غارات جوية جنوبي ليبيا بعد قصف مصري لدرنة


قصفت طائرات حربية فجر اليوم الأحد مدينة هون جنوبي ليبيا بعد غارات مصرية على مدينة درنة شرقي البلاد، بحجة ضرب معسكرات تدرب فيها منفذو الهجوم على أقباط في محافظة المنيا بصعيد مصر. وتواصل القصف المصري رغم الموقف المندد لحكومة الوفاق الوطني الليبية.
وقالت مصادر محلية ليبية للجزيرة إن طائرات حربية يعتقد أنها مصرية أو إماراتية تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أغارت فجرا على مواقع مدنية في مدينة هون بمنطقة الجفرة.
وأضافت أن مخزن ذخيرة لقوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني تعرض بدوره للقصف، مما أدى إلى انفجار الذخائر الموجودة في المكان المستهدف. وقال ناشطون إن القصف تسبب في انقطاع الكهرباء عن القسم الشرقي من المدينة.
من جهته نقل مراسل الجزيرة في ليبيا أحمد خليفة عن مصادر في المدينة أن الغارات تسببت في أضرار مادية فقط. وأضاف أن هون تعرضت مؤخرا لغارات يعتقد أن طائرات مصرية أو إماراتية نفذتها انطلاقا من مطار راس لانوف العسكري الذي تسيطر عليه قوات حفتر.
وتابع المراسل أن الغارات على هون تستهدف -على ما يبدو- الضغط على الوجهاء في المنطقة لإخراج قوات البنيان المرصوص وسرايا الدفاع عن بنغازي من المنطقة.
وتستهدف قوات حفتر -التي تسيطر على مدينة زلة قرب هون جنوب مدينة سرت- مواقع أخرى، بينها قاعدة الجفرة الجوية التي كانت تتمركز فيها سرايا الدفاع.

رغم التنديد
ويأتي قصف مدينة هون بعد ثلاث غارات جديدة نفذتها طائراتها مصرية على مدينة درنة. وكانت سلسلة أولى من الغارات استهدفت المدينة يوم الجمعة. وقال الجيش المصري إن الغارات دمرت المقر الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة ومواقع عسكرية.
لكن المجلس نفى تعرض أي من مقراته أو مواقعه العسكرية للقصف، وأكد أن الغارات استهدفت مواقع مدنية مما أسفر عن أضرار مادية فقط. وقال مراسل الجزيرة في ليبيا بعد الغارات الأولى على درنة، إن الحياة في المدينة ظلت تسير بصورة طبيعية رغم أن سكانها محاصرون منذ سنوات من قوات حفتر.
وقد رفض المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية ما وصفه بانتهاك سيادة البلاد. واستهجن المجلس في بيانٍ القصف المصري لمواقع داخل ليبيا دون التنسيق مع السلطات الشرعية المتمثلة في حكومة الوفاق المعترف بها عربياً وأفريقيا ودولياً، على حد تعبيره.
وأضاف المجلس أنه يتطلع إلى التنسيق في ظل التحالف الدولي والإسلامي لمواجهة العمليات الإرهابية في الداخل والخارج، مع الاحترام الكامل للسيادة الوطنية.
من جهته استنكر مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها قصف سلاح الجو المصري لمواقع آهلة بالسكان في مدينة درنة شرقي ليبيا. وأكد المجلس في بيان أنه لا علاقة له بما حدث في مصر من اعتداءات على المدنيين العزل في المنيا، في إشارة إلى الهجوم الذي وقع الجمعة وأوقع 28 قتيلا.
في المقابل أبلغ وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره الأميركي ريكس تيلرسون بأن منفذي هجوم المنيا تدربوا في معسكرات بليبيا. من جهتها قالت الخارجية المصرية إن مصر أبلغت مجلس الأمن الدولي بأن الغارات الجوية على درنة تدخل في إطار الحق في الدفاع الشرعي بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتتسق مع قرارات مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب.



صدى الشام