on
أنطوانيت نجيب: “بوط” جندي النظام وحزب الله على رأسي
على الرغم من ندرة المقابلات التلفزيونية التي تظهر فيها الفنانة السورية “أنطوانيت نجيب” إلّا أن ظهورها الأخير على قناة الجديد اللبنانية، أثار ردّة فعل غاضبة لدى السوريين، بسبب المواقف المثيرة للجدل التي أطلقتها حول عدّة قضايا، ومنها الثورة السورية، وملف اللاجئين السوريين في لبنان وغيرها من الأمور التي تحدّثت عنها نجيب بإسهاب.
تحريض
أثارت مقابلة انطوانيت نجيب جدلاً واسعاً، ولا سيما فيما يخص موقفها من اللاجئين السوريين في لبنان تحديداً، حيث قالت خلال مقابلتها مع برنامج “بلا تشفير”: “من حق اللبناني أن ينزعج لأن السوري يأكل رزقته”، وأضافت أن وجود السوريين في لبنان هو “عيب”، لأنهم “هربوا من بلدهم”، على حد وصفها، وتساءلت قائلةً “ليش هربوا من سوريا؟.. أنا بقيت بسوريا وما متت”.
غير أن مقدّم البرنامج استدرك كلامها وقام بتذكيرها أن هذا التصريح خطير، ثم عادت نجيب وكرّرت “أن السوريين يأكلون رزق اللبنانيين لذلك من حق اللبنانيين أن يتضايقوا من وجودهم”، وخاطبت مقدم البرنامج قائلةً: “إذا كان لديك رزق هنا في لبنان وجاء أحدهم من سوريا وقام بأكل هذه الرزقة بدلاً منك ألن تنزعج؟”.
ويأتي هذا التصريح لنجيب بينما تتصاعد وتيرة الخطاب العنصري ضد اللاجئين السوريين في لبنان، حيث يجد السوريون الذين يعيشون في لبنان تحديداً أن إطلاق تصريحٍ كهذا على شاشة لبنانية مُتابَعة بشكل كبير، من قبل فنانة سورية، من شأنه أن يحرّض أكثر عليهم.
وعندما سألها المحاور عن الفنانين السوريين الذين غادروا البلاد أجابت نجيب أنهم “بصقوا في الصحن الذي أكلوا منه”، ثم استدركت أنها تعتبرهم جميعهم “أولادها وبناتها”، وتطلب منهم أن يعودوا إلى سوريا وألّا يغادروها تحت أي ظرف من الظروف.
ووجّهت نجيب النصيحة ذاته إلى المغنية السورية أصالة نصري مطالبةً إياها “بالعودة إلى عقلها القديم لأن ما قدمته لها سوريا كثيراً ويجب ألّا تنكره”.
الانضمام إلى القائمة
انضمت، أنطوانيت نجيب في هذه المقابلة، إلى قائمة المرحبين بوضع البوط العسكري لجيش النظام على رؤوسهم، قائلةً في معرض حديثها بعد دعوة أصالة نصري للعودة: “أعشق بوط الجندي السوري الذي يدافع عن سوريا وأضعه فوق راسي”.
وأضافت أنها تضع أيضاً بوطاً عسكرياً آخر وهو وبوط مقاتلي ميليشيا حزب الله اللبناني، الذي يشارك في القتال إلى جانب نظام الأسد منذ سنوات.
وقالت: “أضع بوط مقاتلي حزب الله أيضاً فوق رأسي”، ثم توجّهت بتحية إلى زعيم ميليشيا حزب الله، حسن نصرالله وعناصره.
وانتشرت خلال السنوات القليلة الماضية ظاهرة “تقبيل البوط العسكري وتقديسه”، لدى موالين للنظام في سوريا وخارجها ممن ينتسبون إلى “محور الممانعة”، وكان من بين هؤلاء بعض الفنانين السوريين والعرب الداعمين لنظام بشار الأسد، حيث سبق للفنان السوري، زهير عبد الكريم، أن انهال على قدم جندي في جيش الأسد، لتقبيل البوط العسكري، كذلك أطلت الإعلامية التونسية كوثر البشراوي، في مقابلة على فضائية نظام الأسد، وهي تقبل بوطاً عسكرياً لعنصر من قوات النظام.
أخلاقيات
في فقرة “السلطة الرابعة” من البرنامج، والتي يتم اختيار صحافي فيها ليحاور الضيف، وجّه الصحفي سؤالاً لانطوانيت نجيب، حول المشهد الذي وصفه بالـ “مخزي” في تأبين الفنانة الراحلة نجاح حفيظ، حيث ظهر في جنازتها 7 أشخاص فقط، بينهم 4 أشخاص من النقابة، و3 ظهروا أنهم أقاربها.
وقال الصحافي مخاطباً نجيب في البرنامج: “هناك انهيار حقيقي في أخلاقيات القائمين على الدراما السورية، إذ أن “فطوم حيص بيص” التي روّجت لصورة المرأة السورية القوية المستقلة بقرارها والقادرة على إدارة الفندق، وعلى أن تكون عضواً فاعلاً بالمجتمع، تم دفنها بهذه الطريقة، ألا تعتبرين ذلك انهياراً في أخلاقيات القائمين على الدراما السورية؟”.
وهنا فجرت نجيب مفاجأةً عندما قالت إن نجاح حفيظ لم يكن لديها علاقةً بالفن ولا أجواء الفنانيين، قائلةً إنها رفضت حضور المناسبة الحزينة لأن حفيظ لم تقدم لها واجب التعازي عند رحيل زوجها.
وشدّدت على أنها غير نادمة معتبرةً أن الراحلة هي السبب إذ أن علاقاتها بالوسط الفني لم تكن على أفضل حال، وادّعت أن حفيظ كانت “مهووسة” لأنها كانت تظن بأنّها الوحيدة التي تستطيع تقديم دور الأم، وبأنها تأخذ الأدوار منها.
وتوفيت حفيظ يوم السبت في 6 من شهر أيار الجاري عن عمر ناهز 76 عاماً، في مستشفى “ابن النفيس” بدمشق.
وفيما يخص نقابة الفنانيين التابعة لنظام الأسد والتي قامت بارتكاب أعمالٍ تشبيحية وفصل معظم الفنانيين المعارضين منها، أجابت نجيب: “إن كل العالم العربي يتمنّى أن يصبح لديه نقابة فنانين مثل نقابة الفنانيين السورية”، وعندما سألها المحاور عن رأيها بفصل الفنانين فيما إذا كانت تؤيد ذلك أم لا، رفضت الإجابة دون إبداء سبب لرفضها.
صدى الشام