سلطة الأسد لا وجود لها في اللاذقية.. جريمة قتل أسبوعية وعمليات خطف متكررة.. صحيفة موالية تكشف ما يخفيه النظام


يزداد الفلتان الأمني في محافظة اللاذقية مسقط رأس بشار الأسد، وتزداد معه جرائم القتل والسلب والخطف، في غياب كامل لـ"هيبة الدولة" التي يتحدث عنها نظام الأسد مراراً رغم تعرض قواته لقصف من التحالف وإسرائيل، واستعانته بميليشيات أجنبية للدفاع عنه في وجه المعارضة.

سوء الوضع المعيشي للسكان في اللاذقية بمن فيهم المؤيدون لنظام الأسد، يدفع وسائل إعلام النظام للخروج عن صمتها وتوجيه انتقادات مباشرة للحكومة والأجهزة الأمنية التابعة لها، سيما مع زيادة سطوة الميليشيات التي ليس بمقدور النظام أن يضع حداً لها.

صحيفة "الأخبار" اللبنانية المؤيدة لنظام الأسد وميليشيا "حزب الله"، قالت في تقرير لها نشرته، اليوم السبت، إن هنالك جريمة قتل أسبوعية وسرقة لعشرات السيارات في اللاذقية، وسخرت الصحيفة من الحديث عن "هيبة الدولة" خصوصاً مع صدور قرار حكومي يهدد إعلاميي نظام الأسد من توجيه الانتقادات التي تنال من "هيبة الدولة".

وتتحدث الصحيفة عن جرائم قتل متكررة في اللاذقية، وتشير أنها إما بغرض تصفية الحسابات أو الشجار، أو عقب عملية خطف بغرض المال، مؤكدة غياب الحلول لوقف حد لتلك الانتهاكات، مشيرةً إلى أن "محاولات القبض على عصابات القتل والتشليح، وملاحقة سيارات مشبوهة، وإزالة فيميه لسيارات تابعة لجهات مقاتلة إلى جانب الجيش على الجبهات، أضحت أخطاراً يواجهها عناصر الشرطة بشكل يومي خلال تأدية عملهم وتنفيذ الأوامر بضبط المدينة".

وتتحدث الصحيفة بشكل خاص عن جريمة هزت اللاذقية راح ضحيتها طفل يدعى أحمد سالوخة، جرى قتله بعد خطفه على أيدي عصابة مكوّنة من 4 شبان، بغية الحصول على فدية.

واللافت في جرائم القتل ومظاهر "التشبيح" في اللاذقية، استخدام أسلحة بعضها يُستخدم في المعارك، فعلى سبيل المثال تتحدث "الأخبار" عن شجار حدث في حي الفردوس، استُخدم خلاله قنبلة أودت بحياة شخصين.

ونشرت "السورية نت" قبل أيام خبراً عن خلاف نشب في القرداحة معقل رأس الأسد بين شخصيات من عائلته من ناحية، وأشخاص من عائلة الراعي من جهة ثانية، وتطور الخلاف إلى حد استخدام أشخاص من آل الأسد أسلحة متوسطة كرشاش دوشكا ونشرهم للرعب في المدينة.

تسلط الميليشيات

ونقلت صحيفة "الأخبار" عن أحد الضابطين العاملين في اللاذقية - دون أن تذكر اسمه - قوله إن "المشكلة تكمن في انتماء أعداد كبيرة من الشبان إلى فصائل متعددة تعتبر نفسها ممثلاً للدولة أيضاً، وأحياناً فوق قانون الدولة. هوس هذه الفصائل هو جمع أكبر عدد من المتطوعين تحت لوائها، مقابل تسليم كل منهم بندقية. وهي تسعى باستمرار لحماية عناصرها وتهريبهم من مسؤوليات الاصطدام مع الشرطة، في ظل غياب قوانين تضبط عملها وعناصرها خارج الجبهات".

وتعد محافظة اللاذقية من أهم المناطق بالنسبة لنظام بشار الأسد، وفيها تجمع كبير للميليشيات التي تقاتل تحت مظلة النظام، لكن هذه القوات تتصرف كـ"دولة داخل دولة"، نظراً لاستقلاليتها إلى حد ما، وعدم تبعيتها بشكل أساسي لأجهزة النظام من ناحية أخرى.

وتزايد نشاط الميليشيات في محافظة اللاذقية خلال العامين الماضيين، وأصبحت بمثابة الحاكم الفعلي للمحافظة خصوصاً تلك الميليشيات المرتبطة بإيران والمحمية من مساءلة النظام لها، إلا أن وضع السكان بالمدينة يزداد احتقاناً وسط عجز النظام عن وضع حد للميليشيات الموالية له.




المصدر