظلوا محاصرين من طرف القوات المساعدة وعدد من الجنود". ووصف وضع اللاجئين السوريين بـ"المأساوي" مؤكدا أن بينهم "16 طفلا و عدد من المسنين والحوامل".

واسترسل المسؤول في مجموعة "هاتف الإنقاذ" الدولية قائلا إنه "تم إخبار المفوضية العليا للاجئين والمنظمة العالمية للهجرة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية، ولكن للأسف هذه المنظمات لم تتحرك من أجل معالجة هذه الحالة، وبقيت في موقع المتفرج".

وبعد 24 وعشرين ساعة من تجاوز اللاجئين السوريين للحدود المغربية الجزائرية، -يضيف العماري- تمكن فوج آخر مكون من 50 شخصا من دخول المدينة من الجهة الشرقية، وبقوا في نفس الوضعية" مؤكدا أن السلطات المغربية تحاول إقناعهم بالعودة من حيث أتوا.




المصدر