تواترت العديد من الأنباء خلال الأسابيع الماضية، والتي تفيد بأن تنظيم “الدولة الإسلامية” نقل عاصمته في سوريا والممثلة في مدينة الرقة، إلى مدينة الميادين شرق محافظة دير الزور.

وكان آخر ما نشر في هذا السياق، ما نقلته قناة “فوكس نيوز” الأمريكية عن مصادر في البنتاغون، وتفيد بأن عناصر “تنظيم الدولة” عززوا تركيزهم في دير الزور الواقعة على مسافة 145 كيلومتراً شرق جنوب الرقة.

وأضافت المصادر ، أن “طائرات مسيرة عسكرية أمريكية رصدت مئات من مسؤولي وإداريي التنظيم، وهم يغادرون الرقة خلال الشهرين الماضيين باتجاه مدينة الميادين في ريف دير الزور، نحو الحدود مع سوريا والعراق”.

“السورية نت” وفي محاولة لاستطلاع الواقع على الأرض، تواصلت مع مصادر محلية داخل مدينة الميادين، وأخرى من مدينة الرقة، إضافة إلى سؤال بعض الناشطين في الداخل حول هذا الموضوع.

مصادر أهلية في مدينة الميادين، نفت لـ”السورية نت” ما ذكرته بعض الشبكات المحلية بأن “تنظيم الدولة” أعلن عبر المساجد أن الميادين أصبحت العاصمة البديلة للتنظيم، بعد أن خسر بشكل شبه كامل مدينة الموصل، المدينة التي أعلن منها خلافته.

وبينت المصادر، أن ما حصل في أسابيع خلت، هو نقل التنظيم العديد من المقرات المركزية التي كانت داخل مدينة دير الزور، والواقعة ضمن “ولاية الخير” بحسب تقسيمات “تنظيم الدولة” الإدارية، إلى مدينة الميادين، وكذلك فعلت مع مدينة البوكمال أقصى الشرق السوري الواقعة ضمن ما تسمى “ولاية الفرات”، عندما أغلقت بعض مقراتها المركزية ونقلتها إلى الميادين.

ونوهت المصادر في هذا السياق، أن بعض القضايا التي كان يطلب من صاحبها السفر إلى الرقة لقضائها أو إلى مدينة دير الزور، أصبحت الجهات المسؤولة عنها داخل مدينة الميادين، كما أكدوا أن معلومات متداولة بين عناصر التنظيم تفيد بأن والي “ولاية الخير” أصبحت إقامته شبه دائمة في مدينة الميادين، مشيرين إلى أن التنظيم بدأ يمهد ربما لإعلان الميادين عاصمة له عبر المساجد، وضمن الدورس والمحاضرات والدورات الشرعية التي يجريها للسكان.

ناشط في مدينة الرقة، طلب عدم ذكر اسمه قال لـ”السورية نت”، إن التنظيم نقل بالفعل العديد من المؤسسات الإدارية المركزية التابعة له خارج مدينة الرقة، لكنه لا يعلم وجهتها، مرجحاً أن تكون الميادين هي الجهة المقصودة.

وأضاف الناشط، أن “تنظيم الدولة” لم يصدر عنه في مدينة الرقة أي تصريح أو بيان يتعلق بنقله العاصمة إلى مكان آخر، مشيراً إلى أنه عندما سيحصل ذلك، فسيتم إعلانه ضمن بيان رسمي، وليس عن الطريق مآذن المساجد كما يروج له البعض.

يذكر أن مدينة الميادين تبعد عن مدينة دير الزور شرقاً بحدود 45 كم، وعن مدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية العراقية نحو 70 كم.

وتعد مدينة الميادين من المدن الرئيسة في محافظة دير الزور قبل انطلاق الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، لكن ازدادت أهميتها خلال السنوات الماضية، بعد أن تحولت إلى تجمع للنازحين من المدن والبلدات الأخرى ليتضاعف عدد سكانها، وأصبحت أحد أهم المراكز التجارية داخل المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.

وسيطر “تنظيم الدولة” على أغلب محافظة دير الزور منذ منتصف يونيو/ حزيران 2014، فيما عدا بعض الأحياء في غرب وشرق مدينة دير الزور، إضافة إلى لواء عسكري ومطار حربي.

ويحاصر “تنظيم الدولة” ما تبقى من مناطق خارج سيطرته وخاضعة لقوات النظام في دير الزور منذ نحو عامين ونصف، وشن عدة هجمات خلال هذه الفترة محاولاً عبرها السيطرة على كامل المحافظة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]