طفلٌ مصابٌ بالسرطان في قبضة شبيحة طريق خناصر و10 ملايين لفكاكه


رشا دالاتي: المصدر

يعود طريق خناصر، شريان النظام الوحيد إلى مدينة حلب، إلى الواجهة، بعمليات خطفٍ على يد شبيحة النظام شغلت الأوساط الموالية للنظام، خصوصاً بعد خطف عائلةٍ حلبيةٍ بأكملها، بمن فيها طفلٌ يعاني من السرطان كان عائداً من رحلة علاجٍ في دمشق.

موقع “تلفزيون الخبر” الموالي للنظام وجّه الاتهام صراحةً لميليشيات (اللجان الشعبية) المنتشرة على الطريق الخاضع لسيطرة النظام، ويعتمد إعلام النظام هذه التسمية “اللطيفة” عندما يقصد ميليشيات “الشبيحة” التي يسلحها النظام ويطلقها في مناطقه.

 ولم يشفع للعائلة التي كانت متوجهة من مشفى الاسد الجامعي بدمشق إلى مدينة حلب، عبر هذا الطريق أن معها طفلا صغيرا مصاباً بالسرطان، ولم يشفع للطفل سيرومه المعلق في يده، من الخطف والاحتجاز في غرفة مغطاة بالصفيح، وسط صحراء قاحلة، لمدة ٢٠ يوماً. ليكون الفكاك بدفع مبلغ١٠ ملايين ليرة سورية من قبل الأقارب دون أن تمارس سلطات النظام الرسمية أي ضغطٍ ولم تُبد أيّ تحركٍ لإنقاذ الضحايا.

ونقل المصدر الموالي عن قريبٍ للعائلة أن “السيارة التي كانت تحوي الأب والأم والطفل والسائق، كانت خرجت من دمشق منذ حوالي الشهر، اختفت ولم تصل إلى حلب، ليتضح لاحقاً أنها مخطوفة، بمن فيها، من قبل مجموعة على طريق خناصر”.

وشرح تفاصيل ما حدث قائلاً إن “العائلة تعرضت للاختطاف في المنطقة الواقعة بين الشيخ هلال والسلمية، حيث لحقت سيارة نوع “جيب” تابعة لما يطلق عليهم اسم “اللجان الشعبية” (الشبيحة) بالعائلة وأوقفت سيارتهم بحجة أن الحاجز السابق يريدهم.

وتابع: “قاد الخاطفون السيارة إلى مكان صحراوي، حيث احتجزوا العائلة والسيارة لتبدأ المفاوضات التي استمرت عشرين يوماً من أجل إطلاق سراحهم وتنتهي مقابل دفع ١٠ مليون ليرة سورية للإفراج عن العائلة فقط. مشيراً إلى أن الخاطفين لا زالوا يحتفظون بالسيارة ويطلبون مبلغ مليوني ليرة سورية فكاكاً لها.

وقال المصدر الموالي إن المنطقة الممتدة بين الشيخ هلال والسلمية باتت خطرة ويتعرض العديد من الأشخاص هناك للإزعاجات وقصص الخطف والابتزاز، بسبب انتشار تلك اللجان التشبيحية من أهالي المنطقة.

من جانبٍ آخر، قال مراسل “المصدر” في حلب، إن الحلبيين باتوا يتحسّبون كثيراً قبل أن يجرؤ أحدهم على العبور إلى السلمية خوفاً من وقوعهم بالخطف.

ولفت مراسلنا إلى أن الأسبوع الماضي شهد العشرات من حالات الخطف التي وقفت وراءها الميليشيات المسلحة التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، حيث تطالب الجهة الخاطفة بمبالغ مالية كبيرة تصل لأكثر من 20 مليون ليرة سورية كفدية لإطلاق سراح المختطفين، وخلال عملية الخطف والاعتقال يتم تعذيب المخطوف وسرقة سيارته وما بحوزته من أموال.

وتركز هذه الميليشيات أهدافها على رجال الأعمال وصناعيي حلب، فخلال الأسبوع الماضي اختطفوا أكثر من 16 منهم، ومن بينهم “محمود النعسان” صاحب معامل أقمشة وتاجر ألبسة، الذي دفع ذووه مبلغ 20 مليون ليرة سورية كفدية لإطلاق سراحه بعد اختطافه بالقرب من قرية أبو رويل جنوب مدينة السفيرة.

ويتهم موالون للنظام، الميليشيات التابعة للعميد “سهيل الحسن” رئيس فرع المخابرات الجوية بحلب، بالوقوف وراء عمليات الخطف المستمرة والتي جاءت كردة فعل بعد قرار إيقاف الترفيق الذي كان يعتبر مصدر رزق للكثير من ميليشيات الشبيحة وعناصر (النمر)، حيث تتراوح المبالغ التي تلقاها عناصر الميليشيات والشبيحة خلال فترة العمل بقانون الترفيق ما بين 150 ألف و300 ألف ليرة سورية يوميا.





المصدر