القصف التركي على شمال العراق وسورية يقلق واشنطن ولا يغضبها


جيرون

تباينت ردود الأفعال الدولية والإقليمية على الغارات الجوية التي شنها سلاح الجو التركي، يوم أمس الثلاثاء، واستهدفت مواقع، قالت رئاسة الأركان التركية إنها لـ “حزب العمال الكردستاني” في العراق وسورية.

وكان الموقف الأبرز للولايات المتحدة الأميركية التي تُعدّ “وحدات حماية الشعب” الكردية أحد أهم حلفائها في الحرب ضد تنظيم “داعش”؛ إذ عبّرت الخارجية الأميركية عن “قلقها العميق من الغارات التركية”، وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية للصحافيين: “عبّرنا عن تلك المخاوف للحكومة التركية مباشرة، والتحالف لم يوافق على هذه الضربات التي أدّت إلى خسائر مؤسفة في الأرواح في صفوف قوات شريكة لنا في قتال تنظيم (داعش)”.

واستدرك تونر قائلًا “ندرك مخاوف تركيا إزاء حزب العمال الكردستاني، لكن هذه النوعية من التحركات بصراحة تضرّ بجهود التحالف لملاحقة تنظيم الدولة، وتضر بشركائنا على الأرض الذين يخوضون هذه المعركة”.

ويرى كثير من المراقبين أن موقف واشنطن لم يرضِ حلفاءها الأكراد، ولم يبدد مخاوفهم من إمكانية تكرار هذه الحوادث التي قد تتطور إلى تصعيد عسكري أكبر من قبل القوات المسلحة التركية التي تشير إلى عمليات عسكرية واسعة قد تقدم عليها ضد معاقل “حزب العمال الكردستاني” في العراق وسورية، وكان ذلك واضحًا في تصريح صالح مسلم الرئيس المشترك لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي” حيث طالب التحالفَ الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية بـ “إبداء موقفه من الغارات التركية، وألا يبقى التحالف الدولي صامتًا”. وفق تصريحات لمواقع كردية موالية له.

في المقابل كان موقف حكومة إقليم شمال العراق متباينًا من القصف، فعلى الرغم من رفضها للغارات التركية إلا أنها جددت مطالبتها بانسحاب “حزب العمال الكردستاني” من قضاء شنكال، ورأت وزارة البيشمركة التابعة لحكومة الإقليم أن “استمرار تواجد مقاتلي الحزب في شنكال سبّب عدم الاستقرار في المنطقة، ومنع عودة الحياة إليها”.

وجاء الموقف الرسمي العراقي أكثر تشددًا، إذ عَدّت الحكومة العراقية الغارات التركية “انتهاكًا خطيرًا، قد يدفع إلى خطوات تصعيدية تنعكس سلبًا على جهود مكافحة الإرهاب”.

تنظر الحكومة العراقية الموالية لإيران، بعين الريبة، إلى العلاقة الجيدة بين حكومة الإقليم وتركيا، وترى في تواجد “حزب العمال الكردستاني” حالة إيجابية، تساعد في خلق حالة من التوازن ضد طموحات حكومة الإقليم، بقيادة مسعود البرزاني الذي يؤسس لعلاقة جيدة مع تركيا، عكس “حزب العمال الكردستاني” الذي يتمتع بعلاقة مميزة مع النظام السوري وإيران، حلفاء الحكومة العراقية، ويتخذ موقفًا معاديًا من تركيا.

أكدت تركيا، على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان، أن “الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وحكومة كردستان العراق كانت على علمٍ مسبق بشأن الغارات التي شنّها الجيش التركي” ضد معاقل “حزب العمال الكردستاني”، وتعهد بأن “بلاده لن تسمح بأن يكون للحزب معاقل في سورية والعراق”.

تأتي الغارات التركية في ظل تسريبات إعلامية محلية، تتحدث عن نية أنقرة شنّ عمليات عسكرية في كلّ من العراق وسورية خلالَ الأشهر القادمة، وذكرت وسائل إعلام تركية عن إطلاق حملة عسكرية ضد معاقل “حزب العمال الكردستاني” في شنكال وقنديل التابعتين لإقليم شمال العراق، بالتزامن مع حملة عسكرية لإعادة ضريح “سليمان شاه” إلى منطقة قرى قوزاق في شمال سورية.




المصدر