عرب عفرين يواجهون إرهاباً وتمييزاً عرقياً من (أخوة الوطن)


زياد عدوان : المصدر

تمنع ميليشيا ما يسمى “الإدارة الذاتية” المواطنين العرب في مدينة عفرين من استملاك العقارات والأراضي داخل المدينة وقراها، حيث عمدت الميليشيا التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) في عفرين خلال العامين الماضيين على إخراج المستملكين من غير الاكراد بحجج واهية.

وبدأت أولى عمليات منع المكونات الغيرة كردية من استملاك العقارات والأراضي مطلع العام 2016 الماضي، في بلدة ميدانكي، عندما حاول أحد التجار الذين نزحوا من مدينة حلب بسبب اشتداد القصف عليها إلى مدينة عفرين، وحاول “عز الدين جوخدار” شراء محضر لبناء مطعم عليه، لكن سلطات الإدارة الذاتية لم توافق على الأوراق التي قدمها بحجة أنها لا تستوفي الشروط.

وعمل موظفو الإدارة الذاتية في عفرين خلال عامي 2015 و2016على تحضير جداول بأسماء عشرات المالكين العرب والذين تجاوزت قيمة املاكهم ما يملكه العديد من التجار الاكراد، فلجأت الإدارة الذاتية لفرض ضرائب على التجار العرب بنسبة تفوق السبعين في المئة، معللة ذلك بان تلك الأموال تذهب لصالح دعم المقاتلين والذين يدافعون عن مدينة عفرين ضد هجمات كتائب الثوار.

وتزامن منع ميليشيا الإدارة الذاتية استملاك العقارات لغير الأكراد مع دخول العرب للمدينة بحجة أن معظمهم ينتمون أو لهم أقارب ينتمون “للتنظيمات الإرهابية”، ومع ذلك فقد أصبح دخول مدينة عفرين صعبا للغاية حيث يسمح لمن له كفيل داخل المدينة بالدخول، بعد دفع رسوم دخول ومنحه هوية مؤقتة تسحب منه عند مغادرة المدينة.

ولعل ما حدث مع “عبد الوهاب لبابيدي” وهو صاحب مصبغة وتاجر قماش هي من الأمور التي فرضتها إدارة الميليشيا، حيث تمت مصادرة املاكه والحجز على البضائع الموجودة لديه في مستودع الأقمشة، في منطقة الاشرفية قرب الكراجات القديمة في مدينة عفرين.

ولدى محاولات لبابيدي المتكررة للدخول إلى مدينة عفرين اعتقل وزجته ميليشيات “الإدارة الذاتية” في السجن بتهمة محاولة الاخلال بالأمن، وبعد مضي أكثر من شهرين على اعتقاله أفرج عنه بكفالة مقدارها 3900 دولار أمريكي، ولدى محاولاته السؤال عن أملاكه ولم تمت مصادرتها والحجز عليها، تبين له أنه تمت مصادرتها بحجة أن مالكها يقوم بدعم “الجماعة الإرهابية” على حد وصف قيادي في الآسايش.

وفي نهاية العام الماضي اعتقلت ميليشيا الآسايش العشرات من الملاكين العرب من قرى، شيركان، راجو، شيروا، بلبلة، شيخ الحديد، سنارة وغيرها من القرى بحجة تعاملهم وإعطاء معلومات لكتائب الثوار.

وأفاد أسامة حمدان وهو أحد سكان قرية شيركان سابقاً وهو من المكون العربي عن إطلاق سراحه مقابل خروجه من مدينة عفرين وترك جميع أملاكه ووضعها لتكون من ضمن الأملاك التابعة للإدارة الذاتية.

وتابع: لقد عملت عصابات الإدارة الذاتية خلال فترة عامي 2015و2016 على تضييق الخناق على السكان العرب خصوصا حيث تم اعتقال العشرات من أبناء المكون العربي بتهم مختلفة وكانت تسعى من خلال ذلك لتهجير العرب وان تكون مدينة عفرين شبه خالية من العرب إلا الذين يعملون في مؤسساتها او منضمين في صفوف ميليشيات (ي ب ك).

ووضعت ميليشيات الإدارة الذاتية عناصرها على العديد من الأراضي والمصانع التي طردت أصحابها منها، ليقوموا على حراستها ومنع دخول المدنيين اليها تحت مسمى أملاك تابعة للإدارة الذاتية، فيما عبَّر العديد من المدنيين الاكراد والعرب الذين مازالوا ضمن المدينة عن استيائهم من الانتهاكات المتكررة لميليشيا الآسايش، من اعتقالات للمدنيين الذين يخالفون القرارات المجحفة والتي تصدرها الإدارة الذاتية في عفرين، ومن بين تلك القرارات منع تعداد الزوجات وفرض الضرائب باستمرار على ان يتم اعتقال كل من لم يلتزم بتلك القرارات وايداعه في السجون بتهم تختلقها ميليشيا الآسايش.

واستغرب مدنيو عفرين من الشعارات التي تتغنى فيها ميليشيا الإدارة الذاتية وهي الديمقراطية والتعددية والمساواة بين كافة مكونات الشعب، وأخوة الوطن وأخوة الشعب وغيرها، واعتبرها الكثيرون بانها ليست إلا شعارات وهمية وكاذبة وخادعة وهي تشابه النظام السوري من خلال شعاراتها، وهي تستخدم تلك الشعارات لتوهم المجتمع الدولي بانها سوف تقيم فيدرالية تضم جميع مكونات الشعب السوري.





المصدر