تهديدات عمّان تثير حفيظة دمشق


عاصم الزعبي

ردّ وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، في مؤتمر صحفي في دمشق أمس الإثنين، على تصريحات الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، حول “دفاع الأردن عن حدوده في العمق”، ووصفها بأنها “تصريحات بعيدة عن الواقع” متوعدًا بالرد في “حال تقدمت القوات الأردنية في الداخل السوري”.

وأضاف المعلم “إذا فعلوا فسيجدون الجواب المناسب، إننا لسنا في وارد مواجهة مع الأردن، ولكن إذا دخلت قواتها، من دون تنسيق مع دمشق، فسنعدّها معادية”.

وكان الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، قد هدد في وقت سابق، بإمكانية “قيام الأردن بعمل عسكري في العمق السوري”، إذا اضطرت بلاده إلى حماية حدودها، وقال: إن بلاده “ستتخذ كافة الإجراءات الدبلوماسية وغيرها على صعيد الدفاع في العمق السوري”.

وأوضح المومني أن “ما يعني بلاده هو وقف التصعيد ووقف إطلاق النار في كافة أرجاء سورية، ولا سيّما في المناطق القريبة من الحدود الأردنية، وكذلك أن تستعيد الدولة السورية قدرتها على ضبط الحدود”، مؤكدًا أن الأردن وقف على الحياد بشأن مناطق وقف التصعيد.

أما وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، فقد فسر كلام المومني، حول مصطلح (الدفاع بالعمق) قائلًا: “الدفاع بالعمق هو بناء علاقات في العمق بين الأردن والعشائر في جنوب سورية”، وجاء كلام المعايطة، أمس، في معرض رده على تصريحات المعلم.

جاءت تصريحات وليد المعلم، بالتزامن مع نشر تقرير على موقع قناة “الميادين” المؤيدة للنظام السوري، أمس الإثنين، يفيد برصد تحركات عسكرية لحشود أميركية، بريطانية، وأردنية، على الحدود الجنوبية لمحافظتي السويداء ودرعا، من جهة معبر تل شهاب، إلى معبر نصيب، وإنتهاءً في منطقة خربة عواد قرب السويداء.

وتحدث التقرير عن وجود كتائب دبابات بريطانية، مع عدد كبير من الجنود البريطانيين والأميركيين والأردنيين، ومقاتلين سوريين دُرّبوا في الأردن، في منطقة التنف داخل الحدود السورية، إضافة إلى قوات أخرى في المناطق الحدودية المذكورة.

ولم يصدر أي تصريح رسمي أردني حول هذه المعلومات حتى الآن، فيما يبدو أن النظام السوري والإعلام الموالي له يحاولون اختلاق روايات من شأنها توتير المنطقة، كأسلوب يتبعه النظام للهروب إلى الأمام ولتبرير ما قد يرتكبه من مجازر محتملة في المنطقة الجنوبية.

يشار إلى أن الأردن أعلن أول أمس الأحد، انطلاق تدريبات (الأسد المتأهب 2017)، بمشاركة الولايات المتحدة، وعشرين دولة أخرى، منها دول خليجية وعربية بينها لبنان، تهدف إلى تبادل الخبرات العسكرية، في مكافحة الإرهاب وعمليات أمن الحدود والإخلاء.

ويبلغ طول الحدود بين الأردن وسورية 375 كم، ويستضيف الأردن نحو 1,3 مليون سوري بينهم نحو 665 ألف سوري، من طالبي اللجوء المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.




المصدر